على رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتخب ايهود باراك أن يقدم لرئيس الكنيست البرلمان الموقت شمعون بيريز، بحلول مساء غد، ما يثبت أنه تمكن من تشكيل ائتلاف يحظى بتأييد غالبية في الكنيست. وإذا اخفق في ذلك، فلا مناص من اجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، إلا أن الدلائل كافة تشير إلى نجاح باراك في مهمته، إذ من المرجح ان يقدم حكومته للكنيست بعد ظهر الاثنين في جلسة خاصة. ويستند هذا إلى الاتفاق الذي ابرم أمس بين حركة إسرائيل واحدة برئاسة باراك وقادة حزب ايهودوت هتوراة ديني متشدد غربي - 5 مقاعد، وهو حزب يصف نفسه بأنه غير صهيوني ولا يشارك في الحكومة على مستوى وزير، بل على مستوى نائب وزير ورئاسة لجان برلمانية، خصوصاً المحلية، إذ يسعى دائماً إلى الحصول على مراكز تمكنه من الحصول على الأموال اللازمة لتأمين تسيير المدارس الدينية التي يديرها. ويقضي الاتفاق أيضاً بأن يكون تجنيد طلبة المعاهد الدينية على أساس طوعي وليس بالاكراه. وتدخل عملية التفاوض الائتلافي مرحلتها الأخيرة بعد التوقيع على اتفاقات مع حزب اليهود الروس إسرائيل بعليا وحزبي مفدال وميريتس، إذ وصل عدد النواب إلى تسعة وستين عضواً يؤيدون الحكومة. وينتظر حزب الوسط بزعامة اسحق موردخاي دوره، إذ سيحصل على وزارة المواصلات، فيما يعين نائبه الجنرال السابق أمنون شاحاك سفيراً في الولاياتالمتحدة. ويظل حزب النقابات شعب واحد خارج الصورة الائتلافية. وجرت ليل الاثنين - الثلثاء مفاوضات مكثفة مع حزب شاس الذي حصل على وزارات البنى التحتية والعمل والرفاه الاجتماعي والصحة. أما وزارة الشؤون الدينية فاتفق في لقاء ثلاثي جمع أحزاب العمل ومفدال وشاس على أن تدار بالتناوب بين شاس ومندال. ولم يوقع اتفاق بين باراك وشاس حتى الآن، إلا أن هذا الحزب بات في الائتلاف بصورة عملية، محققاً نجاحاً في المفاوضات من خلال الحصول على ثلاث وزارات ونصف، إضافة إلى عضوية لجان برلمانية مهمة تؤمن له هو الآخر استمرار تدفق الأموال إلى مدارسه ومعاهده الدينية. ويرى مراقبون ان المعركة الآن تحولت بين حزب باراك وأقرب حلفائه اليساريين - حركة ميريتس 10 مقاعد، إذ لا يزال بعض قادتها يرفض ائتلافاً يضم شاس ويطالب في حال الاضطرار إلى العمل مع هذا الحزب بحرية التصويت في الكنيست على القضايا المتعلقة بالدين. وجوبه هذا المطلب بآخر من حزب مفدال يطالب بحرية التصويت في القضايا السياسية. يذكر ان مفدال من الأحزاب المؤيدة لمواصلة الاستيطان في الضفة الغربية، بل أن مقره الرئيسي يوجد في مستوطنة كفر عتصيون على طريق الخليل - بيت لحم. إلى ذلك أ ف ب، أعلنت الاحزاب الثلاثة التي تمثل الاقلية العربية في إسرائيل أمس انها لن تدعم حكومة باراك خلال التصويت على الثقة في الكنيست. واتهم نواب الاحزاب الثلاثة 10 مقاعد الزعيم العمالي بأنه رفض ان يأخذ في اعتباره أصوات العرب في إسرائيل الذين صوتوا لمصلحته بنسبة 90 في المئة في الانتخابات التي جرت في 17 أيار مايو الماضي. وأعلن طلب الصانع النائب عن القائمة العربية الموحدة خمسة نواب لوكالة "فرانس برس": "سأصوت ضد منحه باراك الثقة لأنه بدلاً من تشكيل حكومة تمثل جميع المواطنين استبعد ممثلي العرب في إسرائيل في دليل على العنصرية". وقال النائب محمد بركة الرجل الاول في قائمة الحزب الشيوعي الاسرائيلي حداش، 3 نواب: "لا يمكننا التصويت لحكومة تعطي الحزب القومي الديني المتشدد امكان توسيع المستوطنات في الضفة باسناد وزارة الاسكان اليه". وأضاف النائب أحمد الطيبي من قائمة "بلد" نائبان ان "باراك انكر شرعية التصويت العربي خلافاً لرئيس الوزراء العمالي اسحق رابين الذي اغتيل في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1995 والذي تفاوض مع اللوائح العربية عام 1992 للحصول على دعمها". ولم تقرر الأحزاب الثلاثة ما إذا كانت ستمتنع عن التصويت على منح الثقة خلال الجلسة البرلمانية المقررة قبل الثامن من تموز يوليو المقبل.