تعثر منتخب لبنان لكرة السلة امام نظيره السوري 69-75 الشوط الأول 29-42 في الجولة الثانية من بطولة غرب آسيا، في قاعة المدينة الرياضية المغطاة ببيروت حيث احتشد نحو 4500 متفرج ليواكبوا المنتخب المضيف بقيادة نجم الدوري الأميركي للمحترفين روني صيقلي. وكانت الجولة الاولى اسفرت عن فوز لبنان على العراق، وسورية على ايران. وشكلت الفوضى في الأداء والإستمرار في سوء التحرك الدفاعي وعدم التوفيق في التسديد عوامل السقوط اللبناني، بالاضافة الى حكمين لم يكونا على مستوى المباراة وحساسيتها هما الأردني بهاء الخطيب والإيراني شيان ارسي. ودفع مدرب المنتخب اللبناني الفرنسي ميلو منيوسور ثمن سوء قراءته لوقائع المباراة وعدم اعتماده التبديلات المناسبة. والاتجاه الحالي السائد ان اتحاد اللعبة قد يعمد الى اجراء صدمة نوعية تفعّل الفريق، وتحدث البعض عن اقصاء المدرب مينوسور وتحديد حوافز مادية مغرية لأفراد الفريق، علماً ان مسؤولية تراجع المستوى الفني للمنتخب يتحملها الجميع، وبالدرجة الأولى الأندية، فضلاً عن تراخي ولا مبالاة مجموعة من اللاعبين. خيّب المنتخب اللبناني ظن جمهوره العريض وفشل في تجانسه الهجومي، وانكشفت خطة اعتماده الكبيرة على روني صيقلي في منتصف الشوط الأول، ما سمح للسوريين بالتقدم الذي حافظوا عليه حتى النهاية. بداية الشوط الاول تلخصت بعملية الكرّ والفرّ بين الفريقين على صعيد تسجيل النقاط، وتقدم منتخب لبنان بفارق 9 نقاط في الدقيقة 12 بالإعتماد على استراتيجية تموين صيقلي بالكرات الحاسمة تحت السلة، فسجل 14 نقطة، لكن اداءه تراجع في الدقائق الأخيرة، في ظل عجز زملائه عن تنفيذ مهمة التموين المثالية وتسرّعهم في السعي الى الهجوم والتسجيل... بالتالي، وقع اللبنانيون في المحظور وصاموا عن التهديف اكثر من 6 دقائق. ونجح السوريون في الإفادة من هذا الواقع لقلب موازين التفوق في مصلحتهم، وكرّس ذلك فاعليتهم في الرميات الثلاثية عبر طريف قوطرش وعمر قصاص اللذين سجلا سبع سلات ثلاثية، لينتهي الشوط الأول سورياً بفارق 13 نقطة 42-29. وفشل اللبنانيون في تعويض تخلفهم في الشوط الثاني على رغم بذلهم جهوداً كبيرة، ولفت عدم مواكبة صيقلي لها بفاعلية كبيرة إذ لم يسجل إلا 10 نقاط، وخرج من الملعب فترة غير قصيرة. وتركزت هذه الجهود خصوصاً عبر فيكين اسكاجيان الذي سجل 10 نقاط في فترة مشاركته المحدودة التي لم تتجاوز العشر دقائق، ما جعل الجمهور الكبير يأسف لعدم مشاركته اساسياً في المباراة. وأظهر المنتخب السوري في المقابل امتلاكه احتياطيين جيدين استطاعوا تجنيب فريقهم مأزق ارتكاب الأخطاء الكثيرة. وبرز خصوصاً حكمت حداد بسلاته الثلاثية التي بلغ عددها ثلاث لكنه خرج قبل النهاية بدقيقتين لارتكابه خمسة اخطاء. وكان افضل مسجل في المنتخب السوري عمر قصاص برصيد 23 نقطة، وفي المنتخب اللبناني روني صيقلي 25 نقطة. مباراتا اليوم وبات يتعين على المنتخب اللبناني الفوز في مباراتيه الباقيتين، ليضمن تأهله الى نهائيات كأس الأمم الآسيوية ال20، وتنتظره مباراة صعبة مساء اليوم الخميس تجمعه ونظيره الإيراني قبل ان يواجه منتخب الاردن. وتكرار عرضه السيء، اذا ما حصل، سيكون له تأثيرات سلبية اكبر حجماً. وكان المنتخب الإيراني أهدر فوزاً في متناوله امام السوريين في الثواني الأخيرة من لقائهما الأحد الماضي. ويملك الإيرانيون اسلحة الفوز كاملة لجهة نسبة التهديف العالية في الهجوم والصلابة الدفاعية وعناصر الإحتياط الجيدين وعامل الطول. من جهته، يتطلع المنتخب السوري الى اكمال عروضه القوية وانتزاع فوزه الثالث في البطولة، وسيقابل اليوم المنتخب الاردني... ولن تكون مهمته سهلة لا سيما ان الأردنيين لم يكشفوا اوراقهم كلها في مباراتهم الاولى امام العراق، حيث ابعد مدربهم مراد بركات خمسة لاعبين بارزين لأسباب تكتيكية. وربما يعني هذا خوض المنتخبين مباراة حذرة خصوصاً في الشوط الأول، علماً ان اسلوب اداء الطرفين متشابه لجهة الاعتماد على الاختراقات تحت السلة، غير ان فاعلية المنتخب السوري اكبر في التسديدات الثلاثية. ويصل اليوم الى بيروت منتخب سورية للسيدات ليلتقي نظيره اللبناني مساء، رداً للزيارة التي قام بها الفريق اللبناني لدمشق منذ نحو شهر.