توقع خبراء الزلازل الاميركيون ان يعقب الزلزال الشديد الذي ضرب تركيا الاسبوع الماضي، زلزال كبير بالقوة نفسها، نتيجة نمط سلوك صدع شمال الاناضول هذا القرن. والأمر الأكثر رعباً هو ان الهزة التالية يمكن ان تضرب موقعاً أبعد الى ناحية الغرب بالقرب من اسطنبول. واشنطن - رويترز - أكد الخبراء ان صدع شمال الاناضول له طريقة خاصة في انتاج سلسلة زلازل قاتلة اكثر من أي صدع جيولوجي آخر في العالم. ونبهوا الى ان الزلزال الذي وقع الثلثاء الماضي، ربما زاد من الضغوط على امتداد خط الصدع. وقال روس شتاين خبير الزلازل في المنطقة التركية في مركز المسح الجيولوجي الاميركي في مينلو بارك في كاليفورنيا ان "هذا الصدع لا مثيل له في طبيعة تشققه بشكل متزايد". واضاف: "له هذه الصفة المتزايدة بانتظام، في حين انه في معظم المواقع يبدو أكثر عشوائية وتعقيداً". ووصف شتاين الزلازل على امتداد هذا الصدع بأنها تأتي في نمط يشبه قطع الدومينو المتساقطة0 وقال إن عشرة زلازل بقوة تزيد على 7.6 درجة سجلت على امتداد هذا الصدع في الفترة بين عامي 1939 و1992، "ما يوفر فرصة لا مثيل لها في دراسة الكيفية التي تهيء بها هزة المسرح للهزة التي تليها". والأمر الأكثر رعباً هو ان الهزة التالية يمكن ان تضرب موقعاً أبعد الى ناحية الغرب بالقرب من اسطنبول وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة وتضررت بشدة في الزلزال الاخير. وقال شتاين: "لا مبالغة في القول إن زلزالا سيقع غرباً". ولا يوجد خبير يمكنه ان يتوقع توقيت أي زلزال. لكن نافي توكوش الخبير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أشار الى ان هذه المنطقة في تركيا لها تاريخ حافل بالزلازل الكبيرة نسبيا التي يمكن ان يتسبب الواحد منها في حدوث زلزال آخر. وقال توكوش إن الزلزال الاخير وقع في احد طرفي صدع شمال اناضول الذي يمتد ألف كيلومتر الى الشرق من ازميت. ويمتد الصدع اسفل ازميت حتى بحر مرمرة ثم الي بحر ايجه. ووقع زلزال قوته 4.7 درجة في عام 1912 في الطرف الاخر من الصدع وتلته زلازل عديدة اصغر امتدت من طرف الى الطرف الاخر من الصدع. وكان شتاين اكثر حرصاً من توكوش التركي المولد في قوله ان اسطنبول ربما كانت بوجه خاص عرضة للخطر. وقال: "اسطنبول عرضة للخطر. هذا صحيح". والأمر الذي يهم توكوش هو ما يعتبره نقصا في الاستعدادات في مدينة كبيرة مثل اسطنبول. وقال: "اذا حدث شيء بالقرب من اسطنبول حيث يبلغ عدد السكان 12 مليون نسمة فان الاضرار والضحايا يمكن ان تكون أسوأ كثيراً" من زلزال الثلثاء. واضاف: "أهميتها الاجتماعية والاضرار المتوقعة أعظم كثيراً". وقال إن زلزالا بقوة سبع درجات سيتسبب في حدوث شق في التربة بعمق مترين تقريبا في مركز الصدع. ودرجة اهتزاز المنطقة المحيطة يتوقف على الصفات الجيولوجية المحلية وهل ان الارض تتكون من رمال أو صخور، اضافة الى اتجاه الهزة وعوامل اخرى. ودعا توكوش السلطات التركية الى اتخاذ اجراءات لتجهيز المدن الكبرى للزلازل التي يقول هو وخبراء اخرون انها قادمة لا محالة0 وقال: "انهم يحتاجون الى تدريب افضل ورد فعل أفضل في حالة الطوارئ"، مشيرا الى ان "أي مبان جديدة يجب عند تشييدها الالتزام بقوانين الزلازل". وقال إنه في الوقت الراهن فإن اسطنبول ومدناً تركية اخرى غير مستعدة. واضاف: "انه أمر سيء للغاية ومرعب".