دعا سفير العراق السابق في فرنسا عبدالرزاق الهاشمي في ندوة فرنسية حول الخروج من الأزمة في العراق عقدت في الجمعية الوطنية الفرنسية الى رفع العقوبات بكاملها عن العراق من دون شروط، قائلاً: "عندئذ فقط يصبح العراق مستعداً لمناقشة أي نظام رقابة مستقبلي". ورأى أن الطروحات الحالية في الأممالمتحدة حول رفع للعقوبات مقترن بشروط تعجيزية هي بمثابة وضع العراق تحت وصاية. وقال ملمّحا الى رفض العراق الاقتراحات للمشروع البريطاني - الهولندي في مجلس الامن ان "من حق العراق رفض أي قرار يمس بسيادته". أما ممثل العراق لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير محمد الدوري فدعا الى وقف "الإبادة الدولية" للشعب العراقي وتركزّت كلمته خلال الندوة على إنتقاد عمل لجنة التعويضات المنبثقة عن القرار 692 لمجلس الأمن. وقال ان لجنة التعويضات لها مجلس ادارة مع سكرتارية يديرها سكرتير اميركي يتصرّف كسيّد مطلق وأن اللجنة تتصرّف بنحو 30 في المئة من عائدات العراق النفطية من القرار 986 والذي يموّل موازنة عمل اللجنة الذي أصبح يتجاوز سنويا 50 مليون دولار وأن العراق لا يبلّغ بذلك رغم أنه الجانب المعني. وأضاف أن مجمل المبالغ المطلوبة للتعويضات يزيد عن 200 بليون دولار. ورأى الدوري ان لجنة التعويضات التي تنبثق عن مجلس الامن لا يحق لها أن تملك صلاحيات قضائية لتقويم الخسائر إذ أن مجلس الامن نفسه لا يملك سلطات قضائية. وطالب بحق العراق في التعبير عن رأيه في المسائل المطروحة في اطار موافقات لجنة التعويضات. وشارك في الندوة عدد من النواب الفرنسيين من بينهم: روزلين باشلو رئيسة مجموعة الأبحاث الفرنسية - العراقية وهي من الحزب الديغولي، التجمع من اجل الجمهورية، وفرانسوا لونكل النائب المسؤول في الحزب الاشتراكي عن قضايا الهجرة وفرانسوا كولكومبي، وهو نائب من منطقة اليي، وعضو البرلمان الفرنسي برناديت اسحق سيببيل من منطقة لورون والنائب جاك دوسالانغر، وجورج حاج نائب الشمال والامين العام السابق لوزارة الخارجية سيرج بوادوفي، والباحث الفرنسي بيار جان لويزار، ودنيس هاليدي المسؤول السابق للبرنامج الإنساني في الأممالمتحدة في العراق والصحافيان الفرنسيان بول ماري دولاغورس وألان غريش وأساتذة القانون في جامعات باريس مونيك شوميليي جاندرو وايف دودي. وقدّمت باشلو ملخّصاً عمّا تضمنه التقرير حول أوضاع العراق الذي انبثق عن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي في 29 كانون الثاني يناير للعراق والذي قدّم لكل من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزير الخارجية هوبير فيدرين. وأشارت الى أن عبدالرزاق الهاشمي السفير العراقي السابق في فرنسا يقوم حاليا بزيارة الى باريس هي الاولى منذ أن قطع العراق علاقاته الديبلوماسية مع فرنسا سنة 1991، والمرة الاولى منذ 1995، التي يحصل فيها على تأشيرة دخول لفرنسا منذ ان غادرها. وقد دعته لزيارة باريس الحركة المسيحية للجمهورية الخامسة التي نظّمت له ندوة صحافية أوّل من أمس. ويقيم على شرفه الأمين العام السابق لوزارة الخارجية سيرج بوادوفي الذي يعمل حالياً رئيساً لمجلس ادارة المجموعة الفرنسية - العراقي للتعاون الاقتصادي مأدبة عشاء مساء غد الجمعة. وتنتهي زيارة الهاشمي الى باريس الاحد.