جوهانسبورغ - رويترز، أ ف ب، أ ب - أظهرت النتائج الاولية لثاني انتخابات تشريعية متعددة الاعراق في جنوب افريقيا ان المؤتمر الوطني الافريقي يتجه الى تحقيق فوز كاسح يمكنه من الحصول على غالبية ثلثي مقاعد البرلمان، وهي النسبة التي تسمح له بتعديل أجزاء من الدستور. وأعلن تامبو مبيكي، زعيم المؤتمر الوطني الافريقي نائب الرئيس الحالي نيلسون مانديلا، في خطاب الفوز ان "الشعب جدد بالملايين، وبلا لبس او تردد، ولاية المؤتمر الوطني الافريقي لحكم بلادنا". وجاءت المفاجأة الكبيرة من "الحزب الوطني الجديد" الحاكم قبل 1994 الذي خسر مرتبة أول حزب في المعارضة، وحل مكانه "الحزب الديموقراطي" الليبيرالي. وحصل المؤتمر الوطني الافريقي على 47.65 في المئة من الاصوات، وهي نتيجة افضل من التي سجلها في انتخابات 1994 62 في المئة حسب ما اعلنته اللجنة الانتخابية المستقلة في نتائج اولية بعد ظهر امس بعد فرز حوالى 66 في المئة من بطاقات الانتخاب. وحقق ليبيراليو "الحزب الديموقراطي" أفضل نتيجة في تاريخهم بين أحزاب المعارضة الخمسة عشر المشاركة، بحصولهم على 10 في المئة من الاصوات، ليحتلوا المرتبة الثانية، مما يعتبر نجاحاً كبيراً لهذا الحزب الذي لم يحصل في 1994 الا على 7.1 في المئة من الاصوات. وحصل حزب الزولو "إينكاتا" على المرتبة التالية 8 في المئة متراجعاً عن 1994 5.10 في المائة ولكن بنسبة افضل مما اعلنت عنه الاستطلاعات. ولم يحصل الحزب الوطني، الذي حكم البلاد على امتداد 46 عاماً في عهد التمييز العنصري، الا على حوالى 7 في المئة من الاصوات مقابل 4.20 في المئة في 1994. وستحدد نتائج الانتخابات في التمثيل النسبي عدد مقاعد البرلمان لكل حزب قبل ان ينتخب النواب الرئيس الجديد في 14 حزيران يونيو الجاري. وبات اكيداً فوز مبيكي، خليفة مانديلا المعين، بمنصب رئيس جنوب افريقيا الذي يتوقع ان يتسلمه في 16 الجاري عندما يتقاعد مانديلا. وقال مبيكي في خطاب ألقاه امس امام حشد من انصار المؤتمر الوطني الافريقي "سنعمل معاً لبناء جنوب افريقيا تعود فعلاً الى كل الذين يعيشون فيها، من السود والبيض على السواء". واشارت النتائج الاولية الى ان المؤتمر الوطني الافريقي سيحتفظ بادارة سبعة من اصل تسعة اقاليم حسب النتائج الموقتة في الانتخابات المحلية. ويتسم الوضع بالتنافس الشديد في اقليمي الكاب الغربي حيث خسر الحزب الوطني الغالبية المطلقة في هذا الاقليم الذي كان اكبر معقل له، ولم يتجاوز 41.1 في المئة يليه المؤتمر الوطني الافريقي ب6.38 في المئة بعد فرز 60 في المئة من البطاقات الانتخابية. بينما حصل الحزب الديموقراطي على الحكم في هذه المنطقة التي تعتبر افضل منطقة سياحية وتضم مدينة الكاب حيث مقر البرلمان. وفي كوازولو ناتال، اظهرت النتائج الاولية تنافساً شديداً بين المؤتمر الوطني الافريقي وحزب "اينكاتا"، اذ حصل هذا الاخير الذي يرأسه مانغوسوتو بوتيليزي، وزير الداخلية على 5.40 في المئة في مقابل 3.39 في المئة للمؤتمر الوطني بعد فرز 53 في المئة من البطاقات. وقال يان نيكو شولتن رئيس جمعية البرلمانيين في اوروبا الغربية ان "هذه الانتخابات جرت بكل حرية مثل التي نظمت في 1994 ولكن بعدد ادنى من المخالفات". وأضاف ان "استنتاجنا يسمح لنا بتوجيه تهانينا الى جنوب افريقيا للحرية التي اتسمت بها العملية وانعدام الرقابة والتخويف والضغط وحرية الحركة". وصرح رئيس مجموعة مراقبي رابطة الكومنولث لهذه الانتخابات البريطاني ديفيد ستيل ليل الاربعاء الخميس ان الاقتراع "سمح للناخبين بالتعبير بحرية عن ارادتهم"، واثبت وجود "مجتمع ديموقراطي ناضج". واشار الى وقوع بعض اعمال العنف والترهيب التي "لا تشبه في شيء ما حدث في 1994". وعلى رغم بعض المشادات التي وقعت بسبب بطء العملية الانتخابية، جرت الانتخابات من دون حادث يذكر. وكانت طوابير من الناخبين ما زالت تنتظر ليل اول من امس على طول مئات الامتار في موعد اغلاق مكاتب الاقتراع. وشارك في الانتخابات ما بين 80 و85 في المئة من الناخبين وعددهم نحو 3.18 مليون ناخب مسجل - وهو ما يعادل نحو 14 الى 15 ميلون شخص - حسب النتائج الاولية.