افتتح الرئيس السوداني عمر البشير مصنعين جديدين للادوية قرب موقع مصنع الشفاء للادوية الذي دمرته غارة أميركية، وخاطب حشدا كبيرا في موقع المصنع المدمر، مؤكداً أن الخرطوم "لن تستسلم للضغوط الاميركية ولن تتنازل عن استقلال قرارها". وقاطع المشاركون في الاحتفال بالذكرى الاولى للغارة الاميركية خطاب البشير بالهتاف المتواصل مرات عدة ورددوا شعارات تستنكر الهجوم الصاروخي الاميركي. وشهدت الخرطوم، أمس، مسيرات طافت العاصمة المثلثة فيما ركزت خطب الجمعة على العدوان الاميركي وخصصت الصحف أعداداً خاصة للمناسبة. وقدمت الاذاعة والتلفزيون بثاً مفتوحاً للمناسبة. وركز الاعلام في الخرطوم أمس على خطأ الغارة وعدم صحة المعلومات الاميركية عن السودان والمصنع خصوصاً لجهة اتهامه بإنتاج مكونات أسلحة كيماوية. وتحدث البشير عن "الدور الانساني للمصنع إذ كان يقدم الأدوية بأسعار معقولة للفقراء". وحمل بعنف على الادارة الاميركية قائلا إنها "هي التي ترعى الارهاب وتقرر مكان الاسلحة الممنوعة ثم تقصفه من دون رجوع الى الارادة الدولية والمؤسسات الدولية صاحبة الشأن في الامن والسلام الدوليين". وقال إن واشنطن "أرادت أن نركع وأن نستسلم بعد الغارة، لكنها وجدت أننا ازددنا تمسكاً بمبادئنا". وتناول البشير قضية النفط السوداني قائلا إنه سيفتتح بعد أيام مشروع تصدير النفط من ميناء بشائر على البحر الاحمر. وأشار البشير الى الوفد الليبي - المصري الذي يزور السودان حاليا بهدف تحقيق مصالحة بين الحكم والمعارضة السودانيين وقال: "نرحب بالوفد الشقيق، ونعلن أمامه دعوتنا لكل المعارضين للعودة الى البلاد والعمل معنا من أجل تنميتها واستقرارها. سنتفق معهم المعارضين على الحد الأدنى الذي يحقق الاستقرار والوحدة، وفي غير ذلك فليتنافس السياسيون". إلى ذلك قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل في حديث الى "الحياة" نصه ص 6 ان الوفد الليبي - المصري "يواصل حواراته مع القوى السياسية"، وان الحكومة السودانية "أعلنت موافقتها وترحيبها الكامل بالمبادرة وقدرت الدور المصري - الليبي، وأعلنت استعدادها للمشاركة في اللجنة التحضيرية وتهيئة المناخ للوفاق وإنجاح المبادرة". وحمل اسماعيل بعنف على رئيس "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ووصف تهديده أخيراً بوقف تصدير النفط السوداني بأنه "تعبير عن حال من القلق والتخبط". وأكد ان "التهديدات جوفاء" ورددها قرنق كثيراً. وتحدى اسماعيل المتمردين الجنوبيين قبول اعلان وقف النار الشامل الذي نفذته الحكومة "لنعرف من الصادق ومن المراوغ"، وعرض قبول مراقبة دولية لوقف نار شامل ودائم.