بغداد، الكويت - أ ف ب، رويترز - صعّدت بغداد حملتها الاعلامية على الكويت، بعدما قدم الجانبان مذكرتين الى جامعة الدول العربية في شأن مصادرة السلطات الكويتية باخرة، اعلنت انها تحمل حليب اطفال وكانت متوجهة من العراق الى دبي لبيع حمولتها هناك. وفند تاجر عربي في دبي يملك الباخرة هذه الرواية، لكن الكويت عرضت مذكرة الى الجامعة "تفاصيل عن كل المسائل" المرتبطة بالموضوع، مكررة ان الباخرة كانت تنقل "حليب اطفال وأدوات خاصة للأطفال" على رغم النفي العراقي. واعتبرت صحيفة "العراق" ان عملية ضبط السلطات الكويتية الباخرة الهندية التي قيل انها كانت تنقل مواد غذائية وحليباً للأطفال الى الامارات لبيعها هناك بدلاً من توزيعها على الشعب العراقي، ليست سوى "مسرحية جديدة". ورأت ان "الضجة الاعلامية الصاخبة التي رافقت عملية القرصنة التي تعرضت لها الباخرة توران، تؤكد اهداف المسرحية الجديدة التي تتمثل في وتشويه صورة العراق كي يستمر العدوان الاميركي - البريطاني عليه". وكتبت صحيفة "الثورة" ان "هدف هذه الحملة هو التغطية على الضجة التي اثيرت بعد نشر تقرير يونيسيف" عن ازدياد معدلات وفيات الأطفال في العراق، بسبب الحصار. وكان وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح ذكر في مقابلة بثتها قناة الجزيرة الفضائية القطرية ليل الخميس ان السلطات العراقية اعادت الباخرة المحملة "زجاجات رضاعة" للأطفال ومساحيق للعناية بأجسام الاطفال، لأنها لم تكن تتلاءم مع المعايير الصحية. وزاد ان الشحنة رفضت ايضاً لأنها لا تحمل ما يشير الى بلد المنشأ. وفند الاتهامات الكويتية بأن الشحنة كانت تضم حليب اطفال اشتراه العراق بموجب اتفاق "النفط للغذاء" الموقع بين بغداد والأمم المتحدة، وبأن السلطات العراقية أرادت اعادة تصديره. وعن بذور القطن العراقية التي عثر عليها في الباخرة اكد الوزير انها تخص تاجراً عراقياً. في الوقت ذاته، قال مندوب الكويت لدى الجامعة العربية عبدالعال القناعي لوكالة الأنباء الكويتية ان بلاده قدمت مذكرة الى الجامعة "تتضمن شرحاً لكل المسائل المرتبطة بالباخرة الهندية التي صادرتها السلطات خلال مرورها في المياه الاقليمية للكويت آتية من ميناء البصرة في طريقها الى ميناء دبي، وهي تحمل مواد غذائية منها حليب اطفال وأدوات للأطفال". وزاد ان "النظام العراقي يكشف من خلال هذا العمل توجهاته الحقيقية باستغلاله برنامج النفط للغذاء لأغراض سياسية، باعادة تصدير ما يحصل عليه الى الخارج". وكان صحافيون في الكويت تمكنوا من رؤية حمولة الباخرة الأدوا انها تضم رضاعات اطفال وقطناً ومساحيق لأجسام الاطفال. وقدم العراق شكوى لدى الجامعة ضد الكويت متهماً اياها باطلاق "اتهامات بلا أساس تخدم موقف الولاياتالمتحدة وبريطانيا". واستغلت واشنطن الاتهامات الكويتية للعراق، لتشير مجدداً الى ان "نظام الرئيس صدام حسين يتحمل مسؤولية الوضع الانساني" في العراق.