كشافة تعليم جازان تشارك في منافسات "رسل السلام للتميز الكشفي" بالطائف    نائب وزير الخارجية اليمني يثمن مواقف المملكة الراسخة تجاه بلاده    محافظ الطائف يقدم التعازي لأسرة الزهراني..    مركز الملك سلمان للإغاثة يمنح "سلال الغذائية" شهادة الموافقة الأولية للعمل خارج المملكة،    إصدارات "الملوك" توثق مسيرة القيادة السعودية    أميرالقصيم يترأس اجتماع مجلس أمناء مؤسسة مجتمعي    نائب أمير المنطقة الشرقية يقدم التعازي لأسرة الرميح    تحذير من تسونامي    الحرف اليدوية تجذب زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2025    معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش عوالم الترجمة    بدء موسم "الثروي" في منطقة الحدود الشمالية    المنتخب السعودي يستأنف تدريباته بعد الانتصار على إندونيسيا    الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    نتائج مباريات تصفيات كأس العالم 2026    "شؤون الحرمين" تستعرض ابتكاراتها في خدمة ضيوف الرحمن    الهلال يعلن تعرض سافيتش لإصابة في منطقة الساق    مراسلة اندبندنت عربية الراحلة مريم أبو دقة تفوز بجائزة بطل حرية الصحافة    روسيا مشتتة بين ضبط أسلحتها النووية وتطوير سو - 57    بلدية الريث تواصل أعمالها الميدانية لإزالة الأشجار غير المرغوب فيها    القبض على (8) إثيوبيين في عسير لتهريبهم (120) كجم "قات"    مشاريع بلدية العالية ترتقي بالخدمات الترفيهية والبنية التحتية بأكثر من 20 مليون ريال    تراجع حاد لأسعار الذهب بسبب جني الأرباح    الأخضر تحت 23 عاماً يواجه كوريا الجنوبية ودياً استعداداً لكأس آسيا    معرض الجامعات الأمريكية يزور 3 مدن سعودية لتعزيز فرص الدراسة في الولايات المتحدة    إغلاق عدد من "اللاونجات" في عسير لمخالفتها الذوق العام    وزير الصحة يتفقد مجموعة من المشاريع الصحية في جازان    عروض أدائية تثري فعاليات معرض الرياض للكتاب    أمير منطقة جازان يتسلّم شهادة اعتماد محافظة العارضة "مدينة صحية"    أمير منطقة جازان يستقبل وزير الصحة    بدء أعمال الصيانة بجسر طريق الملك فهد تقاطع الشارع العاشر السبت المقبل    كونسيساو يصل جدة ويعلق: كل شىء رائع    الكلية التقنية التطبيقية بالرياض تقيم معرضًا توعويًا بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية    جراحة معقدة لإزالة جسم معدني تعيد البصر لمصاب    السعودية ترحب باتفاق غزة والبدء في تنفيذ مقترح ترمب    تسجيل قالسودي لعلاج مرض التصلب الضموري الجانبي    أمير منطقة المدينة المنورة يفتتح الملتقى العلمي 25 لأبحاث الحج والعمرة والزيارة    مركز التنمية الاجتماعية بجازان يحتفي بكبيرات السن تزامناً مع اليوم العالمي لكبار السن 2025م    مع تصاعد حرب المسيرات بين روسيا وأوكرانيا.. أوروبا تحذر من «نزاع هجين»    توفر 10 آلاف وظيفة.. 9 مليارات استثمارات صناعية جديدة    أكد أهمية التكامل الخليجي.. وزير الاتصالات: توجيهات القيادة تمضي بالمملكة نحو تصدير التقنية و«الذكاء»    مبادرات نوعية للأكاديمية المالية    السعودية تدين اقتحام إسرائيليين باحات الأقصى.. ارتفاع قتلى غزة وتحذير من انهيار النظام الصحي    توج نظير جهوده في تطوير الأطر المعدنية العضوية.. العالم السعودي عمر بن يونس ينال جائزة نوبل للكيمياء    أكد دعم مصر للمفاوضات.. السيسي يدعو ترمب لحضور توقيع اتفاق غزة    بعد تسلم المملكة علم الاستضافة رسمياً.. موسم جدة يستضيف بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا1 «جائزة جدة الكبرى 2025»    برازيلي يتحدى اللصوص في شوارع لندن    8 منتخبات أوروبية تسعى لحسم التأهل إلى المونديال    استعرض مع رئيس «الشورى» تعزيز العلاقات.. الرئيس الباكستاني: السعودية تشهد تحولاً كبيراً في مختلف المجالات    اكتشاف ارتباط بين اضطراب التوحد وصحة الأمعاء    أمير المدينة المنورة يستقبل وزير الحج والعمرة    173.96 مليارا واردات السعودية في 90 يوما    محافظ محايل يرأس اجتماع المجلس المحلي    الأهالي يعبّرون عن امتنانهم للأستاذ سعيد بن صالح القحطاني: كفيت ووفيت    الخوف والرعب من الزوج حتى بعد الانفصال.. جرح نفسي يحتاج إلى شجاعة للتعافي    مكارم الأخلاق.. جوهر الإنسانية المتألقة!    خادم الحرمين يوجه بفتح «مسجد القبلتين» على مدار الساعة    حدثوا أبناءكم وذكروهم    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البناء بالطين ... حضارة وفن . مساكن ومساجد تشهد على عراقة العمارة الطينية
نشر في الحياة يوم 29 - 08 - 1999

خلق الله تعالى الإنسان من مادة الطين لقوله: ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ]سورة الروم - آية 20[. ويؤكد في آية أخرى لكل من أصابه الريب قائلاً يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ]سورة الحج - آية 5[. وقد اعتمد الإنسان على هذه المادة في إنشاء مسكنه البدائي قبل الميلاد بعشرة آلاف عام. تلك المادة التي ربطتنا بالحياة لتصبح مادة البيئة، صانعاً بها أجمل الأشكال المعمارية من مساكن ومساجد طينية، انتشرت في أرجاء عالمنا العربي والإسلامي.
