اتخذ الإتحاد اللبناني لكرة القدم في جلسته الإستثنائية، مساء اول من امس، قرارات عدة في ضوء مستجدات الأزمة الواقعة بينه وبين نادي النجمة والتي دخل نادي الحكمة على خطها في الآونة الأخيرة. وتفجرت الازمة مجدداً عندما اشرك الناديان 3 لاعبين دوليين في المباراة ضد فريق "كاتالونيا اوروبا" الإسباني ليل الأربعاء على ملعب المدينة الرياضية، مخالفين بذلك قراراً كان أصدره الاتحاد بتفريغ الدوليين للمنتخب وحده. بناء عليه، اوقف الاتحاد رئيس نادي الحكمة انطوان الشويري عن العمل الاداري ومنعه من دخول الملاعب لمدة سنة لتوجيهه اهانات الى اعضاء الإتحاد فضلاً عن القدح والذم تكراراً باللجنة العليا بواسطة وسائل الاعلام المختلفة. كما اوقف الاتحاد اللاعبين وحيد فتال ومحمد حلاوي النجمة وفارتان غازاريان الحكمة عن اللعب كلياً مدة سنة اعتباراً من 22 تموز يوليو، لتخلفهم عن الاستجابة لدعوة وقرار اللجنة العليا بالإنضمام الى المنتخب الوطني، واستدعاء لاعب المنتخب والحكمة فؤاد حجازي للتحقيق معه وكشف ملابسات وضع قدمه في الجبس من قبل المعالج الفيزيائي لنادي الحكمة انطوان رستم وعرضه على هيئة طبية مختصة، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات التأديبية بحق كل من تثبت ادانته. وأوقف كل من ناديي النجمة والحكمة عن اللعب كلياً لمدة ثلاثة اشهر، وغرم الناديان 500 الف ليرة لإشراكهما اللاعب اللبناني البرازيلي سليمان صالحة غير المنتسب اليهما ومن دون اذن اللجنة العليا، ومبلغ مليوني ليرة ايضاً لاقدامهما على تكليف طاقم حكام من طرفهما غير مؤهل قانوناً وخلافاً لقرار اللجنة الرئيسية للحكام. كما شطب الاتحاد الحكام طلال صالح وخالد الحاج شحادة وأحمد خاطر من سجلات التحكيم نهائياً وأقال طلال صالح من عضوية اللجنة الرئيسية للحكام وأعفاه من جميع مهامه. بيان الاتحاد واذاع الاتحاد بياناً تفصيلياً "بعد استعراضه الجوانب كافة المحيطة بالواقعة المؤسفة" جاء فيه ان الاتحاد "حرص منذ مدة غير قصيرة على الابتعاد الكلي عن كافة التجاذبات، ملتزماً سياسة الامتناع عن دخول اي سجال اعلامي، خصوصاً مع نادي النجمة، يمكن ان يعود بالضرر على المصلحة العامة للكرة اللبنانية، متطلعاً الى استعادة نادي النجمة الى وسط اسرة اللعبة للعمل مع باقي الاندية من اجل خير الكرة اللبنانية ومستقبل شبابها، وهو الامر الذي التزمه الاتحاد لدى معالجة اللجنة العليا طلب نادي النجمة استضافة فريق "سي.اي. اوروبا" الاسباني، حيث امتنع الاتحاد عن كشف خفايا هذا الامر وهي مؤسفة ومخجلة بالطبع، وذلك من قبيل عدم احراج نادي النجمة وبعض ادارييه امام الرأي العام الرياضي بشكل عام ومشجعي نادي النجمة بشكل خاص. الا ان ما اصاب هذه المسألة من تطورات مؤسفة بات يفرض على اللجنة العليا اماطة اللثام عن حقائق هذه القضية غير المشرفة لأصحابها. فقد تلقى الاتحاد منذ مدة طلباً من نادي النجمة معززاً بتعاقد اجراه مع وسيط مفوض من قبل نادي "سي.اي. اوروبا" للموافقة على استضافة الفريق الاسباني المشار اليه، مستخدماً اسماً مزوراً لهذا النادي يحمل تسمية "نادي ديبورتيفو دي برشلونة" وعلى قاعدة تضليل الجماهير باستغلال شهرة نادي ديبورتيفو لاكورونيا الواسعة في اسبانيا من جهة، والشهرة العالمية الواسعة جداً لنادي برشلونة احد ابرز اندية العالم. وقد افتضح الامر عندما تلقى الاتحاد فاكساً من الاتحاد الاسباني يستعلم فيه ما اذا كان الاتحاد اللبناني موافقاً على استقبال نادي "سي.