القدس المحتلة - أ ف ب - اعلنت الاذاعة الاسرائيلية أمس السبت ان الرئيس الاسرائيلي عازر وايزمان ورئيس الوزراء ايهود باراك سيشاركان اليوم الاحد، في الرباط، في تشييع العاهل المغربي الحسن الثاني الى مثواه الاخير. وقالت الاذاعة استنادا الى مصادر شبه رسمية ان رئاستي الدولة ومجلس الوزراء فى الدولة العبرية لم يصدرا بعد بيانا رسميا بهذا الشأن بسبب عطلة يوم السبت. وكان من المقرر ان يلتقي باراك الحسن الثاني اثناء عودته من الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي كما فعل ذلك سلفه اسحق رابين في ايلول سبتمبر 1993 بعد توقيع اتفاقات اوسلو. الا ان باراك الذي اعتبر ان المغرب "مهم الى درجة يستحق فيها اكثر من توقف" قرر تأجيل مجيئه الى الرباط الى الشهر المقبل للقيام بزيارة رسمية. وكان من المقرر ان يشارك وزير الخارجية ديفيد ليفي، وهو من الرباط، في الوفد الاسرائيلي الذي كان سيقوم بزيارة المغرب. وامتدح وزير التنمية الاقليمية ومهندس اتفاقات اوسلو شمعون بيريز "مساهمة الملك الحسن الثاني الكبيرة في عملية السلام في الشرق الاوسط". وكان بيريز اول مسؤول اسرائيلي يلتقي رسميا كرئيس للحكومة عام 1986 الملك الحسن الثاني في ايفران في المغرب وهو الامر الذي اثار في ذلك الوقت غضب عواصم عربية عدة. لكن قبل ذلك بوقت طويل وبسرية تامة توجه وزير الخارجية الاسرائيلي موشي دايان متنكرا الى المغرب عام 1977 ليلتقي، برعاية الحسن الثاني، احد مستشاري الرئيس المصري الراحل انور السادات، لتحريك عملية السلام المصرية - الاسرائيلية. وفي العام 1982 وفي فاس في المغرب ايضا اعترفت القمة العربية التي عقدت هناك للمرة الاولى اعترافاً واقعياً بوجود دولة اسرائيل، وربطت ذلك بانشاء دولة فلسطينية. وأخيراً استقبل المغرب عام 1994 في الدار البيضاء اول مؤتمر اقتصادي للشرق الاوسط وشمال افريقيا. وفي العام نفسه تبادل المغرب واسرائيل مكاتب لرعاية المصالح. غير ان العاهل المغربي قرر تجميد مكتب رعاية مصالح بلاده في اسرائيل احتجاجا على تجميد عملية السلام ولا سيما على مسارها الفلسطيني، في عهد بنيامين نتانياهو. وفي الوقت الذي كان الحسن الثاني يدخل المستشفى في الرباط ظهر الجمعة كانت تدشن في اشدود على ساحل المتوسط غرفة التجارة المغربية - الاسرائيلية في مبنى بناه حرفيون اوفدهم الملك لتشييد بناء على طراز احد قصوره. ومن جهته حيا وزير الامن الداخلي الاسرائيلي شلومو بن عامي وهو ايضا من اصل مغربي الملك الحسن الثاني "الصديق والشريك لاسرائيل الذي كان متقدما على الدوام على بقية العالم العربي في السعي الى السلام".