حضت الولاياتالمتحدة مواطنيها على "تجنّب السفر الى مدينة صيدا، عاصمة الجنوب اللبناني، والى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المجاورة لها، بسبب تهديد للأميركيين جاء من منطقة صيدا، لم يتمّ تحديد صدقيته". ورفضت وزارة الخارجية اللبنانية التعليق على التحذير الذي ورد في بيان للخارجية الأميركية، فيما اعتبرت مصادر رسمية لبنانية ان التحذير "رسالة مبطّنة الى الدولة اللبنانية تحضّها على ضبط الوضع الأمني في المخيمات، وعلى دخولها"، خصوصاً ان البيان اعتبر "المخيمات الفلسطينية خارج نطاق سيطرة الحكومة اللبنانية". وكان موضوع دخول السلطة اللبنانية المخيمات، طرح على نطاق ضيّق قبل أسابيع، اثر ازدياد حوادث أمنية في مدينة صيدا نسبت الى عناصر متشددة لجأت الى المخيم. ومن هذه الحوادث اغتيال أربعة قضاة مطلع الشهر الماضي في صيدا. وعلمت "الحياة" ان المشاورات بين السلطات اللبنانية ودمشق أفضت الى نصيحة سورية بتجنّب الصدام مع الفلسطينيين عبر دخول المخيم في هذه المرحلة. كما ان فاعليات في صيدا اعترضت على اتهام مخيّم عين الحلوة بايواء المسؤولين عن الحوادث الأمنية. وجاء البيان الذي أصدرته الخارجية الأميركية ليل الجمعة في اطار البيان الدوري الذي تصدره الى الأميركيين الذين يسافرون الى لبنان، بوجوب التزام اليقظة في تنقلاتهم، وهو تحذير تصدره الولاياتالمتحدة كل ستة شهور، منذ رفعها الحظر عن سفر مواطنيها الى لبنان قبل نحو سنتين. وأضيف الى البيان الدوري التحذير المتعلق بصيدا، اذ اعتبر ان الوضع الامني فيها "تدهور أخيراً بما في ذلك إصدار تهديد ضد الأميركيين من منطقة صيدا لم يتمّ تحديد صدقيته، لذلك يتمّ تحذير الأميركيين من السفر الى المدينة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين المجاورة لها، الى ان يستقرّ المناخ الأمني". وكان بيان صدر في صيدا في 28 الشهر الماضي باسم "جيش تحرير المقدسات" هاجم السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد ساترفيلد. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" آنذاك ان لا وجود لمنظمة من هذا النوع. وعلّق أمين سر قيادة حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات في لبنان سلطان ابو العينين الموجود في مخيم عين الحلوة ل"الحياة" على التحذير الأميركي بعد ظهر امس، فأبدى أسفه لصدوره. وقال: "ان الزوار الاجانب يأتون الى المخيمات منذ عشر سنين ولم يتعرّض أي منهم الى أي كلمة أو سؤال، الا اذا دخل أحدهم بمفرده وصادف أن سأله أحد عمن يريد وماذا يريد. غالباً ما يأتينا الزوار بالتنسيق مع جهة فلسطينية في المخيم تعنى بالوضع الاجتماعي أو الانساني، ولم يسجّل في المخيمات أي اعتداء على أي أجنبي". وأضاف: "حين حصلت جريمة القضاة الأربعة التي أدنّاها وجّهوا الأنظار نحو المخيم عين الحلوة والى الأصوليين فيه وهذا ظلم. نحن اتخذنا إجراءات لإعادة تنظيم أوضاعنا ميدانياً داخل المخيم في شكل يحفظ أمنه ويطمئن الوافدين اليه، خصوصاً اننا ضيوف في لبنان ولا نريد ان يشعر أحد بأن هناك أي إساءة. نريد ان يثبت أي كان ان ضيفاً زار المخيم وتعرّض لأي سوء". وعن البيان الذي صدر باسم "جيش تحرير المقدسات" قال: "حوله علامات استفهام كثيرة، فمن قال انه صدر من صيدا؟ يمكن أياً كان ان يصدر بياناً من قبرص ويقال انه من صيدا، وليست هناك جهة فلسطينية أو عاقلة تقبل بزجّ المخيمات في مواقف كهذه أو ان تتلطّى بالمخيمات. نحن نريد مساعدة العالم كله، ثم ان الأفرقاء اللبنانيين انتقدوا السفير الأميركي بشدة، فلماذا صدور بيان مجهول يؤدي الى اتهام الفلسطينيين؟". وأعربت النائبة عن مدينة صيدا بهية الحريري عن استغرابها ما جاء في بيان الخارجية الأميركية، معتبرة انه "يصبّ في خانة زعزعة الوضع الأمني لصيدا". ودعت الادارة الأميركية الى "معاودة النظر في هذا الموقف المستغرب".