فدوى فارس الحامد مصممة أزياء سعودية، درست العمارة الداخلية في جامعة الملك فيصل، وتعلمت الرسم على الحرير وعلى الخشب. وبالإضافة إلى ذلك درست خامات الأقمشة دراسة علمية وتعلمت طريقة صباغتها والرسم عليها. وشاركت في معارض داخل السعودية وخارجها. استهواها تصميم الأزياء أكثر من الفنون الاخرى التي اتقنتها لانه يجمع في مكوناته وادواته تلك الفنون كلها. تهتم فدوى بتصميم القطعة كاملة، وتولي عناية خاصة ببطانة الثوب، وتهتم أيضاً بالمظهر الخارجي له، لأن الزي عندها "ليس مجرد مظهر يرى من الخارج فحسب، فقبل تصميمي للقطعة ادرس الشخصية التي سأنفذ لها الموديل حتى أصل إلى ما يناسب مزاجها الخاص، فلا بد أن أتجرد من رؤيتي الشخصية ولا أحاول فرض ملاحظاتي على العميلة. وهذا يدعوني إلى القول انه ليس من الضروري لي كمصممة أزياء أن أحب كل قطعة أصممها، وفي المقابل يحلو لي أن ترى العميلة خيالها وذوقها في ما صممته خصيصاً لها". وتلعب مرونة شخصية العميلة دوراً كبيراً، في رأي فدوى، من ناحية مساعدة المصممة على الابتكار واختبار قدراتها في فهم العميلة وإرضائها من دون شرح مستفيض منها. ولذلك فإن معظم ابتكاراتها في الأزياء كانت لسيدات يتركن لها المجال. وتحاول فدوى التنويع في ازيائها والجمع أحياناً كثيرة بين ما هو تراثي، وبين ما هو صيحة في عالم الازياء. وتأخذ من قديم الزي السعودي وجديده في محاولة منها لاستثمار الاحساس المتوارث بالزي المحلي القديم في فتيات اليوم عندما يرتدين الجلابيات المحلية. وفي مهرجان الجنادرية الرابع عشر للتراث والثقافة، الذي اقيم في الرياض في شباط فبراير الماضي، أبدعت فدوى الحامد في طريقة تصميمها لأزياء عدد من المشاركات في المهرجان، حيث اتضحت سمة الجمع بين ازياء تراثية تواكب المناسبة وبين تصاميم والوان وأقمشة هي من احدث ما نراه في عروض الازياء العالمية. وصممت فدوى ايضاً في مهرجان الجنادرية الاخير ازياء الممثلات في المسرحية النسائية السعودية "اقبل الخير" التي عُرضت هذا العام كأول تجربة في المسرح النسائي السعودي. واستعارت من الازياء القديمة التي كانت ترتديها البدويات في نجد والحجاز شكل الاكمام الواسعة واغطية الرأس والهيئة الخارجية للزي التراثي للمرأة السعودية. وشغلت على الأثواب بعض الاكسسوارات المزخرفة بزخارف عربية. تقول المصممة عن تجربتها في ازياء تلك المسرحية: "كانت تلك نقلة مختلفة عن تصميم غيرها من الأزياء بالنسبة الي، فليس بالضرورة أن يكون الزي المقدم على المسرح جميلاً ومبتكراً، لكن من الضروري أن يكون تأثيرياً مطابقاً للمشهد المسرحي. ولقد عملت على أن تكون الأزياء مريحة لأن تعدد المشاهد وتلاحقها يستدعيان خفة في سرعة استبدالها، وهذا يبدو صعباً بالنسبة الى ممثلات مبتدئات وصغيرات تتراوح أعمارهن بين 15 و25 عاماً". وتضيف: "لقد وضعت سحابات أمامية خفية تسهل عملية التبديل حسب المشاهد المتتابعة. وهذه التصورات وغيرها لم تكن بمعرفتي لأنها تعد التجربة الأولى لي في تصميم أزياء للمسرح. لكن جلساتي مع المخرجة السعودية نورة السقاف التي أخرجت هذه المسرحية ومع مهندسة الإضاءة، منحتني رؤية مشتركة وناضجة الى ذلك النوع من الأزياء وأثر الإضاءة فيه، وعن تجميع الألوان في المشهد الواحد، واختيار أقمشة متنافرة تصنع ألفتها في عين المشاهد، وهكذا...". ومما يميز تصميمات فدوى الحامد أنها لا تتكرر في الزي نفسه، فربما تقص القصة ذاتها ولكنها تغير في القماش المستخدم، أو تصبغ القماش بألوان أخرى بحيث لا يتشابه ثوبان في فكرتهما. وتستهوي المصممة فدوى مغامرة جمع الألوان المتنافرة التي لا تتصور العين التقاءها ببعضها مع أنها عندما تلتقي تبدو مدهشة وجذابة وجديدة من حيث مظهرها العام. وتختار الحامد الحرير الطبيعي الأبيض للأزياء التي تعمل على تصميمها، وفي أحيان أخرى تجمع مع الحرير الطبيعي أقمشة أخرى مثل الجاكار أو الساتان أو الشيفون أو المخمل أو الكريب، وتصبغها باللون الذي ترغبه وترسم عليها ثم تصمم هيئة الزي الذي يناسب قماشها المصبوغ. وعن سبب صباغتها للقماش، تقول فدوى: "لا أجد في السوق أقمشة تلبي أفكار تصميماتي، واذا وجدتها فإن خامة كل قماش تختلف عن الأخرى. ولكن عندما أصبغ مجموعة من الأقمشة من خامات مختلفة لا يبدو هناك فارق بين الخامات بتوحيد اللون". وقد تجمع المصممة بين درجات متعددة للون الواحد على خامة واحدة من القماش. وتقول: "لم أخترع هذا الاسلوب، فالصباغة شيء عرفته المرأة السعودية قديماً عندما كانت تستخدم الزعفران والحناء وخامات أخرى من الطبيعة لصباغة الأقمشة". ومن ناحية أخرى تحاول فدوى الحامد الموازنة بين الجسم وبين القماش، فقابلية كل جسم تختلف عن الجسم الآخر من ناحية الارتياح لخامة دون غيرها، لذلك تبدو تصميماتها وروداً تفوح ألواناً تنسجم كثيراً مع رؤية من يرتدينها.