اكد مصدر ديبلوماسي افريقي ل"الحياة" تغيير الموضوع الرئيسي للقمة الافريقية الاستثنائية المقرر عقدها في مدينة سرت الليبية من السادس الى التاسع من الشهر المقبل، وذلك من اجل تفعيل قرارات سياسية واقتصادية يكون الموضوع الرئيسي من ضمنها. وكان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي اقترح في الدورة ال35 العادية للقمة الافريقية التي عقدت في الجزائر في تموز يوليو الماضي، عقد القمة الاستثنائية في بلده للبحث في تعديل ميثاق منظمة الوحدة الافريقية في شكل يتلاءم مع التطورات الكثيرة التي جرت في العالم منذ تأسيس المنظمة الافريقية العام 1963. واجتمع في طرابلس خلال الاسبوع الماضي وفد سياسي وفني من المنظمة الافريقية مع مسؤولين ليبيين، وبحث الجانبان في التفاصيل الاجرائية للقمة الاستثنائية. وعلمت "الحياة" من المصدر الديبلوماسي الافريقي نفسه، ان عقبة قانونية واجهت المجتمعين لدى مناقشة الموضوع الرئيسي للقمة، وهي ان المادة 33 من ميثاق المنظمة تمنع المصادقة على اي تعديل يجري في الميثاق قبل مرور سنة من إعلان التعديلات امام المعنيين في المنظمة والدول الافريقية. ويضيف المصدر القريب الى القمة الاستثنائية ان هذه العقبة تم تجاوزها عبر الاتفاق على موضوع رئيسي آخر أشمل وأرحب هو "تعزيز امكانات القارة الافريقية لمواجهة التحديات المقبلة في الالفية الثالثة". وكان القذافي عرض هذا الموضوع ايضاً في قمة الجزائر، وقال امام الرؤساء الافارقة ان التحرك الافريقي بطيء ولا يواكب التطورات المتسارعة في العالم، خصوصاً العولمة والتطورات الكبيرة في التكنولوجيا والاتصالات. وأعطى مثالاً عن "الجماعة الاقتصادية الافريقية" وقال: "لماذا علينا ان ننتظر 34 سنة كي نستكمل إنشاء الجماعة الاقتصادية". يذكر ان قرار إنشاء الجماعة الاقتصادية الافريقية كان اتخذ في قمة ابوجا العام 1991 بهدف الاندماج الاقتصادي بين كل الدول الافريقية. ويُفترض ان يكتمل المشروع نهائياً على مدى 34 عاماً انقضى منها حتى الآن سبع سنوات هي المرحلة الاولى من المشروع. وستبحث القمة الاستثنائية ايضاً في قضايا اخرى تتعلق بالتحرر الاقتصادي والتنمية والقضاء على الحروب والنزاعات وتفعيل قرارت اتخذت سابقاً في هذا الشأن، خصوصاً قرار اعتبار السنة المقبلة سنة للسلام وللقضاء على كل الحروب والنزاعات في القارة. وقال القذافي في هذا الشأن من غير الممكن الحديث عن التحرر الاقتصادي والتنمية المتكاملة في ظل وجود نزاعات. واقترح في هذا الاطار أن وحدة القرار السياسي والتضامن الافريقي كانا من بين الاسلحة الاساسية في مرحلة التحرر السياسي، ويجب استخدامهما اليوم في "معركة التحرر الاقتصادي". وعلمت "الحياة" ان المجلس الوزاري الافريقي للقمة الاستثنائية سيعقد اجتماعاته يومي السادس والسابع من ايلول سبتمبر المقبل في مدينة سرت على الساحل الليبي، في حين يعقد الرؤساء الأفارقة قمتهم يومي الثامن والتاسع ويصدرون في نهايتها "إعلان سرت" الذي يتضمن قرارات تتعلق بمحطات اساسية في تاريخ المنظمة، اهمها قضايا اقتصادية. اما في ما يتعلق بتعديل ميثاق منظمة الوحدة الافريقية، فسيحدد "إعلان سرت" جدولاً زمنياً لإنهاء التعديلات اللازمة. يذكران لجنة من المنظمة الافريقية تألفت قبل 15 سنة لتعديل الميثاق، وعقدت خلال هذه الفترة 20 اجتماعاً لم تُعدل خلالها سوى اربعة بنود، ولم تتم المصادقة عليها حتى اليوم.