خلال الحفلة التكريمية التي أقامها السفير البريطاني في دمشق للطلاب السوريين الحائزين على منح وزارة الخارجية تبرز طبيعة التعاون التعليمي بين سورية وبريطانيا، تعاون يتجاوز الشكل التقليدي لايفاد طلاب من أجل الدراسة في الخارج، أو البحث عن اختصاصات جديدة داخل بريطانيا لا مثيل لها في الجامعات السورية، فهناك اختيار لاختصاصات تساهم في خطط التنمية السورية، ومن جهة أخرى تطوير لعلاقات التعليم بين البلدين بشكل يتيح التبادل في ايفاد الطلاب. البرنامج بدأ عام 1993 ونما بشكل مدروس، فأتاح ل36 طالباً سورياً الحصول على شهادات عليا في بريطانيا، وعملياً هناك 19 منحة تقدم سنوياً بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وتساهم فيها أيضاً شركة "شل" في سورية. ونظام المنح الدراسية يشكل جزءاً من اتفاقيات أوسع ما بين الجامعات السورية والبريطانية، فهناك مجموعة بروتوكولات وقعت عام 1996 بين جامعة دمشق وعدد من جامعات المملكة المتحدة، وخلال شهر كانون الأول ديسمبر الماضي زار رئيس جامعة دمشقبريطانيا حيث وقع اتفاقيات مع ست جامعات، وخلال هذا الخريف سيزور رئيس جامعة مانشستر سورية، كما سيقوم السير تيم لانكستر مدير كلية الدراسات الشرقية والافريقية SAOAS بزيارة مماثلة، وكلية SAOAS قررت هذا العام بموجب اتفاقياتها الجديدة مع دمشق، ايفاد طلاب اللغة العربية لقضاء سنتهم الالزامية في العالم العربي في سورية. والملاحظ ان عمليات التعاون في مجال التعليم العالي تأخذ بعداً جديداً يتجلى في تبادل الخبرات، فالاتفاقيات هي ضمن برامج مشتركة تتيح للطلاب من الجانبين فرصة الاستفادة. الكلمة الترحيبية التي ألقاها السفير البريطاني في دمشق قدمت صورة عن هذا التعاون. فذكر ان توني بلير عندما تولى رئاسة الوزراء قال إن أولويته الثالثة هي التعليم وأولويته الثانية هي التعليم وأولويته الأولى هي التعليم. واعتبر السفير ان منح وزارة الخارجية البريطانية Chevening هي مؤهل كبير الشأن، لذلك هناك حرص على انتقاء خيرة المرشحين الذين سيساهمون من خلال مهنهم المختارة في عمليات التنمية. وعرج السفير في كلمته أيضاً على المستجدات السياسية، موضحاً أهمية التعاون السوري - البريطاني في هذا المجال، وتحدث أيضاً عن الآفاق في هذا المجال، خصوصاً في الجانب التعليمي، فهناك اقتراح لتأسيس كلية تجارة سورية - أوروبية في دمشق. وهذا الاقتراح، حسب رأي السفير، عنصر حيوي في أي استراتيجية سورية لتعزيز القدرة على التنافس في سوق "معولمة".