أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، أمس، انه ينوي سحب جيشه من لبنان في خلال عشرة اشهر. وقال في تصريحات صحافية انه ملتزم مهلة السنة التي حددها في خلال حملته الانتخابية. وأضاف: "في 7 تموز يوليو 2000 سيعيد الجيش الاسرائيلي انتشاره عند الحدود الدولية مع لبنان حيث يستطيع الاستمرار في الدفاع عن سكان الشمال". واستطرد ان عدم التوصل الى اتفاق مع سورية ولبنان حتى هذا التاريخ غير وارد. وتعليقاً على كلام باراك، قال رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ل"الحياة": "سبق لنا ان تساءلنا عندما طرح باراك هذا الموضوع في الماضي، وقلنا اننا نشك في نيات اسرائيل في هذا الصدد خصوصاً انه ربط الانسحاب باتفاق ما مع لبنان". وأضاف: "ان السؤال الكبير هو أي اتفاق يسعى باراك الى توقيعه مع لبنان قبل الانسحاب؟ هل هو اتفاق تسوية، ولبنان لا ينفكّ يؤكد التزامه مبدأ تلازم المسارين اللبناني - السوري وليست لديه رغبة في الإنفراد بالتسوية مع اسرائيل، في أي ظرف من الظروف؟ أم هو يقصد اتفاقاً أمنياً مع لبنان وهذا ايضاً غير وارد في ضوء اصرارنا على التمسّك بالقرار الدولي الرقم 425 الذي يقضي بالانسحاب غير المشروط من لبنان". وخلص الى القول: "إننا في هذه المناسبة نكرّر تمسكنا بالقرار 425 نصاً وروحاً". في غضوت ذلك، قال وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع، خلال لقائه مع نائبة بريطانية، ان بلاده "تثق" برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، لكنه اشار الى وجود "خيبة امل" بسبب "تأخره في استجابة المبادرات السورية". من جهة اخرى، قال وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين في مقالة نشرتها "معاريف" أمس: "يمكنكم البدء بممارسة الشطب على روزنامة يأسكم. ففي أقل من عشرة اشهر ستنتهي قصة تورّط اسرائيل في جنوبلبنان". وبعدما استعرض مراحل التورط الاسرائيلي في لبنان، والأكلاف التي ترتّبت على بلاده من جراء ذلك بما فيها مصرع 650 شخصاً في الحرب وما يوازي هذا العدد بعدها، أضاف: "ما من شك في أن احتمال الخروج من لبنان باتفاق مع سورية، وهي الرغبة التي تسود البلد، افضل من الانسحاب على قاعدة قرار مجلس الامن 425 الصادر في 1978. لكن في الحالين لن يكون الامر انسحابا من طرف واحد بحيث لا يُعرف من الذي سيملأ الفراغ بعد ان يغادر جيش الدفاع الاسرائيلي". واشار بيلين الى وجود اتفاقات عدة بين اسرائيل و"أطراف دولية كثيرة" تضمن انتشار قوات للأمم المتحدة "بطريقة تسمح للجيش اللبناني أن يحضر في الجنوب". كذلك اكد ضرورة ايجاد حل لجيش لبنانالجنوبي الذي لا يمكن لاسرائيل ان تتخلى عن جنوده، واعتبر ان في وسعهم الاقامة موقتاً في اسرائيل، واعداً الجنود الاسرائيليين الذين لا يزالون في لبنان، بقضاء عطلهم المقبلة في بيوتهم. وقالت عضوة مجلس العموم البريطاني فيلس ستاركي ل"الحياة" ان كلام الشرع جاء خلال لقائه قبل يومين وفداً برلمانياً بريطانياً برئاستها وعضوية ثلاثة آخرين. وزادت انه قال :"ان السلام بين سورية واسرائىل يمكن ان يتحقق خلال سنة، لكن لابد اولاً من الاتفاق على شروط استئناف مفاوضات السلام" التي تريدها دمشق من حيث توقفت في بداية 1996. واشارت الى ان "الرسالة" التي ستحملها الى المسؤولين الاسرائيليين الذين ستلتقيهم بعد يومين ان "سورية تريد صنع السلام، لكن هذا السلام يجب ان يكون على اساس عودة الارض السورية الى حدود 4 حزيران يونيو 1967". وزادت :"فهمت ان هناك قضايا خاضعة للتفاوض مثل المياه والامن وقضايا غير خاضعة للتفاوض مثل الارض والسيادة السورية عليها". وعن العلاقة بين المسارين السوري واللبناني، قالت: "عندما تستأنف المفاوضات مع سورية سيتم ذلك بالنسبة الى لبنان"، مشيرة الى ان "باراك سيلتزم وعده بالانسحاب خلال سنة". وبثت اذاعة دمشق امس ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت "لمست خلال زيارتها وحدة مصير المسارين".