نيويورك - رويترز - جون فيتزجيرالد كينيدي الابن الذي تابع الاميركيون نموه من طفل يلعب تحت مكتب والده في البيت الابيض الى رجل كان يعتزم دخول المعترك السياسي، أصبح في عداد الاموات وهو في الثامنة والثلاثين من عمره. كان أكثر افراد عائلة كينيدي شعبية وأكثرهم جذباً للاضواء بعد والده الذي اغتيل عام 1963. ولو ان عائلة كينيدي اسرة مالكة في الولاياتالمتحدة لاستحق جون الابن لقب "الأمير الساحر"، بعدما اصبح بوسامته واتزانه وجاذبيته محط الانظار. ونظراً الى اهتمامه بالقضايا السياسية وقدرته على جذب الانتباه، كان يتوقع ان ينضم كينيدي الى عالم السياسة حيث ترك والده وجده وأعمامه وابناء عمومته بصماتهم0 ولد في 25 تشرين الثاني نوفمبر 1960 بعد ثلاثة اسابيع من انتخاب والده رئيسا. والتقطت الصحافة لكينيدي الابن الذي اطلق عليه اسم "جون جون" صورة شهيرة وهو يلعب تحت مكتب والده في المكتب البيضاوي. ومن اللحظات المؤثرة في جنازة الرئيس كينيدي عام 1963 مشهد جون الصغير ابن الثلاثة اعوام وهو يرتدي معطفاً أزرق وسروالاً قصيراً ويؤدي التحية اثناء مرور نعش والده الملفوف بعلم البلاد. وبعد ذلك انتقلت جاكلين كينيدي مع جون وكارولين الى نيويورك حيث أقامت في شقة واسعة في الجادة الخامسة التي تعد ارقى احياء المدينة. وظل الطفلان في نيويورك بعدما تزوجت والدتهما الثري اليوناني ارسطو اوناسيس الذي توفي عام 1975 بعد زواج دام سبعة اعوام. وحاربت جاكلين بقوة لحماية طفليها من الاضواء ولكن كلما كبر كينيدي زادت الرغبة في متابعة اخباره. وكان جون الابن شخصية محببة للصحف الشعبية والمصورين الذين كانوا يجدون متعة في التقاط صور له وهو يمارس الرياضة او يلعب كرة قدم مع اصدقائه في منتزه او يجوب شوارع المدينة على زلاجة. وتلقى جون تعليمه في مدرستي "سانت ديفيد" و"كوليجيات" في نيويورك وأكاديمية "فيليبس" في اندوفر ولاية ماساتشوستس قبل تخرجه من جامعة براون في بروفيدنس رود ايلاند عام 1983. ولعب جون الذي كان مهتما بالمسرح دوراً في مسرحية "الفائزون" للكاتب المسرحي الايرلندي برايان فريل التي قدمت خارج برودواي. وسافر الى زيمبابوي وجنوب افريقيا والهند حيث تلقى دروسا في الصحة العامة والتعليم في جامعة نيودلهي. وعمل مع والدته في شركتها الخيرية التي كانت تعمل على تحسين المدينة. وترك جون التمثيل بناء على طلب والدته. وهي خطوة قال انه ندم عليها. والتحق بكلية الحقوق في جامعة نيويورك وحصل على شهادته عام 1989. ولكنه لم ينجح في اختبار المحاماة مرتين. وفي المرة الثالثة نجح. وبدأ العمل كمساعد للنائب العام تحت رئاسة روبرت مورغينتاو النائب العام في مانهاتن عام 1989. وفاز جون بالقضايا الست التي تولاها. سرّ ابيه ومثل والده، كان جون الابن شخصية رومانسية وارتبط بنساء شهيرات. وأقام علاقة استمرت فترة قصيرة مع نجمة البوب مادونا ثم أقام علاقة طويلة مع الممثلة السينمائية داريل هانا الى ان نجحت كارولين بيسيت التي كانت مندوبة دعاية في كالفين كلاين، في الاستحواذ على قلبه بعدما كان أشهر عازب في الولاياتالمتحدة. وترك جون مكتب النائب العام في 1993. وأصدر عام 1995 مجلته الشهرية "جورج"، السياسية والثقافية والتي تتناول أخبار المشاهير. ونجح كمؤسس ورئيس تحرير المجلة. وأجرى مقابلات مع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وحاكم الاباما جورج والاس والدالاي لاما والملاكم الاميركي مايك تايسون الذي زاره جون في السجن في آذار مارس الماضي. ولكن حياته كانت ممزوجة بالالم فلم يفقد والده فحسب بل قُتل عمه السيناتور روبرت كينيدي عام 1968 عندما كان يسعى لترشيح نفسه للرئاسة عن الحزب الديموقراطي. وتوفي ابن عمه ديفيد بعدما تناول جرعة زائدة من الهيروين عام 1984. كما توفي ابن عمه مايكل في حادث تزلج عشية رأس السنة عام 1997. وقال جون في مقابلة: "انها عائلتي. ومرورنا بمصاعب او عقبات جعلت روابطنا اوثق". واهتم جون بالأعمال الانسانية والخيرية بما في ذلك رعاية مكتبة والده في ماساتشوستس وكثيرا ما حضر مع زوجته حفلات لجمع المال للاعمال الخيرية. الأميرة ديانا وكانت الاميرة الراحلة ديانا مطلقة الامير تشارلز ولي العهد البريطاني، أثنت على جون في مقابلة مع مجلة "نيويوركر" عام 1997، معربة عن أملها في ان يصبح ابنها الأمير وليام في مثل مهارته في التعامل مع الاضواء. وقالت: "ارجو ان يكبر وليام ليصبح في وسامة جون كينيدي الابن ويواجه الامور كما يفعل جون".