كان جوهر الحضارة الأوروبية ولا يزال متمثلاً في تلك الفكرة التي تولدت في أوروبا خلال القرن الثامن عشر ومفادها "ان أوروبا مركز العالم وأنها الوسيط للتقدم العالمي وأنها السيد المعطاء الذي ينبغي على العالم ان يعتمد عليه سياسياً وتكنولوجيا واقتصادياً بالاضافة الى المشورة والخبرة في تيسير أموره". واحد من ممثلي هذه الفكرة جرت هيردر G. Herder صاغ فكرة التمركز السلالي الأوروبي Euro - Ethno - Zentrismus التي ظهرت في صورة تعصب عنصري، وان الاجناس البشرية غير متساوية في التأثير بمظاهر المدنية، وفي تمثلها لمقومات الحضارة. واعتبر هيردر ان العنصر الجرماني أرقى العناصر البشرية وأسماها، وإليه يرجع الفضل في كل تقدم حضاري. واستحوذت هذه النظرية على تشمبرلن Chamberlain الذي وضع سلماً حضارياً يقف على رأسه العنصر الجرماني وفي أسفله العرب ثم يليهم اليهود فالزنوج، وان مصير الحضارات مناط بالمحافظة على العنصر الآري - الجرماني على نقاوته 1. أما الفرنسي أرنست رينان صاحب نظرية التميز بين الجنسين الآري والسامي، فقد قال: "اننا إذا أمعنا في كل الآثار لا نجد للعلم العربي فيها شيئاً". ثم أضاف: "ان الروح الأوروبية الآرية هي التي صنعت كل شيء، من السياسة والفن والأدب، وان الشعوب السامية العرب لم تساهم في ذلك بشيء". واعتبر هيغل الفيلسوف الالماني في محاضرة له في جامعة برلين في عشرينات القرن التاسع عشر أن الإسلام تلاشى من مسرح التاريخ وأصبح في رقاد كحالة شرقية. وكتب البادر وماريانا المؤرخ الاسباني المشهور في مؤلفه "تأريخ اسبانيا العام" عن العرب والمسلمين "انهم قوم لا يعرفون فن المعمار ولا البناء ولا فضل لهم فيه البتة". سودت أقلام كثير من المستشرقين والمؤرخين والفلاسفة الغربيين الصفحات في الاساءة الى الاسلام والحضارة العربية الاسلامية. كما تحامل عدد غير قليل منهم على الفنون العربية والاسلامية وعزوا عناصرها وزخرفتها وكذلك مبدأها التصميمي الى أقوام أخرى غير العرب، وزعموا انها ليست عربية البتة أو من إبداع عربي وأن أصلها الشعوب التي دخلت الاسلام أو الحضارات الاخرى. واعتبر بعضهم، المؤرخ الالماني كوون KUHN في كتابه "أساس تاريخ الفن" الصادر في بون، أن العمارة الاسلامية هي مجموعة من المباني التي تغلفها الزخرفة كالثوب الذي إذا نزع منها بقيت جرداء غير ذات قيمة فنية، وان أضعف شيء فيها هو الجانب الانشائي 2. كما تصدى فلاسفة الغرب وبعض من مفكريه لفلسفة الفن العربي، فلم يروا فيها في البداية إلا عبقرية في الزخرفة اعترفوا بوحدة شخصيتها وبمنابعها الروحية، ولكنهم لم يكتشفوا إلا متأخرين فلسفتها الجمالية 3. انعكست آراء هؤلاء العلماء والفلاسفة والمستشرقين الغربيين. وغيرهم على منظري تاريخ العمارة والفنون في نظرتهم الى تطور الفنون والعمارة، خصوصاً فيما يتعلق بنشأة وتطور الفنون والعمارة العربية الاسلامية وخصائصها ومميزاتها. في الوقت نفسه اعطوا الاهتمام الكبير لفنون الحضارات الاخرى وتلك التي كان موطنها الشرق الأدنى كحضارة وادي الرافدين ووادي النيل، بالاضافة الى التركيز على فنون وعمارة الاغريق والرومان. وحاول المستشرقون