يعود المخرج الإيراني عباس كياروستامي إلى مهرجان «كان» بفيلمه الأخير «نسخة طبق الأصل»، وسيشارك الفيلم في المسابقة الرسمية بعد ثلاثة عشر عاماً من فوز كياروستامي بالسعفة الذهبية عن فيلم «طعم الكرز». والفيلم الذي قامت ببطولته الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، هو الأول الذي صوره كياروستامي خارج إيران، ما دفع ببعض الصحف هنا إلى طرح الأسئلة حول «إيرانية» فيلم كياروستامي. وقال كياروستامي في لقاء مع جريدة «شرق» الإصلاحية في إيران، إن فيلمه «ليس إيرانياً»، وأضاف أنه كان يود الذهاب إلى مهرجان «كان» بفيلم إيراني، معلناً في الحين نفسه أنه سينجز شريطه المقبل في إيران. ويحكي العمل الأخير لكياروستامي، والذي صور بين إيطاليا وفرنسا، قصة عودة مترجم إلى فلورنسا بعد أربع سنوات من نيله جائزة فيها، وعند وصوله إلى المدينة يلتقي بمديرة غاليري لوحات فنية (جولييت بينوش)، وهنا، تبدأ الحكاية مع النسخ طبق الأصل. من جهة أخرى، عادت قضية توقيف المخرج جعفر بناهي في طهران إلى الواجهة بعدما صرح وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، أن «توقيف السيد بناهي هو مسألة أمنية»، وأضاف في تصريح نشرته صحيفة «باني فيلم» أن الوزارة لم تتدخل في هذه القضية لأن «توقيف بناهي مرتبط بأحداث ما بعد الانتخابات». ويذكر أن المخرج الإيراني جعفر بناهي الحائز جوائز عالمية عدة قد منع من مغادرة إيران للمشاركة في مهرجان دولي خريف 2009، وظل المنع سارياً شهوراً عدة ثم تم توقيفه في منزله في مطلع الشهر المنصرم مع زوجته وابنته وسينمائيين آخرين كانوا مدعوين عنده، وقد أفرج عنهم لاحقاً فيما لا يزال بناهي موقوفاً لغاية اليوم، وتحدثت الصحف حينها عن قيامه بتصوير فيلم عن الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران ( يونيو) من دون الحصول على موافقة رسمية. وكان المخرج عباس كياروستامي قد وجه رسالة مفتوحة نشرتها بعض الصحف والمواقع الالكترونية الإيرانية، اعتبر فيها أن وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي هي المسؤولة عن كل ما يحصل لجعفر بناهي، وقال: «إذا كان قد ارتكب خطأ، فهذا بسبب القرارات والسياسة السيئة لمسؤوليها الذين قطعوا كل الطرق ولم يتركوا له أي خيار آخر سوى الذهاب نحو الخطر، وفقط لتحقيق فيلم له» (راجع «الحياة» 19/3/2010). وعلى صعيد آخر، أعلن معاون وزير الثقافة والإرشاد لشؤون السينما ان من المنتظر «أن تحل قريباً مشاكل السينما الإيرانية بعد زيادة الموازنة المخصصة للسينما بنسبة خمسين في المئة». وقال في تصريح نشرته الصحيفة الإيرانية «باني فيلم»، إن جزءاً مهماً من هذه الموازنة سيكرس لإصلاح دور العرض وأعمال البنى التحتية. ويأمل المسؤولون أن تساهم تلك المعونة في إعادة الثقة إلى السينمائيين لإنتاج أفلام أفضل.