أثار اعتقال النائب في برلمان صرب البوسنة راديسلاف بيرديانين مخاوف من ان يكون مقدمة لحملة واسعة ضد المتهمين بارتكاب جرائم حرب. ويرأس بيرديانين الحزب الشعبي الصربي وهو من المقربين الى كل من رئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافيتش ورئيس حكومة الكيان الصربي ميلوراد دوديك "الموالين للغرب". وألقت قوات حفظ السلام في البوسنة القبض على بيرديانين اول من امس الثلثاء في وسط مدينة بانيالوكا اثناء دخوله مقر عمله في دائرة اعادة بناء "الجمهورية الصربية" البوسنية. وذكر شهود ان العملية جرت بصورة خاطفة، اذ انتهز جنود دوليون خروجه من سيارته فاعتقلوه ونقلوه الى طائرة هليكوبتر نقلته الى مقر القوات الاميركية في مدينة توزلا شمال شرقي البوسنة ومنها الى مقر محكمة جرائم الحرب في لاهاي. ونقل تلفزيون بانيالوكا امس عن نائب رئيس جمهورية صرب البوسنة ميركو شاروفيتش ان الاعتقال "تم بأسلوب خشن غير مقبول واستخدمت فيه الأسلحة من دون اي مبرر". وأضاف ان قيادة "الجمهورية الصربية" قدمت طلباً لاخلاء سبيل بيرديانين فوراً والاعلان عن كل اللوائح السرية لدى محكمة جرائم الحرب "لأنه من دون ذلك لن يكون احد آمناً على نفسه وستعم الفوضى بين الصرب". ودانت الأحزاب الرئيسية لصرب البوسنة عملية الاعتقال. ووصفتها بأنها "اثارت مشاكل عدم الثقة بالقوات الدولية في الجمهورية الصربية". وأعربت الأحزاب عن مخاوفها من حصول اعمال عنف داخل الجمهورية "اذا تواصلت حملة الاعتقالات حسب اللوائح السرية التي يمكن ان تطال اي صربي مهما كان موقعه". واعتبر رئيس بلدية بانيالوكا جورجي اوميتشيفيتش بأن اعتقال بيرديانين "يشكل وسيلة للضغط على الصرب ومؤسسات الجمهورية الصربية". وكان بيرديانين محسوباً على المعتدلين في قيادة صرب البوسنة والمتعاونين مع الاجراءات الدولية في البوسنة - الهرسك.