البصل وردت قصص كثيرة تحكي عن البصل عبر التاريخ. فقد عرفه الفراعنة وقدسوه وخلدوا اسمه في كتاباتهم ورسوماتهم في الاهرامات والمعابد. وغالباً ما كانت رسومهم على أوراق البردى تشمل نبتة البصل بصورة مميزة عن بقية النباتات الأخرى. ورافق البصل جثث الموتى المحنطة لاعتقادهم بأنه يساعدهم على التنفس عندما تعود إليهم الحياة. كذلك فقد اطعم الاسكندر الأكبر كميات كبيرة من البصل لجنوده لتقوية بنيتهم استعداداً للمعارك. وقد اعتبر البصل دائماً القوة السحرية التي تشفي الإنسان من كل شيء حتى الصلع. إن الموطن الأول للبصل هو آسيا الوسطى، وانتقل تدريجياً إلى مناطق أخرى، وكان استعماله في البداية محدوداً. إلا أنه انتشر في ما بعد إلى أوروبا وأميركا وجميع بقاع العالم. ويقال إن الهنود الحمر هم أول من عرف البصل في أميركا وتداولوا استعماله وسموه "شيكاغو" بمعنى القوة والعظمة، ومن هنا تأتي تسمية شيكاغو الأميركية بمدينة البصل. وهو المصدر الرئيسي للحديد بالنسبة لغذاء الفقراء، لذا نراه يتصدر مائدة دول العالم الثالث مع الخبز، بحيث يكونان الطبق الرئيسي اليومي للبعض. فنراهم أقوى بنية وأنقى صحة من الأغنياء. في الريجيم الذي يحدد فيه استعمال الصوديوم بسبب ارتفاع ضغط الدم، يكون البصل خير بديل حيث تعوض نكهة البصل - خصوصاً الأخضر - الطعم المفقود للملح. كذلك فإن البصل يساعد على خفض معدل سكر الدم عند المصابين بالسكري، كونه يحتوي على مادة الكلوكونين Clukonin التي تعادل الأنسولين من حيث مفعولها في تحديد نسبة السكر في الدم. وللبصل فوائد جمة نذكر بعضها في ما يلي: غني بالبوتاسيوم وفيتامين C وفيه فوائد أخرى تجعله حقاً يفوق التفاح في قيمته الغذائية، ففيه من الكالسيوم ما يزيد على عشرين ضعفاً عما في التفاح، ومن الفوسفور الضعف ومن فيتامين A ثلاثة أضعاف. كما يحتوي على مادة ادينوسين Adenocine التي تعوق تكوين الكتل الدهنية Clots في مجرى الدم، وبذلك تمنع حدوث الجلطة القلبية. وبالرغم من أن تقطيع البصل يسبب تدمع العيون بسبب اتحاد مركب الكبريت فيه مع بعض الانزيمات فيتكون حامض الكبريتيك، إلا أنه يساعد كذلك على تصريف مجرى الأنف بسبب الزكام وتخفيف التهاب الحنجرة والبلعوم. يعمل البصل على زيادة أو رفع معدل الكولسترول المفيد في الدم والذي بدوره يقوم بتنظيف الشعيرات الدموية من الكولسترول الضار. وفي مسح احصائي أجرته "المؤسسة الوطنية لكبار السن" في الولاياتالمتحدة على 8500 شخص معمر، وجد أن معظمهم يفضل البصل في طعامه اليومي. هناك علاج قديم بالبصل يستعمله إلى الآن بعض سكان جبال البيرينيه على الحدود الاسبانية - الفرنسية في حالات السعال البسيط أو حتى السعال الديكي الذي يصيب الأطفال أو سعال المدخنين. ويتضمن هذا العلاج نقع حبتين من البصل بعد تقطيعهما إلى شرائح رفيعة وتغطيتهما بمقدار كوبين من العسل الأسود في وعاء خشبي لمدة 24 ساعة. يخلط المزيج جيداً ويصفى ثم يؤخذ مرات عدة في اليوم حتى يتوقف السعال ويتغلب على الحساسية في الحلق. إن مركب الكبريت الموجود في البصل هو السبب في انبعاث الرائحة النفاذة في النفس، وكذلك في الجلد بعد تناوله، والتي بالإمكان التخلص منها بمضغ بعض عروق البقدونس أو النعناع جيداً أو بعض بذور اليانسون. وصفة: تارت البصل المكونات لأربعة أشخاص 1- 250 غم طحين أو ما يعادل كوبين 2- 250 غم بصل مقطع إلى شرائح طولية رفيعة 3- 3 بصلات خضر يقطع صغيراً الجزءين الأبيض والأخضر 4- كوب ونصف كوب حليب 5- 50 غم أو ثُلث كوب ماء 6- 4 بيضات 7- 150 غم أو كوب واحد زبدة 8- قليل من الزيت النباتي، قليل من الملح والفلفل الأسود. الطريقة 1- يخلط الطحين مع الزبدة وقليل من الملح، يضاف الماء تدريجاً ويعجن جيداً. 2- يحمر البصل في قليل من الزيت ويترك جانباً من دون إضافة الملح. 3- يخفق البيض مضافاً إليه الحليب ثم الملح والفلفل الأسود. يضاف البصل المقلي ويخلط سوياً بالملعقة. 4- يرق العجين ويوضع في صينية مدورة صالحة للفرن. ثم يثقب عدة مرات بالشوكة. 5- يصب الخليط رقم 3 على وجه العجين ثم يخبز في فرن حار بدرجة 200 مئوية 400 فهرنهايت أو 8 غاز، لمدة نصف ساعة تقريباً. 6- يقدم مع الخضار المسلوقة والسلطة. جربوها...