يحيي القبارصة اليونانيون اليوم الذكرى الخامسة والعشرين للانقلاب الذي قام به القوميون في نيقوسيا بتحريض من النظام العسكري الحاكم آنذاك في اثينا والذي ادى بعد ذلك بخمسة ايام، الى تدخل تركي في شمال الجزيرة ادى الى قيام "جمهورية شمال قبرص التركية". واكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى ممارسة اي ضغوطات على تركيا او اليونان في ما يتعلق بالملف القبرصي. نيقوسيا، أثينا - أ ف ب - تنطلق صفارات الانذار فجر اليوم الخميس في مختلف انحاء الشطر الجنوبي اليوناني من قبرص لاحياء الذكرى ال 25 للانقلاب الذي قام به القوميون. لكن اي احتفالات رسمية ليست مقررة في المناسبة باستثناء قداديس خاصة تقيمها الاحزاب والحركات الاجتماعية للصلاة على ارواح ضحايا الانقلاب. ولا تزال الايام الستة التي غيرت مجرى التاريخ في قبرص تشكل مصدر قلق وانشغال مستمر للامم المتحدة التي تنشر قواة لحفظ السلام بين شطري الجزيرة المقسمة، فيما لا تزال قراراتها المطالبة بإعادة توحيد الجزيرة حبراً على ورق. ستة ايام قاتل خلالها القبارصة، ليفيقوا على انزال دبابات برمائية تركية على السواحل الشمالية للجزيرة في 20 تموز يوليو 1974. وادركوا حينها انهم قدموا الى تركيا على طبق من ذهب الحجة التي طالما انتظرتها لتضع قدميها على هذه الجزيرة، متذرعة بحقها في حماية القبارصة الاتراك الذين تمكنوا في النهاية من تحقيق حلمهم في التقسيم الذي كانوا يطالبون به منذ الخمسينات. وبدات الاحداث في 15 تموز يوليو عندما اطاح انقلاب قام بتحريض من كولونيلات اثينا بالرئيس القبرصي الاسقف مكاريوس الذي طالب بانسحاب القوة اليونانية التي كانت تساند معارضيه الذين يدعون الى الوحدة مع اليونان. وعمت الفوضى والمذابح الجزيرة واختار العسكريون الصحافي اليميني المتطرف نيكوس سامسون لمنصب "الرئيس" الذي لم يشغله سوى ثمانية ايام. وبذل الاسقف مكاريوس جهودا حثيثة في لندن ثم في نيويورك لمنع تدخل تركيا لكن في 20 تموز يوليو ، ارسل رئيس الوزراء التركي انذاك بولند اجاويد قواته لتحتل في ثلاثة ايام فقط 27 في المئة من مساحة الجزيرة. وادت هذه "الكارثة" بالنسبة الى اليونانيين، الى سقوط النظام العسكري الحاكم في اثينا واتباعه في نيقوسيا. وواصل الجيش التركي تقدمه واستولى في 15 اب اغسطس على منطقة فاماغوستا شرق التي فر سكانها القبارصة اليونانيون الستون الفا. ومنذ ذلك الحين اصبح الجيش التركي يحتل مساحة 37 في المئة من الجزيرة. وفي 1983 اعلن القبارصة الاتراك الذين انضم اليهم مهاجرون من تركيا، جمهوريتهم التى لا تعترف بها سوى انقرة. دموع وشموع ولكن ... وبعد مرور 25 عاماً، يحيي القبارصة اليونانيون بالشموع والدموع والاناشيد ذكرى غزو "ارض الاجداد" الذي يعتبر من بين "الكوارث" اليونانية مع سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين 1453 وطرد اليونانيين من سميرنا ازمير على ايدي قوات اتاتورك 1922. وتندد الخطب السياسية التي أُلقيت في هذه المناسبة ب "خيانة" الذين كانوا السبب في الهزيمة مع تضاؤل فرص عودة الحال الى ما كانت عليه، اذ يرى المحللون ان الوقت يلعب في صالح تركيا التي تريد "اضفاء شرعية" على الامر الواقع. وبقيت قرارات الاممالمتحدة حتى الآن حبراً على ورق اضافة الي جهودها لإعادة توحيد الجزيرة في اطار دولة فيديرالية من منطقتين ومجموعتين. الا ان القبارصة الاتراك يرفضون التحاور على اساس انهم مجموعة ويطالبون بمعاملة "جمهورية شمال قبرص التركية" كدولة ذات سيادة. ويُعوِّل القبارصة اليونانيون في المقابل، على انضمام شطرهم الى الاتحاد الاوروبي باعتباره عاملاً مساعداً في ايجاد حل يكفل للشطرين الامن والرخاء. أميركا لا تتدخل واكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس ان الولاياتالمتحدة لا تسعى الى ممارسة اي ضغوط على تركيا او على اليونان في ما يتعلق بالملف القبرصي. وصرح في اثينا في ختام محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتيس امس، بأن "ما نفعله هو تشجيع اليونان وتركيا على ايجاد وسيلة لتسوية خلافاتهما". وختم بأن "الولاياتالمتحدة لا تسعى ابداً الى ان تكون حكما او الى ممارسة اي ضغط على اي من الحكومتين".