اصطف ممثلو الاحزاب الاسرائيلية المختلفة حسب الترتيب الذي حدده لهم رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك لعرض مطالبهم الشخصية والحزبية على طاقم المفاوضات الائتلافية الذي شكله باراك وسط تشكيك الصحافة العبرية بصلاحيات هذا الطاقم. وكانت حركة "ميريتس" اليسارية التي ساندت باراك أول من اجتمع مع الطاقم التفاوضي في فندق "دان" في مدينة "هرتسيليا"، المقر الموقت لرئيس الوزراء المنتخب، اعقبها حزب اليهود الروس "يسرائيل بعليا" وحزب "شينوي" العلماني اليميني وحزب "الوسط" برئاسة وزير الدفاع السابق اسحق موردخاي. وقدمت "ميريتس" 10 مقاعد "ورقة عمل" شملت مواقف الحركة من القضايا السياسية والداخلية في الدولة العبرية وفي مقدمها ضرورة وقف الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة وعدم القبول بضم حركة "شاس" الدينية في الائتلاف الحكومي. واتفق اليمين الاسرائيلي العلماني مع يساره في شأن اقصاء حركة "شاس" عن أي ائتلاف حكومي، في مؤشر الى مدى الصعوبات التي سيواجهها باراك في تحقيق وعده لناخبيه بأن يكون "رئيس حكومة للجميع" وتشكيل حكومة "برلمانية" موسعة. وأكد ممثل حركة "ميريتس" يوسي سريد رفض حركته المطلق المشاركة في حكومة تضم "شاس"، وقال ان اقواله لا تمثل تهديدا لباراك بل انذارا لحركة "شاس" نفسها. وجاء الثناء على هذا الموقف على لسان رئيس حزب "شينوي" اليميني 6 مقاعد تومي لبيد الذي تمحورت حملته الانتخابية على الهجوم على التيار الديني في الدولة العبرية. وأعلن ممثل حزب الوسط 5 مقاعد هاغاي ميروم معارضته ايضا ضم "شاس" الى الحكومة. أما حركة "شاس" الغاضبة اصلا من تفضيل باراك الاحزاب والكتل اليسارية والوسط عليها فحذرت على لسان آحد زعمائها قائلة: "اذا بقيت شاس خارج الحكومة الائتلافية فان باراك سيعتبر عدوا لليهودية وللشرقيين". وفي قائمة "اسرائيل واحدة" التي يتزعمها باراك يتصاعد القلق بين اعضائها البارزين تحسبا لفقدانهم مراكز وحقائب وزارية يعلمون أنه في حال توصل باراك الى تشكيل "حكومة موسعة" لن يحصلوا عليها. وقالت مصادر اسرائيلية ان الاعضاء البارزين في قائمة باراك لا يعارضون بشدة ضم "شاس" الى الحكومة طالما ضمنوا حقائب الوزارات المهمة مثل الخارجية والمالية. وفيما لم يدل باراك يمين الولاء كرئيس حكومة حتى الان، وجهت الصحيفتان الرئيسيتان في الدولة العبرية انتقادات شديدة لادائه في المفاوضات الائتلافية. واتهمت صحيفة "يديعوت احرنوت" باراك بتشكيل "طاقم وهمي" للمفاوضات "للتشويش" على اللقاءات السرية التي يجريها مع الاحزاب "لانهاء المفاوضات من وراء ظهر" اعضاء طاقمه التفاوضي المشكل. وراحت صحيفة "هآرتس" الى طرح سؤال: "هل بدأ باراك يتصرف كنتانياهو، الذي شرع فور انتصاره في اهانة رفاقه في الدرب؟". واشارت الصحيفة الى تغيب شلومو بين عامي ويوسي بيلن وابراهام بورغ جميعهم من قائمة اسرائيل واحدة عن المنصة التي اعتلاها باراك في مهرجانه الاحتفالي مساء اول من امس وتبريرهم لتغيبهم ب "الاختناق في حركة السير". واشار المصدر الى ان باراك فوض رئيس طاقم المفاوضات وزير العدل السابق ديفيد ليبائي "بالاصغاء فقط". واصدر باراك بيانين صحفيين ردا على اتهامات الصحافة اكد فيهما ان طاقمه التفاوضي يتمتع "بصلاحية تامة وليس هنالك مفاوضات موازية تجرى بعيدا عن الانظار".