أطلق رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك المفاوضات الائتلافية مجدداً مع حزب ليكود اليميني المتشدد بعد أن توقفت بينهما بسبب خلاف حول عملية السلام من جهة والاستيطان من جهة أخرى. وعقد باراك والرئيس الموقت لحزب ليكود وزير الخارجية ارييل شارون لقاءين طويلين ليل الاثنين - الثلثاء اتفقا خلالهما على عودة الوفدين الى طاولة التفاوض. وبالفعل استؤنفت المفاوضات في ضوء ما أعلنه شارون من أن باراك قطع له وعداً بمنح ليكود خمس وزارات بواقع وزارة لكل أربعة مقاعد برلمانية ليكود له 22 مقعداً على أن تكون احدى الوزارات اما الخارجية أو المالية، مشيراً كذلك الى أن المفاوضات مع سورية لن تستأنف من حيث توقفت. غير أن أوساط حزب العمل لم تؤكد، وان لم تنف، هذه الأنباء اذ اكتفى أحد قادة الحزب، يوسي بيلين، بالإقرار بأن ضم ليكود الى الائتلاف الحكومي الجديد سيقود الى إبطاء وتيرة المفاوضات في اطار العملية السلمية في مساراتها المختلفة. وأضاف ان ليكود لن يدخل الائتلاف اذا ما طالب بمنع الفلسطينيين من اقامة دولة مستقلة أو إذا ما أصر على رفض أي انسحاب من الجولان. ويرى رئيس الطاقم المفاوض عن قائمة اسرائيل واحدة ديفيد ليبائي ان المفاوضات مع ليكود جدية تماماً وان باراك مهتم بضم هذا الحزب الى الائتلاف القادم. وجاء حديثه رداً على ما صدر من تعليقات تقول ان المفاوضات مع ليكود ليست الا من باب الضغط على حركة شاس المتدينة الشرقية 17 مقعداً التي اصطدمت المفاوضات معها بعقبات عدة من أهمها تمسك شاس بالحصول على حقيبة الداخلية التي تمكن من تحدي قوانين الاقامة والمواطنة في الدولة العبرية. وهذه الحقيبة هي مطمح حزب المهاجرين الروس، اسرائيل بعليا 7 مقاعد ينتمي الى معسكر الوسط. كما ان خلافاً نشب بعد ما اعلنه الزعيم الروحي لشاس، عوفاديا يوسف، من أن اليسار يضم العديد من العناصر الشريرة في صفوفه. وحاولت أوساط شاس التخفيف من وقع هذه الأقوال بالتشديد على أن باراك ليس من الشريرين الا ان التصريحات تلك اضرت بالمفاوضات. وتشير أوساط حزب العمل الى أن المفاوضات مع شاس لم تتعثر على رغم عدم الوصول الى اتفاقات نهائية وان كل شيء لا يزال خاضعاً للتفاوض، وان تجديد المحادثات الائتلافية مع ليكود يأتي في اطار المساعي الهادفة الى بناء أوسع ائتلاف ممكن. ويرى مراقبون ان ليكود، برغم معارضته المواقف السياسية لحزب العمل، مَعْنيّ بلَجْم حركة شاس التي استطاعت في الانتخابات الأخيرة استقطاب قسم كبير من ناخبيه، خصوصاً في أوساط اليهود الشرقيين، وهم المَعِين الانتخابي التقليدي لليكود. لذا فإن هذا الحزب قرر المجاهرة بالمفاوضات مع باراك الذي يحقق هو الآخر هدفاً مزدوجاً يتمثل في الضغط على شاس كما على ليكود اللذين سيتبارزان في تقديم التنازلات.