كانت بطولة غرب آسيا الأولى لكرة السلة التي أجريت الأسبوع الماضي في بيروت بمثابة محطة تحضير للمنتخبات العربية المشاركة فيها استعداداً للدورة العربية التاسعة في الأردن. وكانت كلها تطمح الى بلوغ نهائيات كأس امم آسيا، غير أن بطاقتي غرب القارة حجزتا أخيراً لسورية ولبنان. فاز المنتخب السوري بقيادة المدرب النيجيري فريدريك اونيكا بمبارياته الأربع كلها، وأوضح رئىس البعثة عبدالكريم فاخوري ان النتائج الجيدة اكدت "ان منتخبنا يسير على الطريق الصحيح لتجسيد الطموح الكبير في إحراز ذهبية دورة الحسين علماً أن انجازات السلة السورية كانت بارزة دائماً في الدورات العربية". وتمزج التشكيلة السورية الحالية بين العناصر المخضرمة الخبيرة مثل طريف قوطرش وعمر قصاص ومحمد ابو سعدى، وحيوية الشباب ذوي القامات الفارعة امثال حكمت حداد وطلال يونس... وافتقد المنتخب لجهود "عملاقه" انور عبدالحي الذي سيلتحق بالفريق في الدورة العربية. والأداء السوري تقليدي، غير أن التفوق كان من نصيبه في مباراتيه مع إيرانوالأردن لأن افراده كافحوا بتركيز، وهم لم يتأثروا بالمدّ الجماهيري الذي آزر اللبنانيين بل استثمروا أخطاءهم ودفاعهم المكشوف، ليفوزوا في اللقاء الأصعب لهم. العودة إلى الميدان من جهته، يتطلع المنتخب العراقي ان تُكسب الدورة العربية بعد بطولة غرب آسيا، لاعبيه الإحتكاك الملائم والمفقود، في سبيل تطوير مستواهم الفني، ما يؤهلهم لإعادة كرة السلة العراقية الى موقعها الرائد السابق، "علماً ان المواهب متوافرة والتجهيزات ايضاً، التي تضمن الإرتقاء السريع" كما أوضح مدرب الفريق منذر علي شناوى. انتظم المنتخب العراقي في معسكر تدريبي داخلي في نيسان ابريل الماضي، وخاض مباريات ودية مع أندية روسية حضرت إلى بغداد وسمحت هذه المباريات باختيار التشكيلة النهائية للمنتخب التي ضمت خمسة لاعبين من فريق الدفاع الجوي، بطل الدوري هذا الموسم، ومثلهم من الكرخ الوصيف، ولاعبين من الشرطة. ودمغ عملية اختيار التشكيلة طابع التجديد لجني الفائدة الفنية المرجوة، فلم يبقَ من المخضرمين إلا أربعة عناصر فقط. ويأمل الإتحاد العراقي لكرة السلة أن يتعزز احتكاك فرقه في المستقبل القريب بعد "كسر" قرار حظر المشاركة العراقية في البطولات العربية والآسيوية. وعزا المدرب شناوى النتائج الضعيفة لفريقه الى افتقاد عناصره عامل الطول، وتراجع اللياقة البدنية، "لكننا واثقون من تحسنها في الدورة العربية، في ظل زيادة التجانس بين اللاعبين، في الدفاع خصوصاً" الإستعداد للمستقبل ويبني الأردن فريقاً للمستقبل، وإذا لم يحصل على بطاقة التأهل الى نهائيات آسيا، فإنه يسعى إلى ذهبية الدورة العربية على ارضه... مجموعة شابة معدل أعمارها 20 عاماً، وأعداد تواصل ومشاركات محلية وخارجية منذ نحو عام، وتسلّم الإشراف عليها منذ أربعة أشهر أحد أبرز نجوم العرب وآسيا مراد بركات، وستنهي تحضيراتها بمعسكر في اليونان قبل التوجه الى عمّان. نفّذ المنتخب برنامج تحضير مدروس ومكثّف، والخطوة الأولى في هذا الإطار كان إلغاء الدوري المحلي لتفريغ عناصر المنتخب الذين اختيروا من الأرثوذكسي والجزيرة والأهلي، فضلاً عن المشاركات الخارجية لتعزيز الإحتكاك واكتساب الخبرة. وشملت المشاركات الخارجية خوض بطولة الصين الدولية ودورة وليام جونز وتصفيات أندية غرب آسيا ثم بطولة أندية القارة التي لعب فيها المنتخب باسم نادي الأرثوذكسي. ثم خاض المنتخب الأردني أربع مباريات في مصر. ويقول رئيس البعثة الأردنية وسيم الزعمط: "نعتقد اننا قطعنا شوطاً كبيراً على صعيد استكمال برنامج الإستعداد الفني والبدني وأكبر دليل على ذلك منافستنا الجدية لسائر المنتخبات المشاركة في البطولة الحالية. نأمل بأن نصل إلى قمة العطاء في الدورة العربية لتحقيق أحد المراكز الأربعة الأولى، ونؤكد استعادة كرة السلة الأردنية موقعها الرائد عربياً، علماً أننا أحرزنا ذهبية الدورة العربية في المغرب عام 1987، وفضية الدورة العربية في سورية عام 1992". قيادة روني صيقلي وبلغ المنتخب اللبناني للمرة الأولى النهائيات الآسيوية بعد حلوله ثانياً خلف سورية، علماً انهم لم ينتظموا في التدريب كما يجب. لكن مشاركة لاعب فريق نيوجرزي نتس الاميركي روني صيقلي كانت بمثابة الدافع الاستثنائي، فقاد الفريق الى التأهل بعدما لعب دور الموجه والحاضن في المعسكر والملعب، وهو الذي سبق وأعلن ان تأقلم زملائه معه في التدريب لمدة شهر سيمكن المنتخب من الفوز على الفرق كلها بفارق 30 نقطة. وبعدما كان افراد المنتخب يلعبون من اجل صيقلي في المباريات الثلاث الأولى، لعبوا "معه" في المباراة الأخيرة ففازوا على الاردن بفارق 30 نقطة... اي ان درجة التأقلم والإنسجام بدأت تعطي مفعولها. والحديث الآن منصب على توفير كل المستلزمات لضمان مشاركة صيقلي في الدورة العربية ونهائيات آسيا. ويؤكد مدير المنتخب جان مامو "لم تتوافر للأسف معطيات جيدة على استعداد المنتخب، وتقع اللائمة على عاتق اتحاد اللعبة الذي لم يتبنَ برنامجاً محدداً وعجز عن إيجاد حل لرفض النوادي تحرير اللاعبين بسبب استحقاقاتها الرياضية الكثيرة". وأضاف "ظهرت سلبيات هذا الواقع في البطولة، إذ لم نستطع جني الكثير من أفضلية وجود صيقلي، وغاب الأداء الجماعي المتجانس وظهرت ثغرات عدة في الدفاع". ومع التأهل، يدرك اللبنانيون الخطوة النوعية الكبيرة التي تحققت، ما يجعل اللاعبين اكثر التزاماً بالتدريب في هذا الموسم الطويل، ولا سيما أن أبواب المنتخب قد تكون مشرّعة امام عودة "المبعدين" وعلى رأسهم بولس بشارة وفادي الخطيب، في ضوء الخطة الإعدادية التي ستقرر من سيتولى تنفيذها. هل المدرب الفرنسي ميلو مينوسور، الذي ينتهي عقده اواخر الشهر الحالي؟ او مدرب غيره؟ علماً ان بعض "اركان" كرة السلة لا يرتاحون لمينوسور.