تبدأ في أسمرا اليوم اجتماعات حاسمة لقيادة تجمع المعارضة السودانية ينتظر أن تركز على مشروع الحل السياسي الذي سيطرحه زعيم حزب الامة الصادق المهدي في ضوء تفاهمه مع رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي في شأن المصالحة، وقضية اعادة النظر في هيكل قيادة التجمع في الخارج. راجع ص 5 ويشارك قادة فصائل التجمع الوطني الديموقراطي في اللقاء اذ وصل الى اسمرا كل من المهدي ورئيس التجمع رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني. وافادت مصادر مطلعة في قوى المعارضة أنه كان متوقعاً ان يصل رئيس "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق خلال ليلة أمس. ويأتي الاجتماع بعد توتر وتبادل اتهامات وملاسنات وإثارة شكوك بين فصائل التجمع إثر اجتماع المهدي مع الترابي في جنيف بداية الشهر الماضي. وأقرّ قياديون بأن الاجواء السابقة لاجتماعهم مشحونة بالتوتر، لكنهم استبعدوا انهيار الاجتماع او فضّه فجأة لأن أكثر مواضيعه حساسية في نظر القيادة وهو موضوع تقليص صلاحيات الميرغني وخفض مستوى التمثيل في الخارج ستطرح في الاجتماع لكنها ستحال على المؤتمر الثاني للتجمع الذي أرجئ عقده مرات عدة بسبب هذا الامر وقضايا أخرى. ويبدأ قادة المعارضة السودانية اجتماعهم، اليوم، وهم منقسمون الى ثلاث معسكرات جوهر تمايزها هو الحوار مع الخرطوم، لكن المراقبين يتوقعون ان يسعى القادة الى اظهار وحدتهم في ظل تأثير خلافاتهم في موقفهم امام الدول وامام مؤيديهم. ويبدو أن موقف قرنق الذي احيط بغموض متعمد سيكون مفتاحياً في الخلاف لأنه يمسك بالتوازن القائم ويحدد رجحان كفة على الاخرى. ولا يمانع الحزبان الكبيران، الامة والاتحادي، الدخول في مفاوضات مع الحكومة مع اختلاف في التفاصيل، لكنهما يختلفان على التوقيت وشروط الحوار ويتنافسان على كسب ود قرنق والفصائل الصغيرة الاخرى. من جهة أخرى، أطلقت الشرطة السودانية عدداً من ناشطي المعارضة في الخرطوم أمس بعد احتجاز استمر ساعات إثر عقد قادة تنظيم جديد مؤتمراً صحافياً اعتبرته السلطات تجمعاً غير مشروع. وهاجمت شرطة النظام العام مكتب المحامي عبدالمجيد إمام في امدرمان حيث عقد المؤتمر الصحافي لإعلان اندماج اربعة تنظيمات في تنظيم جديد عرف باسم "جبهة القوى الديموقراطية" جاد. واعتقلت الشرطة عدداً من الحضور بينهم إمام رئيس الجبهة الجديدة، والمحامي غازي سليمان والقيادي الجنوبي توبي مادوت اللذان اندمجت حركتاهما في الجبهة، ومحمد اسماعيل الازهري نجل الرئيس السوداني السابق. وبدأ مساء أمس الافراج عن المعتقلين في قسم شرطة حي العرضة في امدرمان بالضمان بعد تعهدهم الحضور الى القسم للتحقيق.