دشن حزب العمال الكردستاني مرحلة جديدة من نشاطه السياسي والعسكري تتلاءم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على قيادته، بعد اصدار محكمة أمن الدولة التركية حكم الاعدام على زعيمه عبدالله أوجلان. وتتسم هذه المرحلة بتكثيف النشاط في كردستان العراق أو توجه الحزب الى إحداث اختراق سياسي - عسكري في هذه المنطقة، ينسجم مع تشكيلته الجديدة التي انشأت فرعاً لحزب العمال في العراق تحت اسم "حزب العمال الكردستاني - الجنوب". وجاء تأسيس الفرع العراقي لحزب العمال لإضفاء الشرعية على النشاطات العسكرية والسياسية للحزب ضد الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، التي بدأت تركز على مهاجمة القرى الواقعة في الشريط الحدودي المحاذي لتركيا. وانتخب حزب العمال خليل اتاج، المعروف باسم "أبو بكر"، مسؤولاً عن فرع الجنوب، وهو قائد عسكري وعضو في اللجنة المركزية ل"الكردستاني". وأكدت مصادر كردية رفيعة المستوى ان هذا التحول جاء بعد فشل محاولات أطراف ايرانية متنفذة، قريبة الى "الحرس الثوري" لجمع حزب بارزاني مع حزب العمال. ورفض "الديموقراطي" الوساطة الايرانية بناء على معطيات تؤكد حصول حزب العمال على دعم عسكري ولوجستي واسع من تلك الأطراف، بخاصة بعدما شن هجومين كبيرين على مقرات للديموقراطي الكردستاني في كلي حاج ابراهيم وسي تشومان وكادر، يعتقد أنهما انطلقا من مدينتي بيرانشهر واشنويه الايرانيتين. وتشير تقارير موثوق بها الى أن المدينتين أصبحتا تشكلان موقع انطلاق لمقاتلي حزب العمال لتنفيذ عملياتهم العسكرية ضد الحزب الديموقراطي. وكان بيان أصدره حزب بارزاني في الخامس من تموز يوليو الجاري، أكد اعتقال مجموعات انتحارية تابعة لحزب العمال، اعترفت بأنها انطلقت من مدينة بيرانشهر. يذكر أن تنسيقاً أمنياً بين تركيا وايران أفضى الى "تطهير" المناطق الحدودية المشتركة من "قواعد" لحزب العمال. وازيل معسكران له في منطقتي سيرو وبارزكان بعد لقاء تركي - ايراني أواخر نيسان ابريل الماضي. وعلمت "الحياة" ان طائرات هليكوبتر تركية طاردت الى داخل الأراضي الايرانية مجموعات من حزب العمال من دون تدخل عسكري ايراني. وتتوقع مصادر كردية ان يلجأ حزب العمال الى تكتيك العمليات التخريبية داخل المدن الكردية الكبيرة في شمال العراق كأربيل ودهوك، أو شن عمليات عسكرية خاطفة من المخابئ التي يلجأ اليها مقاتلو الحزب في مثلث خواكورك الوعر، تستهدف شريط القرى الحدودية المحاذية لتركيا.