اي. اوروبا" احد اندية الدرجة الثالثة في اسبانيا لزيارة لبنان بدعوة من نادي النجمة. ولدى افتضاح الأمر ومواجهة احد مسؤولي نادي النجمة به، استعاد المسؤول الطلب والعقد على امل تسوية الامر بعيداً من التلاعب بتسمية النادي الاسباني وتضليل الجماهير. ونتيجة لهذا التلاعب بالتسمية، قرر الاتحاد عدم الموافقة على استضافة النادي الاسباني، انما من دون الاعلان عن حقيقة فعل التزوير في تسمية النادي الزائر، من قبيل عدم احراج نادي النجمة. ولما عاد نادي النجمة بعد اتصالات ومراجعات فصحح التسمية الملغومة المقصود منها تضليل الجماهير واستغلال طيبتها على طريقة مباريات "المصارعة الحرة" الشهيرة، عادت اللجنة العليا للاتحاد فسمحت باستضافة الفريق الاسباني، انما بشرط عدم الموافقة على تباريه مع منتخب ناديي النجمة والحكمة، لما لهذا الامر من اساءة لقيمة الكرة اللبنانية الفنية والمعنوية باشتراك فريقين من الدرجة الاولى في مواجهة فريق من الدرجة الثالثة افتضح امره لاحقاً، اضافة الى شرط عدم السماح باشتراك لاعبي الناديين المنضمين الى المنتخب الوطني في هذه المباريات. ومرة جديدة، لجأ السيد انطوان الشويري متحدثاً باسم الناديين الى اعتماد اسلوب المزايدة على الاتحاد بالوطنية ودعم الصمود الوطني في وجه العدو الاسرائيلي !! مبدياً الاستعداد لتخصيص ايراد مباراة منتخب الناديين لصالح صندوق دعم الصمود وإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي على لبنان، وهو الأمر الذي لم يتردد الإتحاد إزاءه في إعلان موافقته عليه بعدما تلقى تعهداً مشتركاً من ناديي النجمة والحكمة بتحويل ايراد المباراة لصالح صندوق الدعم الوطني. واعتبر الاتحاد ان الامر قد انتهى عند هذا الحد، الا ان المفاجأة كانت في توالي زرع بذور الفتنة، من محاولة كسر قرار الاتحاد بعدم مشاركة لاعبي المنتخب الوطني الذي يستعد لتمثيل لبنان في دورة الألعاب الرياضية العربية في الأردن، الى الإستقدام الملغوم والمعروفة غاياته للاعبين المحظور عليهما الإنتساب الى الاندية اللبنانية لاعبين او مدربين منذ 25 شباط فبراير 1997 دايفيد ناكيد للنجمة، ومحمد منساري لاوسن للحكمة، على رغم علم الناديين التام ومعهما جماهير الكرة اللبنانية عامة اضافة الى المرجعيات الكروية العالمية وفي طليعتها الإتحاد الدولي لكرة القدم بمضمون قرار كان معروفاً جداً لدى جميع الناس في حينه وذاعت اخباره عبر مختلف وسائل الإعلام العالمية آنذاك. وقد بدا واضحاً ان الغاية من هذا الاستقدام الملغوم انما هي بقصد اثارة مشاكل جديدة، خطط لها بعناية وتنظيم مدروس السيد انطوان الشويري مستخدماً نادي النجمة متراساً كبيراً له في معركته غير المبررة ضد المؤسسة الوطنية اتحاد كرة القدم. ثم كانت المفاجأة المحزنة بما ارتكبه الناديان من تحديات سافرة لسلطة الاتحاد ورفضهما التزام واحترام قراراته في محاولة لتقويض بناء الكرة اللبنانية بسحب ثلاثة من لاعبيهما من منتخب لبنان الوطني وإشراكهم في مباراتهما ضد الفريق الإسباني، والإستيلاء على سلطة مؤسسة الإتحاد عبر قيامهما بتسمية ثلاثة من الحكام من ضعاف النفوس للحلول مكان الحكام المكلفين رسمياً قيادة المباراة". وأضاف البيان "ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي غمره اسف بالغ جداً وهو يتابع ما اقدم عليه الناديان، توقف بذهول امام ما بلغه رئيس نادي الحكمة السيد انطوان الشويري من خروج كامل على الآداب بالإساءة الى مقام رئاسة الجمهورية ناسباً الى فخامة رئيس البلاد مواقف وآراء امام جمهور المقصورة الرئيسية في المدينة الرياضية تشكل اساءة بالغة الى اعلى مرجع وطني. بينما هي في حقيقتها لا تتعدى التلفيقات. ان الاتحاد اللبناني لكرة القدم الذي تحلى بالصبر وطول الأناة طوال عشرة اشهر كاملة من التجريح والإساءة بهدف تقويض دعائم هذه المؤسسة الرياضية الوطنية التي ما هي إلا جزء لا يتجزأ من مشروع دولة المؤسسات التي يتبارى بعض اهل النفاق في ادعاء المناداة بحمايتها ودعمها، يجد نفسه مضطراً الى اتخاذ اجراءات رادعة في وجه