انخفضت عملة الاتحاد الاوروبي اليورو ازاء الدولار الاميركي ويتوقع ان تبقى ضعيفة نسبيا في المستقبل القريب بسبب انتعاش الاقتصادين الاميركي والآسيوي ما أدى ايضاً الى هروب رؤوس اموال ضخمة من اوروبا. وقالت نشرة متخصصة ان الحساب الجاري لدول الاتحاد الاوروبي المشاركة في اليورو سجل صافي تدفق مالي الى الخارج بنحو 21.6 بليون يورو 22.3 بليون دولار في الربع الاول من السنة الجارية مقابل تدفق الى الداخل، اي فائض بلغ نحو تسعة بلايين يورو 9.3 بليون دولار في الربع الاخير من العام الماضي. وذكرت النشرة الصادرة عن دار الوساطة "سالومون سميث بارني" في لندن ان هذه التطورات كانت بعكس التوقعات السابقة بان ضخامة الفائض في الحساب الجاري لدول اليورو ستؤدي الى بقاء هذه العملة قوية. التدفقات الخارجية وقالت "ان هذا الفائض تأثر بشكل كبير بالتدفقات الخارجية التي نجمت عن عوامل عدة اهمها قوة اقتصاد الولاياتالمتحدة والانتعاش النسبي في اقتصادات الدول الآسيوية، اضافة الى فروقات اسعار الفائدة السائدة في هذه الدول". واضافت: "من الواضح ان تصريحات المصرف المركزي الاوروبي الاخيرة والتي توقع من خلالها ارتفاع قيمة اليورو في الامد البعيد تهدف فقط الى ابطاء سرعة الانخفاض الذي شهدته هذه العملة اخيرا وليس اعادة ارتفاعها". واشارت النشرة الى ان اجمالي التدفقات المالية الى خارج دول اليورو من دون اعتبار التدفقات الداخلية بلغ نحو 41.9 بليون يورو 43.3 بليون دولار في الربع الاول من السنة الجارية منها نحو 28.7 بليون يورو 29.67 بليون دولار على شكل استثمارات في الاسهم الاوروبية. وذكرت ان المستثمرين الاميركيين باعوا جزءاً كبيراً من موجوداتهم في دول اليورو في تلك الفترة في حين ارتفعت وتيرة استثمارات الاوروبيين في الاسهم الاميركية اذ بلغت نحو 13.2 بليون يورو 13.6 بليون دولار. وقالت ان هذه التطورات ادت الى انخاض اليورو ازاء الدولار الاميركي من نحو 1.08 دولار في 8 نيسان ابريل الماضي الى نحو 1.03 دولار حالياً. وتوقعت النشرة ان يبقى اليورو ضعيفاً نسبياً في الأمد القريب نتيجة الاستمرار المتوقع في التدفقات المالية الى خارج دول الاتحاد الاوروبي. وقالت انه "لم تظهر حتى الآن اي مؤشرات الى ان المصارف المركزية خارج منطقة اليورو تحول احتياطاتها من العملات الاجنبية الى اليورو اذ ان عدداً كبيراً من الدول التي تملك هذه الاحتياطات خصوصاً في آسيا واميركا اللاتينية لا تزال تحتفظ بنسبة ضئيلة من عملاتها الاجنبية باليورو". واضافت انه "ما لم تظهر مؤشرات مقنعة الى ان اليورو سيرتفع، فإنه من المستبعد ان تحاول تلك المصارف تغيير مكونات احتياطاتها من العملات الاجنبية".