باريس - أ ف ب - اكد مختبر الابحاث في متاحف فرنسا، بعد حوالى ثلاث سنوات من الجدل، ان لوحة "حديقة في اوفير" الشهيرة هي حقا من اعمال فانسان فان غوغ. وأكدت الابحاث التي اجريت بواسطة الاشعة والتصوير بالاشعة ما تحت الحمراء وفوق البنفسجية والتكبير والتصوير المجهري والضوئي باشعة اكس، وجود نقاط كثيرة مشتركة بين خصائص اللوحة ولوحات فان غوغ الاخرى التي رسمها في اوفير - سور - واز بالقرب من باريس في تموز يوليو 1890، قبل انتحاره بأيام. وجاءت التأكيدات لتبدد الشكوك التي اثارها "خبراء" اكدوا ان اللوحة رسمت بعد سنوات من موت فان غوغ بيد الرسام كلود اميل شوفينيكر. وكانت هذه الشكوك تسببت في سحب اللوحة من البيع بالمزاد في 1996. وتحولت اللوحة التي اعتبرتها الحكومة الفرنسية "ارثا تاريخياً" الى لوحة بلا قيمة. وأعادت آن ديستيل، المسؤولة عن حفظ اللوحات في متحف اورسي، رسم تاريخ اللوحة التي حصل عليها جامع اللوحات جاك وولتر في 1955 مقابل 9 ملايين فرنك 8،1 مليون يورو. وكان يمكن ان يبقى سعر اللوحة عند ذلك لولا بيع لوحة "عباد الشمس" لفان غوغ في لندن لدى كريستيز مقابل 268 مليون فرنك لشركة يابانية في 1987. وعلى الاثر قررت وزارة الثقافة الفرنسية في 1989، اعتبار "حديقة في اوفير" جزءا من التراث الوطني، بما يمنع اخراجها من البلاد. وعندما قرر مالكها جاك وولتر بيعها في 1992، اشتراها الفرنسي جان مارك فيرن مقابل 55 مليون فرنك. الا ان وولتر احتج معتبرا ان بيع اللوحة خارج فرنسا سيوفر له اربعة اضعاف المبلغ. وعليه اقام وولتر دعوى ضد الحكومة الفرنسية التي حكم عليها في 1996 بان تدفع له 145 مليون فرنك لأنه لا يحق لها ضم اللوحة الى الممتلكات العامة. وبعد وفاة المالك الجديد، في نهاية 1996، قرر ورثة فيرن بيع اللوحة الا انهم ووجهوا بشائعات تنفي انها من اعمال فان غوغ وتنسبها الى كلود اميل شوفينيكر بحجة ان الفترة التي جفت فيها الوانها تتجاوز تاريخ انتحار فان غوغ في 27 تموز 1890، وبأن طريقة توزيع الالوان في بعض المواضع لا تتناسب مع اللوحات التي رسمها اثناء وجوده في اوفير. وقرر الورثة الغاء بيع اللوحة في 1992، مؤكدين ان والدهم ما كان من الممكن ان يشتري لوحة تحيط بها الشكوك. ودفع ذلك المحامي جان كلود بينوش، الذي باع اللوحة اول مرة، الى رفع دعوى تشهير ضد صحيفة "لو فيغارو" التي اشارت الى وجود "غبن وتدليس" في عملية البيع. ومع تأكيد انتساب اللوحة له، يخرج فان غوغ منتصرا، وكذلك ورثة فيرن، بفضل التحاليل المتقدمة التي اجراها مختبر المتاحف الفرنسية الذي قارن اللوحة بعشر لوحات رسمها فان غوغ قبل انتحاره واكد وجود عناصر مشتركة تتعلق بنوعية نسيجها، وطريقة اعدادها للرسم، والمواد المستخدمة فيها، والالوان، وضربات الفرشاة، ووجود بقع لونية على خلفيتها لان فان غوغ كان يضع لوحاته الواحدة فوق الاخرى قبل ان تجف تماما.