أضاءت الشموع، ليل أول من أمس، مبنى "كولدج هول" في الجامعة الأميركية في بيروت، معلنة إعادة افتتاحه بعد مرور أكثر من سبعة أعوام على الإنفجار الذي استهدفه فحوّله ركاماً، مخلفاً ضحية واحدة هي الموظف منير صالحة الذي أزيحت ستارة عن لوحة تذكارية باسمه. على واجهة المبنى الذي زنّرته الزهور رفعت لافتة زرقاء كتب عليها "كولدج هول 1873 - كولدج هول 1999" والعبارة الشعار "لتكن لهم حياة". وكانت الجامعة حرصت على إعادة تصميم المبنى كما كان منذ إنشائه مع تعديلات تواكب متطلبات الجامعة من الداخل. وحضر المناسبة حشد من الشخصيات والطلاب، في طليعته رئىس الجمهورية اللبنانية السابق الياس الهراوي وزوجته منى والوزير عصام نعمان ممثلاً رئىس الحكومة سليم الحص والسفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد وحفيدة دانيال بلس مؤسس الجامعة ألينور جونسون التي شاركت إلى جانب الهراوي ورئيس الجامعة جون واتربوري في إعادة دفن الصندوق الرصاصي الذي يضم أوراقاً وخرائط عن المبنى، في الحجر الأساس للمبنى. وألقى واتربوري كلمته باللغة العربية شاكراً كل من ساهم في إعادة إعمار المبنى. وقال الهراوي "إن ضرب الجامعة كان يهدف إلى إغلاقها ونقلها إلى دولة أخرى في الشرق الأوسط، وكان مؤامرة إسرائيلية". وشاءت جمعية خريجي الجامعة الأميركية في بيروت أن ترافق المناسبة نشاطات مختلفة بدأت أمس بندوة عن "التعليم الليبيرالي في القرن الحادي والعشرين" أقيمت في "اسمبلي هول" في حضور حشد من التربويين، وتحدث كل من واتربوري ورئىس الجامعة اللبنانية - الأميركية الدكتور رياض نصار ورئىس جامعة "نورث وسترن" الأميركية الدكتور هنري بيانين ورئيس الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتور جون غيرهارت، ومثّل وزير التعليم العالي محمد يوسف بيضون رئىس الجمهورية إميل لحود الذي اعتبر في كلمته أن الجامعة الأميركية نموذج للتعليم الليبيرالي الذي "يرتكز الى تحرير العقول والنفوس ويعتبر الحرية اساس المعرفة"، لكنه رأى "ان هذا التعليم يواجه تحديات كثيرة مع انتقالنا الى القرن الحادي والعشرين في ظل التطورات التكنولوجية التي طرأت نهاية هذا القرن، والسؤال الأبرز هو هل يضع التعليم الحر التكنولوجيا الجديدة في خدمة الإنسان أم أنها تسخّره لخدمتها؟"، معتبراً "ان السؤال يأخذ أبعاداً جديدة تلامس مناطق الخطر في ظل ما يحصل في علوم الهندسة الجينية أو هندسة الزمن". وشدد على دور الجامعة "الذي سيبقى مميزاً في القرن المقبل".