عقد العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين مع العاهل المغربي الحسن الثاني محادثات أمس في القصر الملكي في الصليبخات، بعد زيارة لصنعاءوالخرطوم حيث بحث مع الرئيس علي عبدالله صالح وعمر حسن البشير في الجهود المبذولة لعقد قمة عربية، إضافة إلى العلاقات الثنائية. ويصل اليوم إلى موريتانيا. وصل الملك عبدالله بن الحسين أمس إلى الرباط، في زيارة هي الأولى له منذ توليه عرش الأردن. وأجرى العاهل الأردني والملك الحسن الثاني محادثات تناولت عرضاً لتطورات السلام، والترتيب لعقد لقاءات عربية ودولية لتحريك المفاوضات المتعثرة على كل المسارات، إضافة إلى إعداد الأجواء الملائمة لعقد قمة عربية تم الاتفاق عليها بين الملك الحسن الثاني والرئيس حسني مبارك خلال زيارته الأخيرة للمغرب. وذكرت المصادر أن الرباط تعتزم اطلاق مبادرة لتحريك الجمود الذي يعتري مفاوضات السلام، في حين لم تستبعد أوساط ديبلوماسية أجنبية في الرباط أن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك بزيارة للمغرب بعد تشكيل حكومته لإعادة بناء أجواء الثقة. وأضافت ان الرباط لم تعد تمانع في الاجتماع مع باراك بعد اطاحة بنيامين نتانياهو الذي رفض العاهل المغربي الاجتماع معه. وشملت المحادثات المغربية - الأردنية الوضع في الخليج ومجالات التعاون. وأقام العاهل المغربي مأدبة عشاء تكريماً لضيفه، في حضور اعضاء الوفدين المغربي والأردني. وخص المغرب الملك عبدالله أمس باستقبال كبير لإبراز متانة العلاقات التقليدية بين البلدين وتبديد الشكوك التي كانت سادتها في وقت سابق. وكان العاهل الأردني وصل أمس إلى الرباط من الخرطوم التي زارها لساعات، وكان في استقباله الرئيس حسن البشير وكبار المسؤولين السودانيين. وأكد وزير الزراعة الأردني المهندس هاشم الشبول أن زيارة الملك عبدالله للسودان تأتي في إطار تدعيم العلاقات المشتركة. ووقع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل ونظيره الأردني عبدالاله الخطيب بياناً مشتركاً شدد على تطوير التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، وضرورة تحقيق التضامن العربي. وكان العاهل الأردني غادر صنعاء صباحاً إلى الخرطوم بعد زيارة رسمية لليمن لأقل من 24 ساعة أجرى خلالها ثلاث جولات من المحادثات مع الرئيس علي عبدالله صالح اقتصرت إحداها عليهما فقط في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس. وذكرت مصادر حكومية يمنية "ان الرئيس صالح والملك عبدالله بحثا في عدد من القضايا الثنائية والعربية والدولية، إضافة إلى المشاورات التي أجراها الملك عبدالله أخيراً في واشنطن". وأضافت ان الجانبين بحثا مطولاً في أمكان عقد قمة عربية شاملة بإعداد جيد يكون من ثمارها عودة التضامن العربي وتحقيق مصالحة عربية - عربية تكرس نتائجها لمواجهة ما وصفته ب"التحديات التي تواجهها الأمة العربية". وأضافت ان تطابقاً في وجهات النظر ساد المحادثات التي تناولت أيضاً البحث في مسيرة العلاقات المتميزة بين البلدين ووسائل تطويرها. وذكر وزير الخارجية الأردني في تصريحات نقلتها "وكالة الأنباء اليمنية" لدى مغادرة العاهل الأردنيصنعاء: "اننا نشعر في الأردن واليمن بأننا أصحاب مصلحة حقيقية في تعزيز التضامن العربي، ومثل هذه الزيارة لا شك في أنها تسهم في تحسين الأجواء العربية". ولم يتطرق إلى عملية السلام، غير أنه أكد "ان الملك عبدالله والرئيس صالح بحثا جوانب التعاون الثنائي والتنسيق المشترك في الجانب السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي". ويصل العاهل الأردني اليوم إلى نواكشوط في زيارة لموريتانيا، هي الأولى منذ تسلمه السلطة. وعلمت "الحياة" ان الدعوة إلى عقد قمة عربية ستكون على جدول أعمال المحادثات بين الملك والرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع، إضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية. وتأتي زيارة الملك الأردنيلموريتانيا في إطار جولة عربية شملت اليمن والسودان والمغرب. إلى ذلك أ ف ب، أفادت "وكالة الأنباء الأردنية" بترا أن العاهل الأردني تلقى أمس أثناء زيارته لليمن، اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري بشأن آفاق عملية السلام بعد تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في إسرائيل. واطلع مبارك، الذي يزور فرنسا حالياً، الملك على فحوى "المحادثات التي أجراها مع الرئيس بيل كلينتون في واشنطن والرئيس جاك شيراك في باريس والجهود الهادفة إلى انعاش عملية السلام على كافة المسارات، خصوصاً المسار الفلسطيني - الإسرائيلي". وأضافت "بترا" ان الزعيمين العربيين أكدا خلال الاتصال الهاتفي "أهمية تضافر الجهود لاستئناف المسيرة السلمية وبخاصة في هذه المرحلة ووجود حكومة إسرائيلية جديدة". وتابعت ان مبارك وعبدالله تبادلا أيضاً وجهات النظر بشأن "مختلف القضايا العربية" وأكدا على "أهمية الاستمرار والتشاور بين القادة العرب خدمة لمصالح الأمة".