الأوروبيون ان ينظروا الى الفنون العربية الاسلامية دائماً من خلال مقاييسهم الهيلينية، فلم يفلحوا في توضيح جماليتها وفلسفتها بل اتهموها بالتقصير وبالزخرفة البديلة وعدم الأصالة وبتقليد ما كان سابقاً عليها من فنون، وجعلوها في مرتبة أدنى من مرتبة فنهم الذي قام على المحاكاة الدقيقة والقياس الانساني والقانون الرياضي. جل تلك النظريات أو بعضها جاءت في مؤلفات اكاديمية نشرت خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حول تاريخ الفنون والعمارة التي تناست الفنون والعمارة العربية الاسلامية أو لم تحظ فيها بالاهتمام كما حظيت فنون الحضارات الاخرى. في العام 1896 نشر سير بانسيستر فلتشر B. Fletcher كتابه المعنون "تاريخ العمارة بطريقة مقارنة" الذي احتوى على شجرة تاريخ العمارة وتطورها وعلاقتها مع بعضها، وقد اختفت تماماً من تلك الشجرة العمارة العربية الاسلامية، كما أندثرت في شجرته العمارة السارسانية Saracenic التي عنى بها العمارة العربية الاسلامية في الاندلس كما اندثرت العمارة البيزنطية 4. ولم يبق في فهمه لتطور العمارة إلا العمارة الأوروبية التي تقف على قمة هرمها العمارة الاميركية "كإحياء للطراز العماري الحديث". صدرت كتب اخرى في الغرب لم تتطرق اطلاقاً للعمارة العربية الاسلامية وكأنها لم تكن، ككتاب ريشارد غراول R. Graul المعنون "المدخل الى تاريخ الفن" الصادر في ليبزغ العام 1907 5 أو "تاريخ العمارة" لوفيلهم لوبكه Wilhelm Luebke الصادر في زيورخ 1865 وتناول العمارة الاسلامية في صفحات عدة من الاصل 760 صفحة غطت تاريخ العمارة الى نهاية القرن التاسع عشر 6. وكلا الكتابين فصلا تاريخ العمارة في الحضارات السابقة للاسلام بشكل كامل، بالاضافة الى عمارة أوروبا وطرزها المختلفة. وهذا الأمر لم يتوقف عند القرن الماضي وبداية هذا القرن، فعن دار المشهور صدر في طبعات عدة "تاريخ طرز العمارة" لمؤلفه فريتز باومغارت F. Baumgart 7، ولم يتطرق الى الطراز الاسلامي في العمارة كواحد من الطرز التي ابدعتها البشرية في تاريخها، على رغم ان طراز العمارة الاسلامية كان سائداً وله نماذج في ثلاث قارات تعتبر من التراث القومي والعالمي. والهدف من ذلك كان عدم اظهار عظمة حضارة لارتباطها بالدين الاسلامي الذي كان الفاعل على انبعاثها وتطورها ووصولها الى الكمال، باعتراف المختصين الكثيرين. وعلى رغم ما قدمه العالم كروسويل من خدمات مهمة في دراسة تاريخ العمارة الاسلامية فهو لم يختلف عن الآخرين في نسبة الفنون الاسلامية في أصولها الى اليونان أو الرومان كما في كتابه "العمارة الاسلامية المبكرة". قرون من الخبرات والتجارب مقومات الحضارة الاسلامية تبلورت بعد التفاعل المتبادل مع الحضارات الأخرى، في الوقت الذي أصبحت السلطة مركزية في الدولة الاسلامية والتي حددت بدورها معالم الحضارة والعمران في البلدان العربية والاسلامية. تلك المعالم استمرت في التطور والازدهار لقرون عدة بعد ان استقرت الطرز والمفاهيم المعنوية الروحية المتضامنة والمتفاعلة مع نظيرتها الوظيفية في الفن والعمارة الاسلامية وغدت ذات صور مميزة عن غيرها من فنون الحضارات التي سبقت الاسلام. ان العلماء المسلمين لم ينكروا استفادتهم من علوم وفنون الحضارات الاخرى السابقة، بل كانوا يحترمون مصادرهم التي تربوا عليها ونهلوا من منابعها وأخذوا من أصولها.