بغداد - أ ف ب - طلبت وزارة الخارجية العراقية من الاممالمتحدة أمس إبعاد موظف دولي نيوزيلندي الجنسية يعمل في نزع الالغام في شمال العراق خلال 72 ساعة ومحاكمته بتهمة العمل على تدمير المحاصيل الزراعية العراقية. ويعد الحادث الاول من نوعه منذ رحيل مفتشي لجنة الاممالمتحدة لنزع الاسلحة أونسكوم عن العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي عشية الهجوم الجوي والصاروخي الذي شنته الولاياتالمتحدة وبريطانيا على العراق. ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" عن ناطق باسم الخارجية انه "تأكد للسلطات العراقية المختصة قيام موظف الاممالمتحدة النيوزيلندي الجنسية ايان بروتن المشهور باسم ريد بدخول قضاء كلار في محافظة السليمانية وبمحاذاة قضاء خانقين ... حيث قام المدعو بروتن بانزال صناديق تحوي بيضاً للجراد الذي يفتك بالمزروعات". ويعمل بروتن بصفة مشرف في مشروع إزالة الألغام في قطاع محافظة السليمانية شمال العراق. وأوضح الناطق العراقي ان الوزارة استدعت منسق برنامج العراق في الاممالمتحدة في بغداد فان هانز سبونيك "وسلمته مذكرة احتجاج وطلبت منه ابعاد المدعو بروتن خلال 72 ساعة". وأكد مسؤول في مكتب الاممالمتحدة في بغداد لوكالة "فرانس برس" ان الخارجية العراقية سلمت فان سبونيك رسالة في شأن هذه المسألة. واضاف الناطق ان سكان المنطقة "أخرجوا الصناديق، وتبين لدى فحص محتوياتها انها تحتوي على بيض الجراد الذي يفتك بالمزروعات". وندد بعمل بروتن واعتبره "عملاً اجرامياً ولا اخلاقياً"، مؤكدا ان القصد منه هو "الحاق اكبر الاذى بالثروة الزراعية للعراق وتخريب اقتصاده الذي يعاني من اثار الحصار". وتابع ان "عمله اللئيم هذا يتنافى مع المهمة التي قدم الى العراق من اجلها والتي يفترض ان تكون انسانية بحتة". وخلص المتحدث العراقي الى القول ان "حكومة العراق اذ تستنكر هذا العمل الاجرامي اللئيم فانها طلبت من الامين العام للامم المتحدة اجراء تحقيق في هذه الجريمة لكشف الجهات الضالعة فيها واحالة بروتن على المحاكم والعمل على منع تكرار هذه الاعمال التخريبية تحت غطاء الاممالمتحدة". وكان العراق اتهم الموظف الدولي ذاته مطلع الشهر الماضي بمحاولة اتلاف المحاصيل الزراعية في المنطقة. ويعمل خبراء ازالة الالغام التابعين للمنظمة الدولية منذ نهاية العام 1997 في شمال العراق الخارج عن سيطرة الحكومة العراقية في اطار اتفاق "النفط مقابل الغذاء" بهدف تطهير مساحات شاسعة من الاراضي من الالغام. وجاء الطلب العراقي قبل ان يجتاز مدير قسم العراق في المنظمة الدولية بينون سيفان الحدود العراقية في طريقه الى عمان في ختام زيارة استغرقت 16 يوماً. واستُدعي فان سبونيك بعيد مغادرة سيفان الذي زار العراق لاجراء محادثات في شأن تنفيذ اتفاق "النفط مقابل الغذاء" وأُبلغ بالاحتجاج العراقي وطلب ابعاد الموظف النيوزيلندي. وكان سيفان أكد خلال مؤتمر صحافي مساء الاثنين ان محادثاته مع المسؤولين العراقيين أسفرت عن "تسوية عدد من المسائل التي وقع فيها سوء تفاهم وكانت موجودة وسنقوم معا بتنفيذها" من دون اعطاء ايضاحات أخرى. وقال مصدر عراقي لوكالة "فرانس برس" ان الاعلان عن طرد الموظف النيوزيلندي "يثبت ان الشكوك التي يحملها العراق إزاء العاملين تحت مظلة الاممالمتحدة تتأكد صحتها يوما بعد آخر". واضاف ان "التاريخ الطويل في الاعمال التجسسية والتخريبية ضد المصالح العراقية لموظفي اللجنة الخاصة لنزع اسلحة الدمار الشامل أونسكوم كفيل بأن يجعل القبعات الزرق غير كافية لتأكيد براءة الرؤوس التي تحملها". وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اعترف في نهاية حزيران يونيو الماضي بأن الاتهامات بالتجسس لحساب الولاياتالمتحدة التي وجهت الى مفتشي اللجنة الخاصة كانت "مبررة جزئياً". وأكد العراق ان اعضاء اللجنة الخاصة او على الاقل بعضهم مارس في العراق نشاطات تجسس لحساب الاستخبارات الاميركية. وتحدثت صحف عدة عن وجود هذه النشاطات التي أكدها المفتش الاميركي السابق في اللجنة الخاصة سكوت ريتر.