نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مطلع في باريس ان الرئيس حافظ الأسد سيقوم بزيارة لفرنسا خلال النصف الثاني من تموز يوليو المقبل، وذلك للمرة الأولى منذ 22 عاماً، وفي واحدة من زياراته النادرة لدولة غربية، اذ تعود زيارته الاخيرة لفرنسا الى 1976. وكان الرئيس جاك شيراك زار دمشق في تشرين الأول اكتوبر 1996 مما كرس التقارب الفرنسي - السوري. وكان الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زار سورية في 1984، لكن العلاقات الفرنسية - السورية كانت متوترة في حينه لأسباب عدة منها الموقف الفرنسي من لبنان وقضية الديون المترتبة على سورية لفرنسا. ولم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية نبأ الزيارة فيما تعذّر الحصول على تأكيد لها من الرئاسة بسبب وجود شيراك في طوكيو. وتشكل مثل هذه الزيارة تكريساً للتحسن الذي شهدته العلاقات الفرنسية منذ تولي شيراك الرئاسة، والذي تعبّر عنه فرنسا باستمرار بتأكيدها موقع سورية في عملية السلام في الشرق الأوسط. الى ذلك، اكدت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه ان النائب السابق للرئيس السوري وشقيقه الدكتور رفعت الأسد وصل الى باريس خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وقالت ان رفعت الأسد حصل على "تأشيرة دخول قصيرة الاجل، على غرار التأشيرات التي كان حصل عليها في السابق عندما رغب في زيارة باريس لأسباب خاصة وعائلية". في دمشق، قالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" إن زيارة الرئيس الأسد لباريس تأتي رداً على زيارة الرئيس شيراك لدمشق والتي "بلورت التقارب بين البلدين بعد سنوات من جمود العلاقات بينهما". وأشارت إلى دعوة الرئيس شيراك سورية إلى "إقامة حلف متين وصداقة لا ينالها الزمن، لأن ذلك يخدم مصلحة البلدين والشرق الأوسط وأوروبا". وتوقعت المصادر أن يبحث الأسد وشيراك في عملية السلام، خصوصاً الاقتراح الإسرائيلي للانسحاب المشروط ولتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 وأن "يستكملا المحادثات التي أجراها نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام في بداية الشهر الجاري". ولفتت إلى أن زيارة الرئيس السوري إلى العاصمة الفرنسية "كانت بين المواضيع التي بحث فيها خدام خلال لقائهما المغلق مدة عشرين دقيقة". وفسر مراقبون عزم الأسد على لقاء شيراك في باريس بأنه مؤشر إلى "مدى الآمال التي تعقدها دمشق على الدور الأوروبي، خصوصاً الفرنسي، في عملية السلام، وخيبة الأمل من الدور الأميركي المتجاهل للمسار السوري منذ بداية 1996 "