الطين ودوره في الحضارة المعمارية
بدأت العمارة الطينية بالانتشار والتطور لتأخذ مكانها اللائق بين المواد الإنشائية الأخرى، بعدما ساهم بعض المعماريين بتطويرها، والاعتماد عليها كمادة أساسية في إنشاء البيوت والمساجد، ومن ألمع هذه الأسماء، المعماري حسن فتحي، الذي تخصص في مجال العمارة الطينية، ليظهر مواهبه المعمارية في الأشكال الهارمونية مع المنحنيات للقبب أو الأسقف.
ولم تقتصر عند هذا الحد، بل نالت العمارة الطينية مكانة مهمة في المسابقات المعمارية التي تعنى بالتراث وبحضارتنا المعمارية الإسلامية، وأهمها جائزة الآغا خان العالمية للعمارة الإسلامية.
كما أثبتت العمارة الطينية جدارتها في أرجاء أفريقيا وبأشكال دافئة، مع التشكيل النحتي لها وبسطوحٍ مرنة.
تاريخ مادة الطين
اعتمد الإنسان على مادة الطين في السابق لتوفرها وسهولة معالجتها، وإذا أردنا العودة تاريخياً لهذه المادة، فيذكر الدكتور محي الدين سلقيني في كتابه "العمارة البيئية"، إذ يقول: وفي أول شكل للتنظيم المدني عرفه كوكبنا، بنيت مدينة أريحا بالطين، وفي القرن السابع قبل الميلاد، بني من هذه المادة برج بابل بارتفاع يصل الى تسعين متراً، ويعتبر كأول ناطحة سحاب بناها الإنسان، كذلك انتشر استعماله في حضارات ما بين النهرين ومصر الفرعونية، والحضارة الإسلامية، والرومانية، والهندوسية، وحضارة الهنود الحمر والمكسيك وغيرهم...
إذاً لقد استعملت عمارة الطين في نطاق واسع، والسر في ذلك هو ملاءمتها للظروف الاقتصادية والمناخية كما ساعدت عمارة الطين على تجسيد فنون الشعوب المختلفة في أشكال رائعة تعبر أولاً عن البدائية والغريزة الصافية، لقد استعملت هذه المادة ليس للسكن فقط، بل وفي الأبنية العامة والمدنية أيضاً، من مستودعات، مجاري، وأيضاً الأهرامات، والأبنية المختلفة وغيرها....
الطين من الناحية الإنشائية
بالطبع لا تملك مادة الطين صفة المقاومة أو القوة كباقي المواد الإنشائية الأأخرى، مثل الصخر أو البيتون وغيره... ولا يمكنها مواجهة المطر أو الرطوبة أو الحت أو التعرية، لأنها مكونة من الرمل مع إضافة بعض الخلائط لتكون أشد متانة وقسوة.
كمادة إنشائية، يمكن تصنيفها في نوعين: أما على شكل آجر طيني، وذلك بتجفيفه بالهواء والشمس، أو على شكل آجر مشوي ومجفف بالنار.
يتم اضافة البيتون أو الألياف النباتية التي تساعد في عملية مقاومة الرطوبة والحرارة، وتوضع ضمن قوالب بمقاييس عدة وفق الحاجة للمقاس المطلوب، ويمكن أن يستعمل الطين على شكل آجر في المبنى كناحية تزيينية في الواجهة ضمن هيكل خشبي متماسك، ويتم إملاء هذا الهيكل بالطين.
ولكن يبقى الطين متميزاً بإنتاجه المباشر والسريع، وبرخص سعره ملائماً للظروف الاقتصادية والمناخ لتحصل على شكل معماري فيه الفن واللون والشكل والبساطة.
مع العودة لجذورنا، لنكون أشد تواصلاً بالبيئة، ولتوطيد العلاقة بين الإنسان والعمارة المعتمدة على المقياس الإنساني الذي صرنا نفتقده في الأشكال الأخرى للعمارة العالمية ذات التكنولوجية والحداثة، فهذه دعوة لإحياء الطابع المعماري الشعبي مع تطويره والمحافظة على ما تبقى من آثاره وشواهده.
* مهندس معماري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.