كولونيا المانيا - أ ف ب - أعلن رؤساء الدول الخمس عشرة الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، للمرة الاولى في تاريخ الاتحاد، رسمياً عن نيتهم في ان يعززوا السياسة الاوروبية المشتركة في مجال الامن والدفاع. واكد البيان الذي تمت المصادقة عليه بعد ظهر أمس الخميس "وجوب ان تكون للاتحاد قدرة تحرك عسكرية مستقلة، تدعمها قوات رادعة، وان تكون له وسائل تقرير اللجوء اليها، وان يكون مستعدا للقيام بذلك في مواجهة الازمات الدولية، من دون التعارض مع التحركات التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي". واوضح البيان ان "هدفنا هو اتخاذ القرارات الضرورية من الآن حتى سنة الفين لاستيعاب القرارات المتعلقة بعمل اتحاد اوروبا الغربية التي يحتاج اليها الاتحاد للاضطلاع بمسؤولياته". واضاف "لكن انظمة الدول الاعضاء المختلفة، بالنسبة الى الضمانات الدفاعية المشتركة لن يطرأ عليها تغيير. والحلف الاطلسي يبقى اساس الدفاع الجماعي لاعضائه". ويعني هذا ان البلدان المحايدة الاربعة في الاتحاد الاوروبي النمسا والسويد وفنلندا وايرلندا يمكنها ان تبقى خارج الالتزامات المنصوص عليها في المادة الخامسة من المعاهدة الحالية لاتحاد اوروبا الغربية. ويعتبر اتحاد اوروبا الغربية الذي يضم عشرة اعضاء ينتمون جميعهم الى الاتحاد الاوروبي، المنظمة الدفاعية الأوروبية الوحيدة. وغالباً ما يوصف هذ الاتحاد بأنه "الذراع المسلحة" للاتحاد الاوروبي على رغم ان مساهمته في امن اوروبا محدودة جداً. وجاء في البيان ان الاعضاء الخمسة عشر اعربوا عن ارتياحهم الى نتائج قمة حلف شمال الاطلسي في واشنطن التي عقدت نهاية نيسان ابريل، كما "اعربوا عن دعمهم للعملية التي شرع فيها الاتحاد" واشاروا الى ان "اتخاذ الاتحاد الاوروبي دورا اكثر فاعلية في تفادي النزاعات وتسيير الازمات من شانه ان يساهم في نشاط الحلف الاطلسي المتجدد". واضاف "اننا نعتزم انشاء هيئة لتسيير الازمات يديرها الاتحاد الاوروبي مما سيتيح للدول الاعضاء بما فيها الاعضاء في الحلف الاطلسي والمحايدين وغير الحلفاء، المشاركة الكاملة وعلى قدم المساواة في عمليات الاتحاد الاوروبي". ويوافق الاميركيون على انشاء ركيزة اوروبية في حلف شمال الاطلسي من شأنها ان تتيح للاوروبيين استخدام بعض امكانات الحلف الاطلسي في عمليات لا يشارك فيها الاميركيون. وسرّع في قرار الاوروبيين انشاء حلف دفاعي ازمة كوسوفو التي اظهرت بوضوح عدم قدرتهم على التدخل في قارتهم من دون اللجوء الى الولاياتالمتحدة. وبات القرار ممكناً في نهاية السنة الماضية بفضل تغير موقف بريطانيا التي أصبحت تؤمن بفضائل الدفاع الاوروبي. واصدرت فرنساوبريطانيا في سان مالو غرب فرنسا بيانا مشتركا حول الدفاع يصب في السياق نفسه للبيان الذي صدر الاسبوع الماضي عن فرنساوالمانيا. واعلنت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان فرنسا ستعرض "في الايام المقبلة" على شركائها في الاتحاد الاوروبي "خطة عمل" لتنفيذ المبادئ الواردة في بيان كولونيا.