بعد أشهر من بدء الأشغال التي تنفذها مجموعة "المقاولون العرب" المصرية تم افتتاح مطار "العروي - الناظور" الدولي أمام الرحلات الجوية المدنية على رغم عدم استكمال المباني والتجهيزات المتوقع أن يستغرق انجازها سنة إضافية. ودشن سبعة وزراء النقل والعدل والطاقة والرياضة والعلاقات مع البرلمان وحقوق الإنسان والثقافة أول من أمس مدرجات المطار التي تعاقب على الهبوط عليها عشر طائرات منها "بوينغ - 737" قادمة من فرانكفورت على متنها مهاجرون مغاربة من المانيا وهولندا. وطائرات أخرى من بروكسيل والرباط والدار البيضاء من أحجام مختلفة. ونابت خيام ضخمة اقيمت عن صالة الاستقبال التي لم يكتمل انجازها بعد. وقال وزير النقل مصطفى المنصوري: "إن المنطقة انتظرت عشرين عاماً ليتحقق حلمها في امتلاك مطار دولي يربطها مع العالم الخارجي ويفك عنها عزلة الحصار الجغرافي الذي فرضه وجود مدينة مليلية المحتلة المجاورة التي تضرب حصاراً على السكان بين البحر الأبيض المتوسط وجبال الريف الوعرة. "حائط برلين" وعاينت "الحياة" وجود حائط عازل بُني على الطريقة الأندلسية يمتد كيلومترات عدة يُذكر ب"حائط برلين" ويمتد من البحر إلى الجبل لمنع تسرب السكان إلى الأراضي التي تحتلها اسبانيا في المغرب. وأضاف المنصوري في تصريحات إلى "الحياة" ان "المنطقة ستشهد تدفقاً للاستثمارات المحلية بعد أن أصبح لديها مطار دولي". وأشار إلى أن بإمكان المطار لعب دور متنامي في منطقة المغرب العربي في المجالات الاقتصادية والسياحية، باعتبار موقعه القريب من أوروبا، خصوصاً دول وسط وشمال القارة، حيث توجد جالية كبيرة تنتمي إلى المدينة ويقدر عددها بحوالى 250 ألف شخص. ومن المتوقع ان يستخدم عشرات آلاف الجزائريين القادمين من أوروبا المطار الجديد لدى فتح الحدود البرية مع المغرب 120 كلم منتصف الصيف المقبل. وقال أحمد البياز مدير مطارات المغرب ل"الحياة" إن المطار سيكون جاهزاً بعد سنة وسيستقبل في آب اغسطس المقبل أول طائرة من نوع "بوينغ - 747" للتأكيد على أن تجهيزات المطار تضاهي مثيلتها الأوروبية من حيث الجودة والمواصفات التقنية والسلامة المدنية، وهو نموذج لتكامل الخبرات المغربية - المصرية. تجربة فريدة وأضاف البيان: "ان تجربة بناء المطار فريدة حيث تم الحصول على التكاليف من بيع أراض في منطقة المطار القديم وتحويلها إلى أحياء سكنية لإيواء نحو مئة ألف نسمة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتماد هذه الصيغة لتمويل بناء المطارات من دون مساهمة مباشرة من موازنة الدولة". وقال نائب رئيس مجلس إدارة "المقاولون العرب" عادل إبراهيم ايوب: "إن الشركة تنجز المشروع في وقت قياسي يقدر بنحو 18 شهراً بعدما فازت في المناقصة إلى جانب شركة "جي. تي. ار" المغربية". وأشار إلى ان قيمة العقد 34 مليون دولار، منها 20 مليون دولار قيمة أعمال "المقاولون العرب" وتشمل بناء المدرجات وتجهيزات المطار وقاعات الاستقبال وبرج المراقبة ومحلات ايواء الطائرات ومخازن الصيانة ومرافق الخدمات المختلفة. وقال: "إن بامكان المطار استقبال 600 ألف مسافر سنوياً في ظروف جيدة للغاية، وهو مفتوح في وجه أنواع الطائرات المدنية كافة، بما فيها الطائرات الضخمة". وتعود علاقة المجموعة المصرية مع مكتب مطارات المغرب إلى التعاون لانجاز مطار غزة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1997 حين اتفق الطرفان على توسيع التعاون داخل المغرب. وأكد ان "المقاولون العرب" تنجز حالياً مدينة سكنية في مكان المطار القديم من خلال تجهيز الأراضي وإقامة شبكات الطرق والمجاري والمياه والتيار الكهربائي. وقال السيد ايوب إن "المقاولون العرب" ستدخل سوق العقار في الدار البيضاء ضمن تعاون مع جهات مغربية واقترضت لهذه الغاية 10 ملايين دولار من "البنك الأهلي المصري"، كما تعتزم المجموعة الدخول في مشروع كهربة القرى المغربية الذي تقدر تكاليفه بنحو 40 مليون دولار.