باتت مباراة تفاهم النجمة والحكمة مع فريق "سي.أي. أوروبا" الإسباني التي اجريت ليل اول من امس في المدينة الرياضية امام نحو 20 ألف متفرج، "قنبلة انفجارية" جديدة في مسلسل العلاقة السيئة بين النجمة واتحاد كرة القدم اللبناني، ومدخلاً جديداً للتشنج الذي يربط نادي الحكمة والإتحاد، وخصوصاً بين الإتحاد ورئيس الحكمة انطوان الشويري. فقد "تحدّت" إدارتا الناديين قرار الإتحاد القاضي بمنع إشراك اللاعبين الدوليين المتفرغين للمنتخب، وأصرّتا على ذلك، فخاض اللقاء محمد حلاوي ووحيد فتال من النجمة وفارتان غازاريان من الحكمة... وحين رفض طاقم الحكام بقيادة الدولي عمار عمار "السير" في المباراة نظراً لوجود هذه المخالفة، كان البديل جاهزاً بقيادة الحكم السابق طلال صالح. ميدانياً، انتهى اللقاء بفوز التفاهم 3-صفر بعدما فرض إيقاعه خصوصاً في الشوط الثاني حيث تحوّل الفريق الإسباني إلى مجموعة ضعيفة علماً أن عناصرها قدموا "جُمَلاً" فنية لافتة. وعزا مدربه النتيجة الى التعب الذي يعاني منه اللاعبون بعد السفر الطويل. وكانت المباراة فرصة ليجرّب الحكمة لاعبيه الرومانيين روبرت وديمتريو وبيتروسكي، وظهر الأولان بصورة جيدة، كما أشُرك اللاعب البرازيلي اللبناني الأصل سليمان صالحة، وبرز في تمريراته المتقنة. وتألق النيجيري اديمولا، الذي يسعى ليبقى في صفوف النجمة، في محاوراته وتمريراته. وافتتح فارتان غازاريان التسجيل في الدقيقة 11 حين انفرد وسدّد الى يسار الحارس سوارنيس. ومرر غازاريان كرة ماكرة الى احمد كريم الذي حضرها لنفسه وسددها بيسراه من خارج المنطقة فاستقرت في الزاوية اليسرى 65. ونظم التفاهم هجمة في الدقيقة 75 بقيادة صالحة الذي لمح اديمولا متحفزاً داخل منطقة الفريق الإسباني وسددها الى الجهة اليسرى ايضاً محرزاً الهدف اللبناني الثالث. ويلتقي الفريق الإسباني والحكمة اليوم ويلعب والنجمة الأحد، في وقت عقد الإتحاد اللبناني لكرة القدم جلسة طارئة مساء أمس للبحث في مخالفة الناديين، وأعلن أمين سر الإتحاد رهيف علامة ل"الحياة" ان مقرراتها ستصدر اليوم. وكانت اوساط نادي النجمة افادت ان موافقة الاتحاد على اشراك لاعبي المنتخب تمت بعد تدخل مراجع عليا، ولفتت ورئىس الحكمة انطوان الشويري ان رئىس الجمهورية اميل لحود طلب اشراك هؤلاء، بعدما أبلغ سابقاً رفض الإتحاد، على اعتبار ان المباراة تحمل بعداً وطنياً اكثر منه رياضي. وأصدر النجمة بياناً أمس أكد فيه على مباراته والفريق الإسباني الأحد، وأنه سيشرك فيها خمسة أجانب بينهم الترينيداديان ديفيد ناكيد وماكفرلاين ايرول، تمهيداً لاتخاذ القرارات اللازمة للتعاقد مع بعضهم. كما اعلن نادي النجمة استعداده لخوض المباراة نصف النهائية لدورة الإمام موسى الصدر عند الثامنة والنصف من مساء اليوم على ملعب بيروت البلدي وسيتألف فريقه من عناصره الأساسية، وطلب من جماهيره مواكبة الفريق في المباراتين المذكورتين كما فعلت في المباراة الإفتتاحية مع الفريق الإسباني. التحدي ورأى رئيس نادي النجمة عمر غندور ان الاتحاد حاول تعطيل المباراة وأمعن في قراره إلى حد سحب الحكام، واعتبر غندور ان الإصرار على إشراك اللاعبين الدوليين يأتي من منطلق تعدي المباراة مفهومها الرياضي، وقال: "نحن على حق وسائرون في طريقنا، وبانتظار قرارات الإتحاد. وسنبقى على موقفنا في رفض التسلط". وأكد غندور على ضم النجمة الترينيدادي ديفيد ناكيد الموقوف من قبل الاتحاد، وقال: "ليأخذ الإتحاد الإجراءات التي تحلو له ... لا رجوع عن قرارنا خصوصاً أن قرار العفو العام صريح. ترى لو طلب نادٍ غير النجمة ضم ناكيد، هل كان الإتحاد سيمنعه من ذلك؟ وإذا تعقدت الأمور سيرفع ناكيد دعوى على الإتحاد امام المحاكم اللبنانية والإتحاد الدولي للعبة". "ميليشيا جديدة" ووصف امين سر الاتحاد رهيف علامة ما حصل بأنه "ميليشيا جديدة للإطاحة بحرمة المؤسسات الوطنية وكرة القدم". وفي اتصال هاتفي مع "الحياة" رأى علامة ان في ذلك "اعتداء خطيراً على السلطة والقوانين وصحة تمثيل المنتخب الوطني. إن حماية القوانين وهيبة السلطة جزء من مشروع الدولة، خصوصاً في وقت يتسابق فيه كثيرون الى الحديث عن دولة المؤسسات وحرمتها. ويأسف الاتحاد ان يواجه عناصر تخريبية تسعى لهدم مؤسسة كرة القدم وتحديها وتأسيس ميليشيا جديدة". واضاف علامة: "بناء على السلطة الممنوحة للاتحاد والقوانين التي تحكم عمله لن يتردد في اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية قوة القانون". وحول ما اعلن وردد من ان مراجع عليا في مقدمها رئيس الجمهورية وافقت على طلب اشراك اللاعبين الدوليين وما نقل عن ان رئىس الحكمة انطوان شويري تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس لحود بهذا الخصوص، ردّ علامة: "اعتدنا على مثل هذا النموذج من الاكاذيب التي يسوقها الشويري منذ فترة طويلة، خصوصاً في الآونة الاخيرة، ولا سيما لجهة محاولته التخريبية من خلال زج مقام رئاسة الجمهورية بمثل هذه الأمور المسيئة الى كرامة الدولة ومؤسساتها، الأمر الذي نربأ بأنفسنا ومعنا كل الشرفاء في لبنان بأن ينجح الشويري في دفع مقام الرئاسة، الذي نقدّر ونحترم، الى هذا المستوى". وشدد علامة على "أن "الجماعة" حضّروا سلفاً لكل ما حصل وأصدق مثال على ذلك طاقم الحكام الجاهز ليكون البديل".