المدرب المغربي عبدالقادر يوميد من المدربين العرب الأكفاء الذين اوجدوا لانفسهم سمعة طيبة في الملاعب القطرية، فقد استطاع ان يقود فريق السد في الموسم قبل الماضي الى الفوز بكأس ولي العهد، ودرَّب الاهلي مؤخراً فكوّن فريقاً قوياً قادراً على المنافسة على البطولات في الموسم القبل. وهو مدرب يتمتع بفكر كروي عال وله فلسفته ونظامه الخاصين في عالم التدريب، سألته "الحياة" عن انطباعاته حول الموسم الكروي الماضي فأجاب: - يعد الموسم الكروي الاخير في قطر اقصر موسم على المستوى العربي، فقد بدأ في شهر كانون الثاني يناير وانتهى في شهر ايار مايو وشمل بطولة الدوري العام وكأس ولي العهد او المربع الذهبي وكأس الأمير. والملاحظ ان اكبر عدد من المباريات يمكن ان يلعبها اي فريق وصل الى كل النهائيات هو 22 مباراة واقل عدد للمباريات هو 17 مباراة، وذلك قليل جداً ولا يمكن ان يصنع اللاعب الجيد كما انه لا يساعد المدرب على تحقيق برامجه التدريبية والخططية وبالتالي الوصول الى فريق متكامل من اصحاب المهارات العالية. والسؤال المطروح امام الاتحاد الان هو كيف يمكن للكرة القطرية ان تتطور في ظل فترة ممارسة قصيرة جداً لا تزيد عن اربعة اشهر وعدد قليل جداً من المباريات. لماذا نجح ماجر؟ ولكن كيف تمكن رابح ماجر من قيادة الوكرة للفوز ببطولة الدوري العام للمرة الاولى في تاريخه مع كأس ولي العهد؟ - فوز الوكرة بدرع الدوري كان مفاجأة من العيار الثقيل للجميع حيث استطاع فريق مغمور ان يخطف الدرع من بين انياب اعرق الاندية وهو الفريق الذي تم اشهاره قبل اربعين سنة. لقد سحب الوكرة البساط من تحت اقدام حامل اللقب فريق الاتحاد وأبعد كلاً من السدّ صاحب المركز الثالث والعربي صاحب المركز الرابع عن منصة التتويج. اما فريق الريان فلم يستطع حتى الدخول للمربع الذهبي والمنافسة على كأس ولي العهد كما تعوّد في المرات السابقة. وتمكن فريق الوكرة العنيد ان يجمع بين الفوز بدرع الدوري العام وبطولة كأس سمو ولي العهد، ولم يخسر في الدوري العام الا مباراة واحدة في بداية المسابقة فانهزم بخمسة اهداف امام الاتحاد وظن الجميع ان "حليمة ستعود لعادتها القديمة" اي التمسك بالمراكز الاخيرة. لكن هذه المرة حدث العكس ونهض الوكرة من كبوة البداية ولم يستسلم ولم يتوقف الا وهو يحقق اللقب. لقد استفاد الوكرة من الموسم الماضي كثيراً خصوصاً بوجود مدرب جديد هو الجزائري المتألق دائماً رابح ماجر الذي جاء بفكر جديد، وتميز باشراك اللاعبن في المسؤولية على ارضية الملعب. ولعب الموسم كله بطريقة واحدة متكاملة دفاعاً وهجوماً واهتم باللعب الجماعي ولم يعتمد على المواهب الفردية ولذا لم يتأثر فريقه بغياب اي لاعب. وكان الوكرة موفقاً في اختيار اللاعبين المحترفين فاستقدم الانغولي فابريس اكوا من فريق بنفيكا البرتغالي والبرازيلي اندريه نيلسون وتأقلم اللاعبان مع باقي اعضاء الفريق والمدرب بسرعة. واستفاد الفريق من عملية التجنيس فسنحت له الفرصة في ضم كل من حارس مرمى المنتخب عبدالله إيناس والمهاجم ابراهيم سالمين، وفي الوقت الذي لعب فيه اكثر من فريق بمحترفين لعب فريق الوكرة بأربعة واصبحوا خمسة في نهاية الموسم بضم اللاعب السنغالي داين فاييه واعطى هذا الامتياز فارقاً كبيراً لصالحه. الاتحاد أشهر وصيف وكيف ترى فريق الاتحاد الذي أجاد ولم يخرج بلقب واحد هذا الموسم؟ - الاتحاد استحق بحق لقب "الوصيف الفضي" لانه حقق المركز الثاني في جميع البطولات ولعب في كل النهائيات. لقد استمر فريق الاتحاد على النهج الذي سلكه منذ استقدام مدربه البوسني جمال حاجي منذ خمسة سنوات واصبح الاستقرار الاداري والفني والنفسي من اهم سمات الفريق ما اعطاه طابعاً خاصاً ومتميزاً، لكنه عانى ضعفاً هذا الموسم بعد غياب قلب هجوم هداف لأن اللاعب الليبيري فرانك سيتورا لم يترجم الفرص الكثيرة التي أُتيحت له الى اهداف. وماذا تقول عن السد، أكبر وأكثر الخاسرين في الموسم الاخير؟ - تأثر فريق السد بعدم الاستقرار الفني، فبعد ان تركت الفريق تولى البرازيلي كوتزاكا تدريبه لمدة قصيرة ثم تعاقد مع العراقي عدنان درجال مدرب الوكرة السابق الذي لم يستطع ان يغيّر من مسيرة الفريق رغم استقدام اغلى محترف على مستوى قطر وهو البرازيلي سيرجيو مقابل 450 ألف دولار وكان المقلب الذي شربه السدّ وخرج من الملعب بلا حمّص او فول!! اما من الناحية الفنية فظل السد يعاني من ضعف خط دفاعه وخاصة في مركز "الليبرو" وكذلك ضعف حارسه الاساسي مرتضى طالب الذي دخلت مرماه اهداف كثيرة نتيجة الارتباك الذي كان يحدث في منطقة الدفاع. فريق الاحلام هل يتناسب المركز الرابع مع العربي؟ - كان العربي يسمى بفريق الاحلام لكنه في الموسم المنصرم استحق لقب فريق الاشباح، وبدأ الموسم متواضعاً وأنهاه متواضعاً وسبح مبارك مصطفى طيلة الموسم ضد التيار من دون جدوى. فشل المسؤولون في التعاقد مع مدرب جيد، كما أخفقوا في التعاقد مع محترفين على مستوى جيد، فبعد بداية موفقة مع الكاميروني اومام بيك تم فسخ العقد. وساهمت المشاكل بين الادارة واللاعبين وفي مقدمهم عادل الملا في عدم الاستقرار النفسي في الفريق وادى ذلك الى خروج العربي خالي الوفاض مليئاً بالاصفار، وعزؤاه الوحيد انه اعطى الفرصة لبعض اللاعبين الشباب الذين سيقولون كلمتهم مستقبلاً… فهل نعتبر هذا الموسم للعربي "استراحة محارب"؟ الانجاز الوحيد للريان ولماذا فاز الريان بكأس الأمير للمرة الاولى في تاريخه بينما جاء في المركز الخامس بالدوري؟ - لا يمكن ان نتحدث عن هذا الفريق الا من خلال انجازه في كأس سمو الأمير فقد اختفى من الدوي العام ولم يلحق المربع الذهبي… وعانى الريان تماماً كالعربي من جملة مشاكل في مقدمها عدم استقرار الجهاز الفني وتغيير الدنماركي اولسن بإبن عمه لارسن وعدم التوفيق في اختيار المحترفين بالاضافة لوجود بعض المشاكل الداخلية بين اعضاء الادارة!! وساهم في فوز الريان بكأس الأمير استقدام المدافع التونسي توفيق شوشان ومواطنه المهاجم رياض الجلاصي اضافة الى اللاعب المتجنّس ناصر كميل وكذلك عودة ابن الفريق سالم العنزي من نادي النصر السعودي، وهؤلاء غيّروا شكل الفريق الى الافضل ،وساهمت عودة يونس احمد لحراسة المرمى الفريق في اعطاء الثقة للدفاع. الكراسي الموسيقية باقي الفرق ظلت تلعب لعبة الكراسي الموسيقية في المراكز الاخيرة... ما رأيك؟ - الفرق الباقية كالعادة ظلت "مكانك سر" وخارج دائرة الصراع وبعيدة عن الألقاب، فهي لم تقدم شيئاً يذكر واحتل فريق قطر المركز الخامس وهو الذي انطلق انطلاقة جيدة في كأس الاتحاد وفاز بها واعطى فرصة لمجموعة من اللاعبين الشباب ولكن طموحاته ظلت محدودة!! اما فريق الاهلي فعانى كثيراً من الانشقاق داخل ادارته واستقالة مجموعة كبيرة منهم في منتصف الموسم، وقام بتغيير اكثر من مدرب واكثر من لاعب محترف لكنه احتل المركز السابع كما عوّدنا دائماً وظل الصراع قائماً بين التعاون والشمال في تجنّب المركز الاخير ولم يقدما شيئاً يذكر. من اجل مستقبل افضل والآن من اجل مستقبل افضل للمسابقات المحلية الكروية في قطر بماذا تنصح؟ - يمكن القول ان الموسم المنصرم كان متوسطاً من الناحية الفنية وبروز فريق منافس جديد يعتبر حالة صحية جيدة، ولا شك ان الجميع تأثروا بضغط البرنامج الزمني للبطولات لإفساح المجال للمنتخب الاولمبي للاعداد لتصفيات سيدني 2000.