فاجأ الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الرؤساء الأفارقة في ختام قمتهم الاستثنائية امس في مدينة سرت الليبية، بمشروعين للوحدة الاندماجية بين دول القارة الافريقية. وألحق بالمشروعين "اعلان سرت" الذي يختلف تماماً عن "مشروع اعلان سرت" الذي اعدته الامانة العامة لمنظمة الوحدة الافريقية وناقشه المجلس الوزاري الافريقي في 6 و7 من الشهر الجاري في طرابلس. راجع ص؟؟ ويستند "اعلان سرت" الذي صدر امس الى شرعية قرارات صادق عليها الرؤساء الأفارقة في قمم سابقة والى ميثاق منظمة الوحدة الافريقية الذي جرى صوغه العام 1963. وكان "مشروع الاعلان" المنظمة الافريقية أيّد فكرة الوحدة الافريقية عموماً، وزاد اليها قضايا اخرى مثل اللاجئين والمطالبة بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وتسريع عملية الاندماج الاقتصادي وتفعيل آلية حل النزاعات. لكن "اعلان سرت" القذافي استرجع كل القرارات التي صدرت عن قمم افريقية تتعلق بالوحدة وبنود من ميثاق المنظمة في الشأن نفسه، وأعاد ترتيبها لتشكل ميثاقاً جديداً للمنظمة الافريقية يُلغي عملياً الميثاق الحالي في حال جرى تنفيذ الاعلان. وجاء صوغ الاعلان في شكل يبدو مُلحقاً بمشروعي الدولة الافريقية الموحدة اللذين عرضهما الزعيم الليبي أمس أيضاً، وأطلق على الأول "مشروع دولة اتحاد الدول الافريقية" وعلى الثاني دولة "الولاياتالمتحدة الافريقية". ووضع القذافي نظراءه الافارقة أمام أمر واقع، فهم لا يستطيعون رفض فكرة توحيد القارة، كما لا يستطيعون التبروء من ميثاق المنظمة ولا من قرارات منفصلة كانوا أصدروها، هم أو أسلافهم، وتتبنى اتخاذ اجراءات توحيد في قطاعات عدة بين دول القارة. واللافت في مشروعي القذافي اشتمالهما على تفاصيل دقيقة لتأسيس دولة موحدة بكل مقوماتها من دول القارة، وغالبية التفاصيل كانت تقررت رسمياً في السابق. كما عمد "الاعلان" إلى تحديد مواعيد لتنفيذ قرارات معينة واتخاذ اجراءات لتفعيل مشاريع اندماجية او وحدوية.