في الوقت الذي ترددت فيه انباء، يشك كثيرون في صحتها، تقول ان السفارة الاميركية اعترضت على مشروع "مونيكا والرئيس" جاء اعتراض سفارة الفيليبين في القاهرة على فيلم "ولا في النية ابقى فيليبينية"، ليفتح المناقشة مجدداً حول التدخل الاجنبي في الفيلم المصري خصوصاً ان التدخل الفيليبيني ليس هو الاول من نوعه. وتعود بداية التدخل في السينما المصرية الى بدايات العقد الثالث من هذا القرن، وتحديداً الى يوم 30 آذار مارس العام 1932، عندما نشرت جريدة "لابورص" التي تصدر في القاهرة، مقالا تطالب فيه بمنع عرض فيلم "اولاد الذوات" للمخرج محمد كريم. ونشرت جريدة "المقطم" في اليوم التالي ترجمة للمقال جاء فيها: "اذا تركنا جانبا الوجهة الفنية التي عليها الفيلم وهي تعد مضحكة، فنحن نجد ان هذا الفيلم هو على مثال افلام روسيا الشيوعية التي تترك الفن للفن وتقصد الدعاية، فأرادوا به ان يروجوا الدعوة لدى المصريين لكراهية المرأة الاوربية". وجاء في ختام المقال: "كيف يخرجون في مصر فيلما كهذا مبنيا على التعصب دون ان يكون حتى على شيء من الفن". وبناء على هذا المقال تقدم بعض الاجانب بشكوى الى وزارة الداخلية ضد فيلم "اولاد الذوات" الذي تدور قصته حول شاب مصري وعلاقته بامرأة فرنسية لعوب. وقالوا في شكواهم ان الفيلم فيه تعريض بالمرأة الفرنسية. وانتدبت وزارة الداخلية المستر غرايفر واعضاء اللجنة المختصة بمثل هذه الامور بعد ان اوقفت وزارة الداخلية عرض الفيلم لمدة يوم واحد. وجاء تقرير اللجنة بعد مشاهدة الفيلم، ان الفيلم ليس فيه ما يستحق الاعتراض أو المؤاخذة على المرأة الفرنسية. وأكدت اللجنة إجازة استمرار عرض الفيلم. ولم يمر وقت طويل حتى بدأ يوم 18 شباط فبراير العام 1937، عرض فيلم "ليلى بنت الصحراء" انتاج واخراج بهيجة حافظ ولكن الحكومة المصرية اوقفت عرض الفليم بسبب زواج ولي عهد ايران من الاميرة فوزية شقيقة الملك فاروق وتعارض ذلك مع قصة الفيلم التي تصور الصراع بين العرب والفرس، وبعد احتجاج السفارة الايرانية في القاهرة على الفيلم الذي يتعرض لتاريخ كسرى انوشروان. وبعد سبع سنوات وعقب الطلاق الملكي بين ولي عهد ايران والاميرة فوزية، عرض الفيلم مرة اخرى بعد اجراء العديد من التعديلات وتغيير اسمه الى "ليلى البدوية" في 12 آذار مارس العام 1944. وفي العام الماضي 1998 اعترضت الجامعة الاميركية في القاهرة على فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" من بطولة محمد هنيدي واخراج سعيد حامد ووصل الامر الى القضاء ولكن الجامعة تنازلت عن الدعوى القضائية ليستمر عرض الفيلم. اما في العام الجاري وقبل شهور فقد ارسلت وزارة الخارجية تقريراً الى المدير العام على الرقابة الناقد السينمائي علي ابو شادي تطالبه بإعادة النظر في عنوان فيلم "ولا في النية ابقى فيليبينية" بطولة احمد آدم واخراج كريم ضياء الدين، وحضر سفير الفيليبين في القاهرة وشاهد الفيلم، بعد ان قدم احتجاجاً رسمياً لوزارة الخارجية. واستدعي السفير المصري في الفيليبين مرتين بسبب الفيلم وجاءت النتيجة ان اصبح اسم الفيلم "ولا في النية ابقى؟". "الحياة" طرحت سؤالا على عدد من السينمائيين حول ارائهم في التدخل الاجنبي. قال المخرج كريم ضياء الدين - مخرج فيلم "ولا في النية ابقى؟": "ليس من حق احد التدخل الا اذا سلك القنوات الشرعية لذلك، وهذا ما فعلته سفارة الفيليبين في القاهرة اذ قدمت احتجاجاً رسمياً لوزارة الخارجية وتم حل الازمة سلمياً، ورفعنا من على الفيلم كلمة "فيليبينية" مجاملة لهم، حتى لا يحدث لبس او سوء تفاهم، خصوصاً ان الشعب المصري ينظر الى الفيليبين باعتبار انها موطن الشغالات الفيليبينيات وحتى لا يكون هناك حساسية او اضرار بمصالح الدولة. غيرنا عنوان الفيلم وليس اكثر من ذلك لانه ليس من حق احد التدخل في الفيلم المصري. وقال الناقد السينمائي احمد رأفت بهجت: "عندما اتعامل مع الشعوب في الافلام السينمائية، يجب ان "أوازن" فاذا اردت ان ادين لا بد من وجود عنصر توازن حتى لا يتحول المنظور السينمائي الى منظور عنصري كما يحدث في العديد من الافلام الاميركية التي تناولت الشخصية العربية لأن كل مجتمع فيه الايجابيات والسلبيات. ولا ارى اي داعٍ لتدخل الدول في افلام دول اخرى.