استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك ظهر أمس في قصر الأليزيه رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في وقت قال مصدر ديبلوماسي غربي ل"الحياة" أمس أن الإدارة الأميركية والمسؤولين الفرنسيين يبحثون في استمرار ومنذ نحو سنة، في شأن جنوبلبنان وانسحاب "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، من جزين. وان هذه الإتصالات سبقت الإنتخابات التي أجريت في إسرائيل أخيراً وأدّت إلى فوز أيهود باراك برئاسة الحكومة الإسرائيلية. فقد عقد شيراك والحريري جلسة محادثات استمرت ساعتين وربع الساعة، تناولت الأوضاع في لبنان وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد التغيير الذي حصل في اسرائيل، ولم يدل الحريري بتصريح على الأثر. وكانت الولاياتالمتحدة أكدت للفرنسيين ان إسرائيل ستنسحب من جزين ولاحظت "حذراً كبيراً لديهم حيال مثل هذا الإنسحاب، كون فرنسا كانت تشكك في نيات رئىس الحكومة الإسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو، وكونها تبدي تخوفاً مستمراً من ان تعتبر سورية ان هدف الإنسحاب من جزين التوصل الى اتفاق منفرد مع لبنان". وقال المصدر ان فرنسا "أبدت تحفظاً دائماً عن هذا الإحتمال، ما أدى الى حذر كبير ترافق مع تجنب الإدلاء بأي موقف علني لدى حصول الإنسحاب، خصوصاً أن العلاقات الفرنسية مع كل من سورية ولبنان ليست في افضل حال، منذ خروج رئىس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري من الحكم". وأضاف "ان فرنسا تصرّ على أداء دور مهم في جنوبلبنان وفي المفاوضات على المسارين اللبناني - الإسرائيلي والسوري - الإسرائيلي، لذلك وفور تشكيل باراك حكومته، فإنها ستعمل على التحرك لبناء علاقات جيدة معه، وربما لتجاوز مرحلة البرودة مع لبنان وسورية، من اجل اداء دور معيّن على المسارين". وأكد المصدر "ان الإنسحاب من جزين ليست له علاقة بانسحاب إسرائيل من جنوبلبنان، لأن القرار به اتخذه الجانب الإسرائيلي قبل سنة، وأبلغه إلى الجانب الأميركي الذي عمل بدوره على إثارته مع الفرنسيين فأبدوا قلقاً وتخوفاً من رد الفعل السوري. وهذا ما جعل فرنسا تعتمد موقفاً حذراً متجنّبة اتخاذ أي موقف علني حرصاً على علاقات مستقبلية أفضل مع سورية ولبنان". وتابع المصدر "في حال قررت فرنسا العودة عن تجميد دعوتها الرئىس اللبناني إميل لحود إلى القيام بزيارة دولة لباريس، فان ذلك سيكون مؤشراً الى رغبة الرئيس الفرنسي جاك شيراك في التحرك للقيام بدور طالما رغب في أدائه على المسارين". وأشار الى ان "الإنسحاب من جزين يعتبر بمثابة خطوة اختبار ثقة بين اسرائيل وكل من لبنان وسورية، في انتظار استئناف المفاوضات، وهذا ما أكده باراك للإدارة الأميركية". ونقلت مصادر غربية ل"الحياة" عن مسؤولين إسرائيليين "ان الإنسحاب من جزين خطوة منفردة ولا علاقة لها بما تعتزم إسرائيل القيام به بالنسبة الى جنوبلبنان، وأنها غير مرتبطة بأي خطوة اخرى لإسرائيل في الجنوب". وذكرت "انه متخذ منذ مدة طويلة، وأن لا علاقة له بمنطقة الحزام الأمني". وتابعت ان باراك سيعاود المفاوضات مع كل من سورية ولبنان بعد تشكيل حكومته الإئتلافية". وقال المصدر الغربي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين "ان قائد "الجنوبي" اللواء انطوان لحد سيبقى في إسرائيل مدة، لكنه سينتقل لاحقاً إلى فرنسا حيث تقيم عائلته، للإنضمام إليها".