سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرفات يلتقي مبارك في الاسكندرية ... ويدشن حواراً مع "الديموقراطية" في القاهرة . حواتمة : الحوار مع "فتح" على قاعدة تجاوز اوسلو نحو مرجعية وطنية ائتلافية لادارة التفاوض
يلتقي الرئيس ياسر عرفات اليوم في الاسكندرية الرئيس حسني مبارك للبحث في آخر التطورات على الساحة الفلسطينية ونتائج الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية، وذلك قبل ان يعود الى القاهرة لرئاسة وفد حركة "فتح" الى الحوار مع "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". ويرأس وفد "الديموقراطية" امينها العام نايف حواتمة الذي وصل الى القاهرة امس، ويضم الوفد تيسير خالد وعيسى عبدالكريم وصالح زيدان وعلي بدوان وفهد سليمان وخالد عطا. وقال مصدر فلسطيني ان وفد "فتح" سيضم هاني الحسن ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون والامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم ومسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية فيصل الحسيني ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث. وقال حواتمة ل"الحياة" ان الحوار يتم على "ارضية الاختلاف على اتفاق اوسلو وتداعياته، ويدفع قضايا الوحدة الوطنية في الاتجاه الصحيح على قاعدة تجاوز اوسلو نحو استراتيجية سياسية وتفاوضية جديدة تستند الى قراري الشرعية الدولية 242 338 ومبدأ الارض مقابل السلام". واوضح ان "القضايا التي تجاهلها اتفاق اوسلو، اي السيادة على الارض والقدس واللاجئين والنازحين والحدود والمياه، هي القضايا التي تشكل جوهر القضية الفلسطينية، وعليها يمكن اعادة بناء الوحدة الوطنية في اطار منظمة التحرير الائتلافية الموحدة". واضاف: "حوارنا اذا وصل الى ثماره المرجوة التي قطعنا شوطا بها في اطار الحوارات التي اجراها وفدان من الجبهة مع فتح والسلطة ورعا عرفات عددا منها في رام الله، يمكن ان يضع آليات تؤمن ادارة مفاوضات شاملة على اساس قرارات الشرعية الدولية، خصوصا تشكيل هيئة قيادية ائتلافية تضم جميع القوى الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة والالتقاء على برنامج المفاوضات الشاملة المستندة الى القرارات الدولية 242 و338 و194". وعن مشاركته في مفاوضات المرحلة النهائية، قال: "سنشارك فيها على ان تستند الى اساس سياسي وقانوني يقوم على قرارات الشرعية الدولية بعدم جواز استيلاء الاحتلال الاسرائيلي على اي اراض محتلة عام 1967، وتحديدا القدس والضفة قطاع غزة، وايضا طبقا لقرار 237 الذي اصدره مجلس الامن عام 1967 والخاص بعودة النازحين". وزاد: "في حال رسو مفاوضات الحل الدائم على هذه القاعدة، ووصولنا الى اتفاق على مرجعية وطنية فلسطينية ائتلافية في ادارة كل العملية التفاوضية، سنكون شركاء في مفاوضات الحل النهائي"، مشيرا الى ان "سياسة الخطوة خطوة لا يوجد بينها ترابط كما حدث في اوسلو، بل نريد مفاوضات شاملة وبمرحلة واحدة يتم خلالها التفاوض على جميع القضايا الكبرى، وعند الوصول الى حلول لهذه القضايا يجري تنظيمها في اتفاق شامل". وسألته "الحياة" الا تتعارض مشاركته في المفاوضات النهائية التي تستند الى اوسلو مع موقف الجبهة من الاتفاق، فاجاب: "الوضع اختلف بعد ايار مايو عام 1999، اذ اعلن الاخ ابو عمار في اجتماع المجلس المركزي ان سقف اوسلو ومرحلته الانتقالية انتهت". وعن شروطه للعودة الى الاراضي الفلسطينية، قال: "هذه المسألة غير مطروحة على الحوار مع فتح، وشروطي هي حرية الحركة في الاراضي المحتلة وبين هذه الاراضي وبين اماكن وجود شعبنا في الشتات، وهذا ليس له صلة مع ضرورة وجود هيئة قيادية ائتلافية لادارة العملية التفاوضية". ولم يجتمع عرفات مع حواتمة منذ ست سنوات. وتسعى السلطة الفلسطينية في هذه الفترة الى اجراء حوار مع الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاق اوسلو من خلال قناة حركة "فتح". وكانت القاهرة استضافت اوائل الشهر الجاري حواراً مماثلا بين "فتح" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وقال مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح ل "الحياة" إن القيادة الفلسطينية تعتمد منذ انطلاق الثورة، الحوار والتعددية كقاعدة في التعامل مع كل الفعاليات الفلسطينية، مؤكداً أن الحوار لم ينقطع رغم الصعود والهبوط في العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية. وأوضح ان الحوار في فترته الاخيرة بدأ بالمؤتمر العام في مدينة نابلس منذ نحو عام ونصف عام، لافتاً أيضاً الى الحوار الذي جرى في القاهرة بين القيادة الفلسطينية و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وقال: "رغم عودة عدد من قيادات المعارضة الفلسطينية الى داخل اراضي الحكم الذاتي وانتخاب بعضها في اللجنة التنفيذية، إلا أنها لم تمارس عملها بصفتها، لوجود خلافات في وجهات النظر على اتفاق اوسلو". وأضاف: "الجميع يدرك اننا ندخل في مرحلة جديدة محورية، ولدى الكل اتفاق على اهمية المرحلة النهائية"، نافياً وجود أي خلاف في خصوص أي قضية من قضايا الوضع النهائي. وأشار الى أن لدى الجميع قناعة بان يتم الاتفاق على أرضية الخلاف على اتفاقات اوسلو رغم انها أصبحت امراً واقعا لا يمكن تغييره، موضحا ان التحرك لاجراء الحوار الفلسطيني جاء انطلاقاً من هذه النقطة. وتابع: "حوار اليوم بين حركة فتح والجبهة الديموقراطية سيتناول تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية وقضية مفاوضات الحل النهائي".