أحالت السلطات الهولندية ملفات حوالى مئة من طالبي اللجوء السياسي الى مكتب المدعي العام تمهيداً لمحاكمتهم عن جرائم "ضد الانسانية" و"جرائم حرب" ارتكبوها في بلدانهم الأصلية قبل هربهم ولجوئهم الى هولندا. وقال بيان رسمي هولندي ان هؤلاء يحملون جنسيات بلدان عدة بينها العراق وافغانستان والصومال ويوغوسلافيا سابقاً وايران. وسحبت تراخيص الإقامة وحق اللجوء من حوالى 50 شخصاً آخرين كانوا قد منحوا حق اللجوء للأسباب نفسها. وبرر البيان الإجراء الحكومي بمنطوق المادة الأولى من معاهدة جنيف التي تستثني مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الانسانية من الحق في الحصول على الحماية واللجوء في البلدان الموقعة على المعاهدة. وجاء هذا الاجراء في اعقاب تقارير كثيرة عن تسلل كبار زعماء الميليشيات والضباط الى هولندا، وأمضت المؤسسات العدلية قرابة سنة ونصف سنة في اعادة فحص الملفات والتحقيق في تقارير منظمات حقوق الانسان واللاجئين. وفي حين تأكد وجود عدد من كبار قادة الميليشيات المسؤولة عن مجازر في الصومال والبوسنة والهرسك وافغانستان، اشارت تقارير جديدة الى وجود عدد من الطيارين العراقيين في معسكرات اللجوء في هولندا، فضلاً عن اعضاء منظمة "مجاهدين خلق" التي تؤكد منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية مساهمتهم المباشرة في المجازر التي حصلت في العراق في اعقاب انتفاضة العام 1991. وتتداول أوساط منظمات اللاجئين معلومات عن وجود اثنين من الطيارين العراقيين المشتبه بمساهمتهما في عمليات القصف بالأسلحة الكيماوية ضد القرى الكردية ما بين 1988 و1990، ولكن هذه التقارير لا تزال بحاجة الى تأكيد رسمي. وتسبب بيان أصدره عدي، النجل الأكبر للرئيس صدام حسين، بإشاعة موجة من القلق على مصير آلاف من العراقيين الذين رفضت طلباتهم للحصول على اللجوء السياسي. وكان البيان الذي نشرته صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين، نص على اعدام كل مواطن يطلب اللجوء السياسي خارج البلاد. ويذكر ان هناك بضعة آلاف من هؤلاء رفضت طلباتهم وينتظرون تنفيذ قرار سابق بإعادتهم الى العراق. وعمد محامو العراقيين المرفوضين الى استئناف القرار الهولندي بعد صدور البيان، بوصفه عائقاً قانونياً أمام اعادتهم الى البلاد. وستتخذ محكمة الاستئناف حكمها للفصل في الأمر. من جهة اخرى، أفضت السياسة الهولندية الجديدة حيال اللاجئين، والتي تتسم بالتشدد، الى اخراج مئات من طالبي اللجوء من المعسكرات الموقتة هرباً من احتمال اعادتهم الى المناطق الكردية في العراق. وتتجه غالبية هؤلاء نحو النروج من خلال الحدود البرية عبر ألمانيا. وتقدر مصادر قريبة من دوائر الهجرة في هولندا ان 30 طالباً للجوء السياسي يترك المعسكرات يومياً.