، وكانوا يقدرون للقدماء ما جاؤوا به من جهود لاستقرار ما تجمع لديهم في ميادين العلوم والفنون ويشيرون الى ذلك، وهذه واحدة من المميزات التي تحلّوا بها من روح علمية نزيهة. الفنون والعمارة في الحضارة العربية الاسلامية هي حصيلة نتاج وخبرة سنوات متواصلة من البحث والاستنباط والتجديد قام بها المعماريون والحرفيون معاً. فالعمارة التي عرفت بأنها حرفة البناء شكلت في صلب تاريخ الاسلام الحضاري اسمى وأرقى وأعقد أشكال الفنون. فقد كانت اللغة المعمارية التي تبلورت عبر العصور، وسادت بمبادئ وعناصر ونسب في أبنية متقنة الصنع، غزيرة بمعانيها التعبيرية ووثيقة الارتباط بواقع الانسان في المجتمع الاسلامي وملبية متطلباته المادية والروحية. لقد طرحت العمارة العربية الاسلامية حلولاً مبتكرة لمعالجة الظروف البيئية والمناخية وطرق التكيف مع النسيج الاجتماعي والاقتصادي في مختلف مناطق العالم الاسلامي لتؤلف بتفاصيلها المجتمعية علماً متكاملاً في البناء والتصميم والزخرفة، وفي تخطيط المدن من جهة اخرى. إن الدقة في التعبير عن المتطلبات العامة والخاصة في العمارة الاسلامية عكست نفسها في حلول وظيفية على صعيد مبادئ تصميم المباني عن طريق الفراغات المختلفة، الخاصة منها والعامة، المفتوحة منها والمغلقة. فنتج عن ذلك تشابه في نوعية وخصائص المباني ذات الوظيفة المتماثلة كالجوامع والمدارس، بغض النظر عن تغير الموقع الجغرافي. وكانت حلولها الهندسية بارعة بأشكالها وألوانها الفنية والبنائية. وأعتمد فيها نظام التخطيط على موازين ومقاييس هندسية ذات نسب دقيقة منبثقة، ابتداء من المخطط العام واسلوب تكوين العناصر الانشائية والارتباط في ما بينها، كما هي الحال في الانتقال من المخطط المربع الى الدائري ليكون قاعدة لانشاء القبة عبر المقرنصات، أو الوصول الى تغطية السقف بارتفاع عال وذلك في صفوف من العقود التي ترفع عقوداً اخرى كما هي الحال في الجامع الأموي أو جامع قرطبة، أو في التقليل من ضخامة العمود في تقسيم كتلته الى أعمدة عدة رشيقة متجاورة تؤدي دور العمود الواحد، أو تزيين المباني بالزخارف الهندسية أو النباتية. فالزخرفة انتشرت على الجدران والسقوف، وعلى العقود وفي بطونها، في داخل الباني كما في خارجها. فهي لم تكن زخرفية جمالية بحتة أو كمالية، فحسب، بل كانت جزءاً ضمنياً من العمارة حيث برزت الجمالية الوظيفية للابنية وفلسفة تخطيطها. الزخرفة أو الرقش العربي في العمارة الاسلامية جزء لا يتجزأ من المبنى وأهدافه ووظيفته، لأنها بلغتها التعبيرية توصل العقيدة بما تنقله من آيات قرآنية أو عظات الى الناس جميعاً الذين يستخدمون المبنى، وكذلك بما تتجلى به من ألوان وأشكال تتفق مع المفهوم الاسلامي للفنون. لقد ساهم الحرفي في صنع الكثير من العناصر الزخرفية التي اكملت العمارة بحيث كانت جزءاً لا يتجزأ من مظاهر العمارة ومضمونها، بغض النظر عن نوع المادة الانشائية