أجرى معاون وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط السفير مارتن انديك محادثات أمس في باريس مع مسؤولين في الخارجية الفرنسية، بينهم مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا ايف اوبان دولاموسوزيير. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن اللقاء تركّز على موضوعي مسيرة السلام في الشرق الأوسط والعراق وأن الجانب الأميركي يتوقّع أن تتضّح صورة عملية السلام في الشرق الأوسط وتوجهات رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود باراك في هذا الشأن. وقالت المصادر نفسها عن المسار السوري - الاسرائيلي، وفي ضوء الاتصالات بين الولاياتالمتحدة وكل من سورية واسرائيل، وتصريحات الرئيس حافظ الأسد وباراك أول من أمس يسود اقتناع بأن هذا المسار سيستأنف بسرعة وربما خلال الشهر الذي سيلي تشكيل الحكومة الاسرائيلية. ويتمنّى كل من الجانبين الأميركي والفرنسي أن تستأنف المحادثات على كل المسارات السوري - الاسرائيلي واللبناني - الاسرائيلي وأيضاً الفلسطيني - الاسرائيلي بأسرع وقت على أن يتم تنفيذ اتفاقيات "واي ريفر". ويتحرّك الجانب الفرنسي حالياً لإجراء اتصالات على أعلى المستويات مع كل من سورية والسلطة الفلسطينية لمعرفة ما تنتظرانه من فرنسا وأوروبا في اطار إعادة إحياء عملية السلام. وفي هذا الإطار يزور السفير دولاموسوزيير وللمرة الأولى منذ توليه منصب مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية دمشق غداً ثم الاراضي الفلسطينية ويعود الأحد الى باريس. وتكمن أهمية زيارة دولاموسوزيير الذي سبق وخدم في سفارة فرنسا في سورية في كونها تكرّس عودة الحوار بين دمشقوفرنسا الذي كان فقد كثافته بعدالتغيير الحكومي في لبنان. وأجرى الرئيس جاك شيراك مساء أوّل من أمس اتصالين بالرئيس حافظ الأسد والرئيس ياسر عرفات لوضعهما في جو محادثاته مع نظرائه ازاء مسيرة السلام في الشرق الاوسط خلال قمة الدول الصناعية في كولونيا. ويُعد اتصال شيراك بنظيره السوري المبادرة الفرنسية الثانية في اتجاه إعادة تنشيط الحوار بين البلدين بعد اللقاء الذي تم في شتوتغارت بين وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين ونظيره السوري السيد فاروق الشرع اللذين قرّرا استئناف الحوار بين البلدين. وزيارة دولاموسوزيير هي أوّل زيارة على مستوى عالٍ لمسؤول فرنسي لدمشق منذ زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الأسد لباريس في تموز يوليو الماضي. العراق إلى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر مطّلعة ان الجانب الفرنسي تطرّق خلال محادثاته مع الجانب الاميركي أمس إلى الوضع في العراق. وحذّر الجانب الفرنسي من أن الوضع في العراق يتجّه نحو كارثة في السنوات المقبلة. فالمستقبل مظلم لهذا البلد على الصعيدين الانساني والسياسي. ويرى الجانب الفرنسي أن السياسة الاميركية في العراق تهدّد بكارثة، ليس على المستوى الإنساني فحسب، وإنما أيضاً على المستوى السياسي نظراً إلى احتمال انفجار العراق من الداخل. فالجانب الأميركي يتمنّى إسقاط نظام الرئيس صدام حسين، لكنه لا يتطلع الى ما بعد ذلك وليست لديه أفكار عما سيحل بعد ذلك، فيما يرى الجانب الفرنسي ان البديل في المرحلة الراهنة هو الفوضى مع صراع داخلي أسوأ مما حصل في 1991. ولم يتطرّق الجانب الفرنسي مع الجانب الاميركي إلى المشاورات الجارية في مجلس الأمن، كونه لا يرى جدوى في مثل هذا النقاش لأن المعروف أن الولاياتالمتحدة لن تعدل عن موقفها في مجلس الأمن حالياً. ولذا، اكتفى الجانب الفرنسي بعرض توقعاته بالنسبة إلى تطوّر الأوضاع في العراق إذا استمرّت السياسة الاميركية على حالها.