عرض الرئيس التركي سليمان ديميريل على إسرائيل إمدادها بملايين الأمتار المكعبة من المياه التركية سنويا في الوقت الذي "أهدى" فيه الفلسطينيين ثلاث سجادات تركية واحدة للمسجد الأقصى وأخرى لقبة الصخرة وثالثة للحرم الإبراهيمي في الخليل. ورحبت إسرائيل بالعرض التركي السخي الذي يحل مشكلة كبيرة للدولة العبرية التي لم تتوقف عن الشكوى من شح المياه التي تسرق معظمها من الآبار الجوفية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفاجأ ديميريل بعرضه السخي الإسرائيليين أنفسهم عندما طرح الموضوع على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ووزير خارجيته ديفيد ليفي. وقالت مصادر إسرائيلية أن الطرفين إتفقا على تشكيل لجنة خاصة لتبحث في إمكانية مد أنبوب مياه في أعماق البحر المتوسط بين تركيا وإسرائيل. ويدور الحديث عن أنبوب بطول 300 كيلومتر. ورجح خبير إسرائيلي في شؤون المياه هو شاؤول أريوزالوف أن يكلف الكوب الواحد إذا نفذ المشروع التركي فعلاً دولاراً ونصف الدولار الأميركي. وأعربت وزيرة البيئة الإسرائيلية داليا إيستيك عن معارضتها للمشروع، مشيرة الى أن تحلية مياه الشرب أقل كلفة من تمديد أنبوب مياه من تركيا. وقالت ايستيك في مقابلة إذاعية أن على إسرائيل ألا تعتمد على المياه التركية لأن العلاقات مع هذه الدولة يمكن أن تتغير. وطرحت قبل نحو ثلاث سنوات فكرة نقل مياه من تركيا الى إسرائيل عبر بالونات كبيرة عن طريق الجو الا أن هذه الفكرة لم تخضع للتجربة حتى الآن.