أعلنت وزارة الخارجية الايرانية أسر اثنين من العسكريين الاتراك برتبة ضابط صف، إثر اصابتهما بجروح خلال مواجهة مع القوات الايرانية التي صدت هجوماً لقوات تركية شمال غربي إيران واجبرتها على التراجع، فيما اتهم الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني انقره باتخاذ "موقف مشبوه" من بلاده خلال الاضطرابات الطلابية التي شهدتها أخيراً، والادلاء بتصريحات مؤيدة للطلاب ترافقت مع عمليات عسكرية شنتها في الاراضي القريبة من الحدود بين البلدين. وأشار إلى رغبة انقره في "دعم مثيري الشغب وتوسيع رقعة عدم الاستقرار والاضطرابات الى مناطق ايرانية أخرى"، من خلال غارات جوية شنتها على الاراضي الايرانية الأحد. جاء ذلك غداة دعوة السيناتور الجمهوري سام براونباك رئيس لجنة العلاقات الخارجية للشرق الادنى وآسيا في مجلس الشيوخ الاميركي، إلى دعم الحركة الطلابية المؤيدة للديموقراطية في ايران، مشيراً إلى أن لا دليل على ان الرئيس محمد خاتمي في صدد احداث تغييرات في السياسات الاسلامية المتشددة لبلاده. وأفادت الخارجية الايرانية ان ثلاثة أفواج من المشاة التابعة للقوات التركية تدعمها الآليات والطائرات المروحية، توغلت مسافة كيلومترين داخل الأراضي الايرانية قبل ان يردّ الجيش الايراني بهجوم معاكس اجبرها على الانسحاب. وأعلنت الوزارة ان اثنين من العسكريين الاتراك برتبة ضابط صف أسرا إثر اصابتهما بجروح خلال مواجهة مع القوات الايرانية في قرية ترس آباد الحدودية شمال غربي إيران. واستدعت الخارجية الايرانية القائم بالأعمال التركي للمرة الثالثة في اسبوع وأبلغته غضب الحكومة من هذه الأعمال التي اعتبرتها خرقاً للأعراف الدولية ومبادئ حسن الجوار. وأكدت ان "صبرها بدأ ينفد إزاء التصرفات التركية". وهذه المرة الثانية التي تعلن فيها ايران انتهاك القوات التركية حرمة اراضيها خلال الأسبوع الجاري، بعدما اعلنت ان طائرات تابعة لسلاح الجو التركي قصفت قرى ايرانية الأحد الماضي. رفسنجاني وشكك رفسنجاني في خطبة الجمعة في جامعة طهران ب"الموقف المشبوه" لتركيا من التظاهرات الطلابية. واتهم انقره بالادلاء بتصريحات مؤيدة للمتظاهرين وبشن عمليات عسكرية في الاراضي الايرانية. ولم يستبعد رفسنجاني ان يكون الهدف من الغارة الجوية التي شنها الاتراك الاحد "دعم مثيري الشغب وتوسيع رقعة عدم الاستقرار والاضطرابات الى مناطق ايرانية اخرى". وربط أيضاً بين هذه الهجمات وتصريحات رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد التي دعم فيها التظاهرات الطلابية الاخيرة في ايران. ووصف أعمال العنف الأخيرة في العاصمة الإيرانية بأنها أكبر أزمة تمر بها البلاد، عازياً ذلك إلى "التعاون الخفي بين مناوئي الداخل وجهات أجنبية". وفي وقت أبدى تعاطفه مع طلاب جامعة طهران، ندد رفسنجاني بالشعارات التي اطلقت خلال التظاهرات ضد المرشد علي خامنئي خليفة آية الله الخميني. واشار الى ان هذه الشعارات شكلت "اهانة لمؤسسة رئيسية ومقدسة في النظام". كما اكد ان ايران تكبدت "اضراراً على الصعيد الاقتصادي اذ من شأن هذه الاحداث ان تظهرها وكأنها بلد محفوف بالمجازفات بالنسبة للاستثمارات الاجنبية". وأكد ان على الجميع انتظار نتائج التحقيق في الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى أنها ستعلن قريباً على الملأ. يذكر ان جامعة طهران شهدت اليوم تجمعات لوفود الجامعات الإيرانية التي تمثل الهيئات العامة للاتحادات الطلابية، حيث يعكف الطلبة على دراسة وضع آليات سلمية للتعامل مع الحكومة من أجل تنفيذ مطالبهم. ومن المتوقع أن يصدر الطلبة في نهاية لقاءاتهم بياناً يوضح هل ان مفاوضاتهم مع الحكومة قد توصلت إلى نتائج ملموسة.