ردت نقابات مهنية فلسطينية امس على تهجّم وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطاب ألقاه لمناسبة عيد الجيشين السوري واللبناني، فيما أبدت مصادر سورية مسؤولة ل"الحياة" ارتياح دمشق ل"تفهم" مسؤولي السلطة الوطنية الفلسطينية لنفي العماد اول طلاس ان يكون تلفّط بعبارات نابية ضد الرئيس ياسر عرفات، وقالت ان الرئيس حافظ الاسد "لا يقبل" بأي تصريحات ضد شخص اي مسؤول عربي وان "الخلافات" مع عرفات تبقى "ضمن الحوار السياسي". وكان العماد اول طلاس اوضح ان الانتقادات التي وجهت اخيراً في لبنان الى الرئيس عرفات "وجهت الى سياسة التفريط التي يمارسها رئيس السلطة الفلسطينية منذ توقيعه اتفاق اوسلو الى الان"، مؤكداً: "لم اتلفظ بكلمة بذيئة او نابية تتعرض لشخصه". وجاء نفي وزير الدفاع السوري بعد انتقادات صدرت من بعض مسؤولي السلطة لسورية، في حين رفض الامين العام لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية السيد احمد عبدالرحمن توجيه اي نقد الى دمشق. وابدت المصادر: "الارتياح لتفهم" السيد عبدالرحمن الموقف السوري. وقالت: "ان الاسد لا يقبل بأي تصريحات ضد شخص اي مسؤول عربي، ولم نعتد ابداً استعمال كلمات نابية في ادواتنا السياسية"، وانه "طُلب" من العماد الاول طلاس اصدار النفي لتأكيد الموقف السوري. وزادت: "صحيح اننا مختلفون مع سياسة عرفات لكن الخلافات تبقى ضمن الحوار السياسي". من جهة اخرى توالت امس ردود الفعل الفلسطينية على استخدام وزير الدفاع السوري عبارات بذيئة في وصف الرئيس الفلسطيني نقلت صحف لبنانية ووكالات انباء نصّها الحرفي. وتلقت "الحياة" امس بياناً من الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين، فرع الجزائر، جاء فيه: "كنا نأمل من السيد وزير الدفاع السوري ان يشدّ همم جنوده وضباطه باتجاه عدونا المشترك الذي ما زال يحتل اراضينا عوضاً عن التفوه بألقاب اقل ما يُقال فيها انها لا ترقى للمستوى النضالي والدماء السورية التي روت تراب فلسطين والجولان". اما الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، فرع الجزائر، فقال في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه: "نؤكد من جديد تأييدنا المطلق للقائد التاريخي لشعبنا الاخ ابو عمار حفظه الله". وقالت رابطة الاطباء الفلسطينيين في الجزائر في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه: "كان من المفترض ان يكون وزير الدفاع السوري مدافعاً عن القيم والاخلاق وكل ما يحفظ الشعب والوطن لا هادماً ومدمراً لهما… وليس عرفات الا إبناً للقدس الشريف". وحمل الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الجزائر بشدة على وزير الدفاع السوري في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه يتضمن اتهامات ونعوتاً نرفض نشرها. وسارت في مدينة رام الله في الضفة الغربية امس تظاهرة صاخبة احتجاجاً على ما تفوه به وزير الدفاع السوري ضد الرئيس الفلسطيني. وتوجه المتظاهرون الى مقر عرفات في المدينة حاملين ملصقات مهينة للعماد اول طلاس. وصادف أمس بلوغ الرئيس الفلسطيني السبعين من العمر.