المستخدمة، الطابوق، الحجر، المرمر، الخزف، الجبس، الجص في صنع القوالب المزخرفة والمقرنصات والنافورات من المرمر، أو النوافذ التي غطيت بزخارف كقطعة واحدة، والأبواب المعشقة، والقباب المزخرفة من الداخل ومن الخارج، والمشربيات الخشبية، والجدران المغطاة بالكاشي، وعدد آخر كبير من الفنون الحرفية في انتاج بدائع الفنون الزخرفية التي أغنت العمارة وكانت جزءاً منها. لكن هذا لا يعني ان الزخرفة هي العمارة العربية الاسلامية وحدها، كما نظر بعض الغربيين ومنهم الكثير من المستشرقين، بل هي جزء من علم كامل قائم هو البناء بكل تفاصيله الانشائية والهندسية ونظريات التصميم والتنفيذ، تمت بتعاون متقن ومتكامل بين المعمار والحرفي في عملية البناء منذ لحظة ابتداء التصاميم الأولية وحتى المرحلة النهائية من التنفيذ. فمراحل تطور المشروع الانشائي كانت بالتعاون بين المعمار والحرفي في احترام القوانين العمارية الاسلامية التي تطورت عبر الأجيال، مما نمّى نظاماً خاصاً لأسلوب التصميم والتقنية. وظهرت عبر العمل الجاد حرية المعمار أو الحرفي ومهارته في إضفاء شيء من التلقائية الخاصة، ما أعطى بدوره طابعاً فردياً واسلوباً محلياً مميزاً للمبنى بشكل عام ولمقومات الفراغ العماري بشكل تفصيلي. وبهذا اختلفت الطرز العمارية حسب مناطق العالم الاسلامي. ولم يكن لدى المعمار والفنان المسلم فرق أو تمايز في وضعه أجمل التصاميم لمختلف المباني، بغض النظر عن نوعها وغرضها بناء ديني أو غير ديني لأن لا تمايز بين الديني والدنيوي، انطلاقاً من انه ليس هناك تمايز في الاسلام، فالمؤمن يبدأ بالتسمية "بسم الله الرحمن الرحيم" في كل عمل يقوم به. والناس المستفيدون من المبنى سواسية كأسنان المشط، كما جاء في الحديث الشريف. كتيب تيتوس بوركهات في كتابه "الفن الاسلامي لغته ومعناه" عن المعمار المسلم: "لدى الفنان الذي يريد ان يعبر عن فكرة وحدة الوجود ثلاث وسائل: أولاها الهندسة التي تترجم الى النظام المكاني. وثانيتها الايقاع في النظام الزمني، وكذلك في المكان على نحو غير مباشر. وثالثتها الضوء الذي هو بالنسبة الى الاشكال المرئية كالكينونة بالنسبة الى الوجود المحدود. والضوء نفسه في حقيقة الأمر غير قابل للانقسام، وطبيعته لا تتغير بفعل انعكاسه على شكل ألوان ولا تقل بفعل تدرجاته من النور حتى العتمة" 8. كم هي بعيدة عن الحقيقة تلك النظرية التي تعتبر العمارة العربية الاسلامية "زخرفية" كما جاء بها كوون أو غيره. فإننا اذا فصلنا الهيكل الانشائي للعمائر الاسلامية عما تحمله من زخارف ثمينة يبقى المبنى متناسقاً صلد العناصر المعمارية في القباب والمنائر والاعمدة والعقود، أو في شكل المخطط العام للمبنى الذي صمم بعقلية متمكنة لحاجات المستخدم ومتطلبات المجتمع وانعكاس للمتطلبات البيئية، من فناء داخلي يتوسطه مسطح مائي، وممرات معقودة وغيرها. فالقباب التي تعيد شكل السماء بنيت بدقة وروعة تدلان على علم المعمار ومقدرة المنظرين المسلمين. فقد كان الفزاري أول من قام بتسطيح الكرة التي أخذ بها كل العلماء المسلمين بعده، ومنهم البيروني والطوسي وسموا أعمالهم "تسطيح الكرة". كما ألف نصر الدين الطوسي الذي استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية. ومن تلك الاعمال قام المعمار المسلم بتغيير المخطط المربع تحت القبة الى شكل دائري لتشاد عليه القبة وذلك ببناء دعائم انتقالية بينهما عن طريق المثلثات الكروية ومن ثم المقرنصات التي جاءت آية في الزخرفة بالاضافة الى قيمتها الانشائية، وقد انتقلت تلك الفكرة الى عمارة أوروبا. فالقبة عنصر معماري من أهم الخصائص البنائية المميزة للابنية الاسلامية والذي أضفى على البناء زهواً وقدسية. فالتجويف الحاصل في سقف القبة يترك في النفس أعمق الاحساسيس والمشاعر التي تقود الانسان الى التأمل في عظمة الكون الذي يلفه، وصغره هو بالمقارنة مع ما حوله. أبدع المعماريون المسلمون في تصميم القبة وفي زخرفتها من الخارج وتقسيم كتلها كما في العمارة المملوكية، أو تغطيتها بالقاشاني كما في عمارة ايران ووسط آسيا. وأصبحت القباب مصابيح تتألق في أفق المدن الاسلامية، بالاضافة الى أنواع مختلفة في الشكل، مثل القباب المخروطية التي اشتهرت في خراسان والعراق. وعرفت القباب في الامبراطوريتين الشرقية والغربية. وكانت موجودة قبل العصر الاسلامي حتى أصبحت قباب البيوت والمساجد تختلف في طرازها وطريقة بنائها عن القباب التي تغطي الأضرحة مثلاً 9، وفي العصر الاسلامي وصلت الى كمال التصميم والشكل والزخرفة والانشاء. وأقدم مثال للقباب ما زال قائماً في قبة قصر الأخيضر التي تعود الى النصف الأول من القرن الثاني الهجري والتي في زواياها حنايا محارية الشكل. لعب العلماء المسلمون في بحوثهم وفي ما نظروه في مجال الهندسة دوراً مهماً في تعبيد الطريق وبناء قاعدة علمية للمعماريين والفنانين والحرفيين في تخطيط أعمالهم وتصورها قبل تنفيذها، كما ساعدتهم في التصميم والبناء وزخرفة المساحات بنسب دقيقة. فالسمرقندي محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن محمود، الذي سمي بشمس الدين محمد السمرقندي 675 - 721ه 1276 - 1321م مثلاً ألف كتاباً تحت عنوان "أشكال التأسيس في الهندسة" عالج فيه 35 شكلاً من الاشكال التي بحثها اقليدس في كتابه المجسطي. كما اختلفت اشكال العقود وسعة بحورها اذ قام جمشيد الكاشي بحساب العقود ذات البحور الواسعة وقام بتصميمها. ومن مؤلفات الفارابي في الهندسة كتابه "المدخل الى الهندسة الوهمية" الذي ساعد في تمثل الاشكال ورسمها وتنفيذها. أما الزخرفة الجمالية التي تحلي العمائر الاسلامية فتخضع لمقاييس تناسب الاحجام والمساحات وتلاعب الخطوط واتصال عناصر الفضاء بعضها ببعض وتنظيمها داخل وحدة دقيقة متسامية بما تملك من وحدة المادة الانشائية من جبس وجص ومرمر وحجر وخزف كاشي، موزاييك مع تشكيلها الفني باستخدام الحرف على طريق خط آيات قرآنية بأشكال متنوعة وعلى أرضيات مختلفة من المادة الانشائية، فإن الشكل واللون والتنسيق لتلك العناصر تصل بالفن الاسلامي الى أعلى مراتب التأثير الحسي على الرائي، وهي جزء لا يتجزأ من المبنى بعناصره الانشائية كافة كالعقود والاعمدة والجسور وغيرها وقد تمت كلها ليس بطريقة عشوائية وانما بدراسة متأنية فشملت المساحات والاشكال والألوان والمواد الانشائية والهدف