وافق المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي عقد أمس الاحد في الدوحة بالاجماع على تمديد ولاية الرئيس الحالي للفيفا السويسري جوزيف بلاتر لمدة سنة واحدة تنتهي عام 2007 كما اقر تعديلات على لوائح الفيفا وقدم تقريرا ماليا ايجابيا. ويأتي قرار التمديد لتحاشي اجراء الانتخابات الرئاسية على هامش مونديال 2006 في المانيا بعد ما رافق ذلك من مشاكل واتهامات متبادلة قبل وخلال وبعد الانتخابات الاخيرة في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان ما القى بظلاله على المباريات وافسد بهجة المونديال الاسيوي خصوصا في البداية. وقد اتهم معارضو بلاتر آنذاك خصوصا الاتحاد الاوروبي وعلى رأسه السويدي لينارت يوهانسون الاول بالفساد ووجهوا اليه تهمة رشوة بعض الاتحادات للفوز برئاسة الفيفا عام 1998 على هامش مونديال فرنسا عندما تفوق على يوهانسون بالذات، قبل ان تبرأه احدى المحاكم السويسرية لاحقا. يذكر ان فكرة عدم اجراء الانتخابات الرئاسية على هامش كأس العالم ليست جديدة لكنها لم تتم لانها لم تشكل مشكلة سابقا عند البرازيلي جواو هافيلانج في سدة الرئاسة لان ولايته كانت تجدد دائما بالاجماع لعدم وجود مرشح قوي لمنافسته على هذا المنصب وذلك لفترة امتدت 24 عاما من 1974 الى 1998. وشكر بلاتر ثقة المشاركين به في المؤتمر وقال: اشكركم على الثقة التي منحتموني اياها وانا واثق ان قراركم يؤكد ان عائلة الفيفا بخير ومتضامنة اكثر من اي وقت مضى . وشارك في المؤتمر مندوبو 204 دول منضمة الى اسرة الاتحاد الدولي ناقشوا خلاله جملة امور اخرى ابرزها ادخال تعديلات جذرية على لوائحه الموضوعة منذ مائة عام والتي ستدخل حيز التنفيذ في مطلع يناير المقبل ليتصادف ذلك مع الذكرى المئوية مع تأسيس الاتحاد الدولي للعبة وتحديدا في 21 مايو عام 1904. وحجب التصويت على 8 دول من اصل 204 وهي انتيغوا لاستبعادها من عائلة الفيفا حتى اشعار اخر، بالاضافة الى افغانستان وبوتان والرأس الاخضر وجيبوتي وغينيا بيساو والنيجر وجزر تركس وكايكوس لانها لم تشارك في المسابقات الرسمية للفيفا في السنوات الاخيرة. وتهدف التعديلات التي طرأت على لوائح الفيفا الى المحافظة على القيم التي ميزت الاتحاد الدولي في السنوات التسع والتسعين الاخيرة منذ ان ابصر النور في باريس وتحديدا في 21 مايو عام 1904. وقال بلاتر في هذا الصدد: لا لوائح اخرى تعبر عن معنى وقيم واهداف الفيفا اكثر من اللوائح الجديدة . واقر المجتمعون القرار الذي تبنته اللجنة التنفيذية للفيفا الجمعة الماضية والذي يتعلق بالقوانين المرتبطة باللاعبين الذين دافعوا عن الوان احدى الدول، وبسبب ظروف استثنائية قد يمثلون دولة اخرى في المستقبل، وقرروا ان اي لاعب يمثل دولة معينة في فئات الناشئين (تحت 17 عاما) والشباب (تحت 20 عاما) يستطيع ان يدافع عن الوان دولة اخرى في المستقبل، لكنه لا يستطيع تمثيل دولة ثانية في حال كان ضمن المنتخب الاول لاحدى الدول. كما اعرب المؤتمر عن رضاه التام على النتائج المالية التي اصدرها الفيفا للفترة الممتدة من 1999 الى 2002 بعد التقرير المفصل الذي تقدم به رئيس الاتحاد الارجنتيني رئيس اللجنة المالية خوليو غروندونا محللا الاجراءات التي اتخذها الاتحاد في هذا الصدد. وعقد بلاتر مؤتمرا صحافيا اعرب فيه عن ارتياحه لما تم اقراره مشيرا الى ان المؤتمر اكد مرة اخرى التضامن الكامل لعائلة كرة القدم انا رجل سعيد خلافا لما كانت عليه الحال في المؤتمر الاخير في سيول لان عائلة الفيفا اكثر تضامنا الان من اي وقت مضى وبدا ذلك واضحا من خلال الاجماع على جميع القرارات التي اتخذت اليوم . واوضح لقد تمت مناقشة جميع الامور بروح رائعة وبالتالي اسفرت عن نتائج ايجابية وانا اعتبر انه يوم تاريخي لكرة القدم . وتابع لقد تخطت عائلة الفيفا المطبات التي مرت بها عام 2002 وهي اقوى بكثير حاليا . والمح بلاتر الى امكانية التفكير مجددا باقامة المونديال كل سنتين او ثلاث سنوات خصوصا بعد اعتماد مبدأ المداورة بين القارات وقال: عندما تقدمت بفكرة تنظيم المونديال كل سنتين لم تلق فكرتي التجاوب فوضعتها على الرف، لكن الامور قد تتغير في المستقبل خصوصا بعد اعتماد مبدأ المداورة الذي سيعني ان كل قارة ستنتظر 24 عاما ليأتي دورها وبالتالي فانها قد تطالب باقامة كأس العالم كل ثلاث سنوات وهي فكرة طرحت في اآاونة الاخيرة من البعض . واعتبر ان كرة القدم في العالم العربي تطورت كثيرا في السنوات العشرين الاخيرة لكنه طالب بالصبر والعمل من اجل بلوغ القمة والمنافسة على البطولات العالمية وضرب مثالا بانجلترا التي هي مهد كرة القدم ولم تفز بكأس العالم سوى مرة واحدة عندما استضافت البطولة عام 1966.ورأى ان الوضع المالي للفيفا صلب جدا وجميع التعهدات التي قدمت قبل مونديال 2002 نفذت او في طريقها لان ترى النور .