اعتبر وزير التعاون الدولي الفرنسي شارل جوسلان ان "الوقت حان لاستعادة السودان مكانته كاملة في المجتمع الدولي ولعب دور تمليه كثافته السكانية وموقعه الجغرافي وقدراته الاقتصادية". ورأى ان عمليات المعارضة العسكرية فرصها "ضئيلة في زعزعة النظام السوداني". عقد الوزير الفرنسي المفوّض للتعاون شارل جوسلان في باريس أمس جلسة محادثات مع وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، عكست تحولاً ايجابياً صريحاًً في العلاقات بين البلدين، بعد حذر لازم الموقف الفرنسي في السودان حتى الآن. وقال جوسلان أن السودان "بلد ضخم وله موقع استراتيجي مميز. نحن نتابع بإهتمام كبير تطورات الوضع الداخلي السوداني وخصوصا علاقاته مع الدول المجاورة، وأكدت لوزير الخارجية السوداني مدى تقديرنا هذه التطورات، الداخلية والخارجية على حد سواء". وأعرب جوسلان عن اعتقاده ان "الوقت حان لكي يتمكّن السودان من استعادة مكانته كاملة في المجتمع الدولي ولعب الدور الذي تمليه كثافته السكانية وموقعه الجغرافي وقدراته الاقتصادية، من أجل تطوير المنطقة والمساهمة في الاستقرار والسلام". وأكدّ استعداد فرنسا، للعمل من اجل تحسين العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والسودان "وأتمنّى أن يسمح لنا تطور الوضع الداخلي في السودان بالانتقال سريعاً، الى بحث ملف الاجراءات المفروضة على السوادن من جانب الاتحاد الاوروبي أملاً في رفعها". وأشار الى احتمال انضمام الجانب السوداني الى اتفاقية لومي، "على رغم ان هذه المسألة تتطلّب بعض الوقت للتفكير". وأشار الى أن فرنسا تسعى الى اقناع شركائها الغربيين، بأن العمليات العسكرية في جنوب السودان، لها أمل ضئيل في زعزعة استقرار النظام في الخرطوم، ولكنها كفيلة بالتأكيد بفرض "معاناة على المدنيين الذين يعدون ضحيتها الاولى". ورأى أن "من الأفضل عدم الاستمرار في تشجيع الحركات التي تعمل على ابقاء المنطقة بأكملها في حالة من عدم الاستقرار". وذكر جوسلان انه أبلغ اسماعيل ايضاً انه "اذا استمر وضع الديموقراطية وحقوق الانسان في السودان، في التطور، فستكون هناك امكانية للتفكير في انضمام السودان الى الدول التي تحظى بأولوية في التضامن، والتي تقيم معها فرنسا علاقات مميّزة". وصرّح اسماعيل من جانبه بأنه وضع الوزير الفرنسي في صورة "الوضع القائم في السودان، سواء على صعيد الملّف الاقتصادي أو التطورات الدستورية والسياسية وعلاقاتنا الخارجية". والدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا لتطوير علاقات السودان مع المجموعة الاوروبية والمجموعة الفرنكوفونية. وقال ان "هذه الأمور كانت موضع تفهّم وترحيب". وأضاف "سنعمل معا لكي تستمر التطورات الحالية في السودان وتكتمل باحلال السلام في جنوب السودان وتأكيد وتثبيت التطورات الدستورية، كما سنسعى معاً لمعالجة الملفات السودانية سواء مع الاتحاد الاوروبي أو المؤسسات الدولية". وعن الحوار الدائر في السودان بين الحكومة والمعارضة قال اسماعيل ان هذه المسألة أثيرت خلال اللقاء مع جوسلان نظراً لإهتمام الحكومة الفرنسية، و"نحن أكدّنا له أننا مكملون على هذا الطريق وحريصون جداً على ايصاله للنجاح". وفي القاهرة "الحياة" اعلن ان اسماعيل سيصل الى العاصمة المصرية تلبية لدعوة من نظيره السيد عمرو موسى. ويبحث الوزيران، خلال الزيارة التي تعد الثانية في غضون اسبوعين في سير العلاقة بين البلدين واستكمال استعادة الممتلكات المصرية في الخرطوم وملف تحقيق الوفاق الوطني السوداني.