المتطاولين على سلطة الاتحاد وهيبته وكرامته، ومعبّراً في الوقت نفسه عن اسفه وحزنه العميقين لدفعه مكرهاً الى تطبيق احكام النظام الداخلي للاتحاد بحق الناديين واللاعبين والإداريين والحكام ممن شاركوا في تحمل مسؤولية مثل هذا العمل التخريبي والعصيان على سلطة الاتحاد". اللعبة ستنتصر وتعليقاً على هذه المقررات والتطورات، اعتبر رئيس الاتحاد الدكتور نبيل الراعي ان اتحاده "يطبّق القانون لا اكثر ولا اقل، ولا يجوز الاحتماء بشعبية الاندية وعراقتها للتعالي فوق ذلك، خصوصاً ان ما جرى يعتبر مخالفة واضحة للأنظمة". وهذه المستجدات تعني توقيف النجمة عن مبارياته في دورتي الإمام موسى الصدر والبقاع العربية ... ومباراته الثانية المقررة والفريق الاسباني... وعلمت "الحياة" ان اتحاد اللعبة سلّم كتاباً بهذا الخصوص الى مسؤول البعثة الاسبانية. نحن سائرون وفي لقاء تكريم الفريق الاسباني بعد ظهر امس اكد رئيسا النجمة والحكمة عمر غندور وانطوان شويري على ان المباراة ستقام وأن فريق النجمة سيحضر مساءً امس الى الملعب البلدي ليقابل شباب الساحل ضمن الدور نصف النهائي لدورة الصدر وان اتصالات على اعلى المستويات تمت ليوضع الملعب بتصرف اللجنة المنظمة وليحضر شباب الساحل. وجدد غندور موقفه من قرارات الاتحاد، وهو موقوف اساساً لمدة عام، بقوله "نحن سائرون واللعبة ستنتصر"، وتساءل "لماذا الموافقة على اشراك اللاعبين الدوليين في دورتي الامام الصدر والبقاع... ومنعهم في المباريات مع الفريق الاسباني التي تجرى في الفترة ذاتها ... وكيف يدّعون الحرص على مصلحة اللعبة وهم مَن أمعن في تهديمها؟ ان قرار الاتحاد ظالم وغير قانوني، وهو لا يعرف قراءة الرسالة جيداً، مشكلتهم كبيرة وليحاسبوا انفسهم قبل محاسبة غيرهم". من جهته، اعتبر حكم مباراة التفاهم والفريق الاسباني طلال صالح انه تصدى لمحاولة تعطيل المباراة وقادها وزميلاه "لان ذلك من ابسط واجباتي ومسؤولياتي". وكان صالح قبل توقيفه امين سر لجنة الحكام. زحف الى الملعب البلدي انطلقت بعد ظهر أمس سيارات في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية تدعو الجمهور "للزحف الى ملعب بيروت البلدي تحدياً للقرار التعسفي الصادر عن الاتحاد" وحضور مباراة النجمة وشباب الساحل ليل أمس. وكان نادي شباب الساحل ابدى حذره ورفض الحضور الى الملعب بعدما أوقف الاتحاد اللبناني نادي النجمة... غير ان المكتب التربوي لحركة أمل المنظم الاساسي لدورة الامام موسى الصدر، أبلغ شباب الساحل انه ليس في مقدور أحد "حتى لو كان اتحاد كرة القدم ايقاف هذا المهرجان أو تعكير صفوه". وعلم ان أحد مسؤولي شباب الساحل عمد الى الطلب من لاعبيه بالتواري عن الانظار بغية ايجاد حجة مفادها ان الادارة عجزت عن ابلاغهم بإقامة المباراة في موعدها بسبب ضيق الوقت... وعلمت ادارة النجمة بالامر من قناة خاصة، فاتصلت برئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة محمد نصرالله ابو جعفر الذي اجرى الاتصالات بدوره وأبلغ الساحليين ان تغيبهم ليس في محله على الاطلاق. الى ذلك، أكد عمر غندور ان فريقه النجمة مستمر في مشاركته في دورة البقاع وسيخوض مباراته والتضامن صور الثلثاء المقبل بدولييه وأجانبه، طالباً من اللجنة العليا المنظمة للدورة "التحلي بالشجاعة وإقامة هذه المباراة ضمن دورة تحمل اسم الشهيد الرائد باسل الاسد". وتدرس حالياً فكرة أن تكون المباراة الثانية للفريق الاسباني غداً ضد تفاهم النجمة والحكمة معاً على غرار المباراة الاولى. وأشاد الناديان الى ان ايقافهما 3 أشهر هو من ضمن مخطط اسقاطهما الى الدرجة الثانية لانه سيحرمهما من خوض 6 مباريات في بداية دوري الدرجة الاولى ومن فرصة تدعيم صفوفهما بأي لاعب جديد بعدما انفقا الكثير لاستقدام عدد من الاجانب.