بالتوازي مع نشاطات عدة تقوم حالياً في لندن من حول الفنون والثقافة في ايران، ينظم "معهد الفيلم البريطاني" في قاعة "ناشنال فيلم ثياتر" موسماً للسينما الايرانية يستمر شهري حزيران يونيو وتموز يوليو، تحت عنوان "الحياة والفن: السينما الايرانية الجديدة". وهذا الموسم الذي هو، لحد علمنا، الأول من نوعه وفي كثافته، في أوروبا، يقترح على المتفرجين بانوراما شاملة تعرض العدد الأكبر من الافلام الجيدة التي حققت في ايران خلال السنوات الأخيرة. ومن بين هذه الافلام شرائط سبق ان اشتهرت لعرضها في مهرجانات عالمية وعلى شاشات التلفزة الأوروبية، ونيلها جوائز متنوعة، منها "السعفة الذهبية" في دورة مهرجان كان للعام 1997 الفيلم "طعم الكرز" من اخراج عباس كياروستامي، الذي فاز بالجائزة مشاركة مع فيلم ياباني، في تلك الدورة. إذا، هي أفلام سبقتها شهرتها، لمخرجين بات بعضهم اسماء راسخة في السينما العالمية المعاصرة. اذ من كياروستامي الى محسن ماخمالبوف الى داريوش مهرجيو وسميرة ماخمالبوف، ومسعود كيميائي، ونحو دزينة اخرى من الاسماء، ستأتي السينما الايرانية لتكشف، في شمولية منطقية، سر تلك السينما التي عرفت، بمواضيعها البسيطة، ووسط ظروف القمع والتشدد التي تحيط بها في بعض الاحيان، عرفت كيف تفرض حضورها وتبرز كواحدة من أغنى السينمات في بلدان العالم الثالث. نقول هذا وفي الذهن أفلام مثل "أين منزل صديقي؟" و"سائق الدراجة" و"طعم الكرز" و"نرجس" و"سيدة شهر أيار" و"زينات" و"التفاحة" وخصوصاً "باشو الغريب الصغير" و"أطفال الفردوس" لمجيد مجيدي و"البالون الأبيض" لجعفر باتاهي، عن سيناريو لعباس كياروستامي، وهي كلها بعض ما يقدمه الموسم، الذي - بالإضافة الى هذا - سيقدم ندوات سجالية حول هذه السينما التي لا تتوقف عن إثارة الدهشة والإعجاب في العالم أجمع.