طرابلس - رويترز - أكد مبعوث للاتحاد الأوروبي أن ليبيا لن تستطيع السيطرة على كل حدودها لفترة طويلة لأنها مهمة معقدة. وتساور الدول الغربية مجموعة من المخاوف الأمنية في شأن ليبيا، منها تداول كميات كبيرة من الأسلحة بعد الانتفاضة التي أطاحت العقيد معمر القذافي، واحتمال أن يفر من البلاد ويلجأ الى الخارج. ويتجه المهاجرون الأفارقة إلى ليبيا للوصول إلى أوروبا، كما أنها مصدر للأسلحة بالنسبة إلى مهربي السلاح بسبب الصراع الدائر فيها. ووصفت النيجر مشكلة خروج أسلحة بلا رقابة من ليبيا بأنها «متفجرة». وقال جيم موران رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا في مقابلة مع وكالة «رويترز»: «كلما شكّل المجلس الوطني الانتقالي الحكومة أسرع، كلما تمكنت البلاد من تحديد الطريقة المثلى التي يمكن أن يساعد بها المجتمع الدولي ليبيا في تحسين إدارة حدودها». وأضاف أن «الاحتياجات شديدة التعقيد والقائمة طويلة جداً. لم تكن لديهم القدرة قط على السيطرة على حدودهم بطريقة ملائمة. ربما لن يستطيعوا هذا لفترة طويلة قادمة نظراً إلى التحديات الهائلة التي تنتظرهم». وأشار إلى أنه تحدث مع مسؤولين في وزارة الداخلية في شأن أمن الحدود، لكن ليبيا لا تستطيع الاستقرار على استراتيجية محددة إلى أن يعين المجلس الوطني حكومة لها سلطة اتخاذ قرارات من هذا النوع. وتابع: «أجرينا اتصالات عدة مع وزارة الداخلية. لا توجد حكومة موقتة بعد وكلما تشكلت أسرع كلما كان هذا أفضل. لهذا حين تتحدث الى أجهزة الوزارة تجد أنهم يعانون قدراً من الفراغ». وتم حل اللجنة التنفيذية في المجلس الوطني التي كانت بمثابة مجلس للوزراء الشهر الماضي. وكان من المفترض أن يعين رئيس الوزراء الموقت محمود جبريل الأحد الماضي لجنة جديدة تضم مسؤولين عن شؤون الدفاع والداخلية. لكن المحادثات انهارت حين لم تحصل اقتراحاته على دعم كامل من جميع الأعضاء الحاليين. ودعمت القوى الغربية قوات المعارضة السابقة التي استطاعت بعد ستة أشهر من القتال إنهاء حكم القذافي المستمر منذ 42 عاماً، لكن هذه القوى تشعر بالقلق من أن تستغل جماعات مثل «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» أي فراغ في السلطة. وعبر محللون ومسؤولون غربيون عن مخاوف من هذا النوع، كما قالت الجزائر خلال الصراع إن «القاعدة» ربما حصلت من ليبيا على أسلحة، بينها صواريخ «سام 7» المحمولة المضادة للطائرات. ورأى موران أن «ما يحتاجونه قبل كل شيء هو المعرفة والخبرة لتطوير استراتيجية لتحسين إدارة الحدود. وينطوي هذا على الخبرات والمعدات، لكن لن يتم التعرف الى نوعية المعدات الملائمة الى أن يضعوا هذه الاستراتيجية». وليبيا منذ فترة طويلة نقطة التجمع المفضلة التي يبحر منها آلاف المهاجرين الأفارقة للعبور إلى أوروبا من خلال جزيرة لامبيدوسا الإيطالية قبالة الساحل الجنوبي لصقلية. وكان اتفاق بين القذافي وإيطاليا على إعادة المهاجرين قبل دخولهم المياه الإيطالية كبح تدفق المهاجرين إلى أن اندلعت الانتفاضة الليبية في وقت سابق هذا العام، ما قضى على القيود الصارمة على الحدود وأدى الى تدفق موجة جديدة من المهاجرين.