عاودت وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية درس العروض المقدمة من الشركات العالمية والمحلية لمناقصة مشروع استغلال واستخراج خام الفوسفات في منطقة الجلاميد شمال السعودية. وكانت الوزارة طرحت المشروع في منافسة عامة عام 1995، وتقدمت 25 شركة بعروض وتأهلت اربع شركات منها للمنافسة. وأرجأت وكالة الوزارة للمعادن بت المشروع بسبب تأسيس "شركة التعدين العربية السعودية" معادن مطلع عام 1997 والتي كان من المقرر ان تتولى جميع عمليات التعدين وتطوير المكامن في البلاد. وقدر خبراء تعدين كلفة التعدين في الموقع بنحو 6.375 بليون ريال 1.7 بليون دولار، على اساس ان الطاقة التقديرية للموقع وفقاً لمعلومات ودراسات الوزارة تبلغ نحو 11 مليون طن من الفوسفات الخام، تصل بعد تركيزها الى 4.5 مليون طن يمكن ان تنتج 2.8 مليون طن سماد فوسفات الامونيوم الثنائي. الى ذلك درس فريق علمي من قسم الهندسة الكيماوية في جامعة الملك سعود في الرياض الموقع وتحقق من الجدوى الاقتصادية من استثمار خام الفوسفات صناعياً. وقال الدكتور طارق الفارس استاذ الهندسة الكيماوية رئيس فريق الدراسة ل"الحياة" ان الدراسة التي كلفت 2.7 مليون ريال 720 الف دولار ومولتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية اثبتت ملائمة الخام لصناعة الاسمدة. وتوقع ان يوجه 95 في المئة من الانتاج في حال اقرار المشروع للتصدير وخمسة في المئة للاستهلاك المحلي. وقال الفارس أن فريقه توصل بعد اربعة أعوام من البحث الى تقنيات جديدة لصناعة الفوسفات السعودي تعتمد على خصائصه وتزيد الاستفادة من بعض العناصر الموجودة فيه بكثرة، اذ "وجد أن الحامض المنتج محلياً أفضل من الحامض الذي يتم استيراده من قبل الشركة السعودية للصناعات الاساسية سابك من المغرب نظراً لقله الشوائب فيه ومناسبته لصناعة الاسمدة". وأشار الى ان الدراسة دللت على توافر الخامات في السعودية وبكميات تجارية كبيرة، ما يعزز صناعة الاسمدة في السعودية خصوصاً مع توافر حامض الكبريتيك وغاز الامونيا محلياً باستخراجهما من الغاز الطبيعي. ولفت الفارس الى ان الدراسة تمت على مراحل عدة، اذ تم حفر منجم بعمق 12 متراً للحصول على الكميات اللازمه لاجراء الدراسة ودرس الخواص الفيزيائية والكيمياوية للفوسفات السعودي قبل المعالجة وتأثيره في تصنيع حامض الفوسفوريك وانتاج السماد ومعالجة الخام وتركيزه بطرق التقويم والكلسنة بحيث تم رفع مستوى التركيز من 23 في المئة الى 35 في المئة، اضافة الى انتاج حامض الفوسفوريك عن طريق انشاء خط تجريبي محلي نظراً لكلفة الخام المستورد العالية وتم ربطه بالكومبيوتر. ويشار الى ان السعودية تعد من اكثر الدول استيراداً لاحماض الفوسفات، ومن شأن البدء في المشروع تحقيق الأكتفاء الذاتي من الفوسفات للسعودية وخفض تكاليف انتاج الاسمدة.